قفزت مؤخرا أسعار الدجاج في أسواق ولاية قسنطينة، إلى 280 دينارا للموضب بعدما كان يباع قبل أيام قليلة ب 240 دينارا و هو ما خلق تذمرا لدى المستهلكين و تخوفا من استمرار موجة الغلاء هذه إلى غاية شهر رمضان أين يزداد استهلاك اللحوم. و خلال جولة لأسواق وسط المدينة و بعض المحلات،لاحظنا أن حمى الأسعار مست أيضا لحم الديك الرومي " الدند" الذي ارتفعت أسعاره هو الآخر بشكل كبير إذ يباع بأكثر من 640 للكيلو من الشرائح " اسكالوب" بعد أن كان في السابق لا يتجاوز 480 دينارا. و قد عبر عدد من المتسوقين في حديثنا معهم عن تذمرهم من هذه التقلبات في الأسعار، خاصة وشهر رمضان لم يعد يفصلنا عن حلوله سوى شهرين، حيث أكدوا بأن ذلك سيجعلهم يحرمون مجددا من اللحوم البيضاء و الحمراء، خاصة مع التهاب أسعار هذه الأخيرة التي لم تنزل منذ مدة عن عتبة 700 دينار للكلغ. كما أن مصادفة ذلك مع دخول موسم الأعراس الذي يشهد عادة طلبا كبيرا على هذه المادة، سيساهم حسبهم في منع انخفاض أسعارها، و ذلك بعد أن كانت قبل أيام قليلة في متناول أصحاب الدخل المتوسط. ئيس شعبة الدواجن بالغرفة الفلاحية لولاية قسنطينة السيد طلحي محمد عبد الغاني استبعد مواصلة ارتفاع الأسعار لحم الدجاج إلى غاية شهر رمضان، مرجعا ذلك إلى إجراءات احترازية ستتخذها الوزارة الوصية، كما عزا التهاب الأسعار إلى عاملين، أولهما ارتفاع الحرارة خلال فصل الصيف و انعدام وسائل التبريد لدى معظم المربين، الأمر الذي جعل معدل موت الصّيصان يزيد كونها لا تحتمل العيش خارج معدل 25 درجة مئوية، إضافة إلى أن الدجاج لا يحبذ الأكل بكثرة في مثل هذه الظروف و هو ما يؤدي إلى بطئ نموه. ما العامل الثاني يتمثل حسب المصدر ذاته، في إفلاس عدد كبير من المربين بعد ما تكبدوه من خسائر جراء الفارق الكبير في السعر المسجل خلال فترتي الشتاء و الربيع، حينما ارتفع معدل الإنتاج إلى مستويات قياسية أسالت لعاب المضاربين الذين عمدوا إلى بيع الدجاج بأسعار وصلت إلى 100 دينار للكلغ، في الوقت الذي تنعدم فيه مراكز لتخزين الفائض المسجل، الأمر الذي جعل الدولة حسبه، تطلق برنامجا لإعادة الاعتبار للمداجن بهدف تنظيم و تطوير المهنة و الحد من ارتفاع الأسعار، داعيا المربين ليتقدموا للغرفة الفلاحية للاطلاع عليه و معرفة الامتيازات و التسهيلات المقدمة لهم. لم تستبعد جهات عليمة بمهنة تربية الدواجن، أن يواصل سعر الدجاج في الارتفاع خاصة إذا استمرت موجات الحرارة بحيث من المرتقب أن يصل إلى 400 دينار للكيلوغرام، كما أسرت بعد المصادر للنصر بأن رغبة المربين في تحضير منتوجهم لشهر رمضان، دفعتهم للتخطيط بالبدأ في تربية الدواجن قبل 60 يوما من شهر رمضان، و ذلك حتى يكون جاهزا بعد هذه المدة، الأمر الذي تسبب في نقص المنتوج الذي نشهده حاليا.