مبعوث النصر / عبد الحكيم أسابع ألقى أمس الصحراويون والوفود الرسمية للدول الشقيقة والصديقة النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس الصحراوي الراحل محمد عبد العزيز في مقر الرئاسة الصحراوية في منطقة الرابوني المحاذية لأولى مخيمات اللاجئين، وكان من بينهم الوفد الجزائري الذي يترأسه رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، في هذه المراسم. وكان جثمان الرئيس محمد عبد العزيز قد وصل إلى مطار الرائد فراجي بتيندوف في حدود الساعة منتصف النهار والنصف على متن طائرة للخطوط الجوية الجزائرية، كان على متنها أفراد عائلة الفقيد إلى جانب مستشاره الخاص عبداشي بريكة وامحمد خداد منسق البوليزاريو مع بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي ‘'المينورسو''، ومباشرة قام رجال الحماية المدنية الجزائرية بحمل التابوت على اكتافهم ، وتم تقديم تحية خاصة من طرف فرقة للجيش الوطني الشعبي. وأمام القاعة الشرفية لمطار تيندوف أين تم إلقاء كلمة تأبينية، ترحم الوفد الجزائري على روح الفقيد، قبل أن ينتقل الموكب الجنائزي إلى مقر الرئاسة الصحراوية بمنطقة الرابوني أين احتشد مئات اللاجئين الصحراويين على جانبي الطريق لتوديع زعيمهم رافعين شعارات وهتافات من بينها ‘' يا شهيد ارتاح سنواصل الكفاح..لا مفر لا مفر من تقرير المصير ..'' وفي حدود الساعة الرابعة و 20 دقيقة بعد الظهر، ألقى الوفد الجزائري المكون من رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح و الوزير الأول عبد المالك سلال و نائب وزير الدفاع الوطني، قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح ووزير الدولة وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، ووزير المجاهدين الطيب زيتوني، النظرة الأخيرة على الرئيس الراحل. كما كانت شخصيات حزبية ومنظمات جماهرية وطنية، قد ألقت بدورها النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد في مقر الرئاسة الصحراوية. و ترحم أيضا على الفقيد، ممثلون ل 60 دولة صديقة وشقيقة من الدول ال 80 المعترفة بالجمهورية الصحراوية من بينهم سفراء، جنوب إفريقيا وزيمبابوي و كوباوفنزويلا وأنغولا ونيجيريا وغانا وكينيا والإكوادور. وتقرر تشييع جثمان الفقيد حسب رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو المؤقت خطري آدوه، عبر ثلاث مراحل ، حسب ما أبرزه في تصريح للصحافة، وبهذا الصدد وبعد تلقي التعازي من قبل الوفود في مقر رئاسة الجمهورية لإلقاء النظرة الأخيرة على الجثمان، تم تنظيم وداع شعبي بمرور الموكب عبر مخيمات اللاجئين الصحراويين، على أن تتم كل مراسم التشييع النهائي ومواراة الجثمان الثرى اليوم السبت في منطقة بئر لحلو المحررة والتي نقل إليها الجثمان برا في موكب جنائزي مهيب. خطري أدوه: وفاة الرئيس محمد عبد العزيز لحمة أخرى تجمع الصحراويين قال الرئيس الصحراوي المؤقت خطري أدوه أن فاجعة وفاة الرئيس الصحراوي الراحل محمد عبد العزيز لحمة أخرى تجمع الصحراويين أينما تواجدوا، مؤكدا في تصريح أدلى به أول أمس للصحافة بمقر الرئاسة الصحراوية بأن رحيل الرئيس محمد عبد العزيز، لحمة أخرى تقوي عزائم الصحراويين و إرادتهم و توحد صفوفهم من أجل مواصلة الكفاح و التحمل و الصبر حتى تتحقق طموحات الشعب الصحراوي التي من أجلها سقط الكثير من الشهداء ومتوقع سقوط المزيد منهم. كما أكد ذات المسؤول، بأن الشعب الصحراوي سيواصل كفاحه بنفس الإرادة التي انطلق منها في 29 ماي 1970 وبنفس الإرادة التي تم من خلالها الإعلان عن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في فبراير 1976، مشيرا إلى أن الشعب الصحراوي ، ‹› يعيش اليوم ظروفا صعبة برحيل القائد و الزعيم الصحراوي محمد عبد العزيز الذي يحتل مكانة وموقعا و حضورا كبيرا في الكفاح الوطني و في وجدان الشعب الصحراوي «. أما مسؤول أمانة التنظيم السياسي لجبهة البوليزاريو إبراهيم غالي، فأكد أمس خلال مراسم النظرة الأخيرة، بأن الشعب الصحراوي المكافح فقد القائد الشهيد محمد عبد العزيز، مبرزا مواصلة الشعب الصحراوي الدرب الذي سقط من أجله عشرات الشهداء من الشعب الصحراوي. ممثلو بلدان أجنبية يشيدون بخصال الفقيد أشاد ممثلو عدة دول افريقية و أمريكية لاتينية خلال مشاركتهم في مراسم توديع جثمان الفقيد محمد عبد العزيز، بخصال هذا الأخير، معتبرين أن القضية الصحراوية قد فقدت مناضلا كبيرا، دافع عن حق تقرير مصير بلده و استقلاله. وفي هذا الصدد، قال سفير فنزويلا بالجزائر خوسي سوخو أنه جاء ليحضر مراسم تشييع جنازة الرئيس عبد العزيز لتبليغ تعازي رئيس بلده للشعب الصحراوي، معتبرا أن الفقيد مثل بكل كرامة شعبه في نضاله من أجل الاستقلال، مضيفا في تصريح للصحافة أن الراحل قد ترك رسالة كرامة و نضال من أجل الاستقلال للشعب الصحراوي. وبدورها أكدت كريستينا أمارال ممثلة منظمة الأممالمتحدة، أن الأمين العام الأممي بان كي مون، طلب منها تقديم تعازيه للشعب الصحراوي مشيدا بالرجل الذي كان طوال حياته مكافحا من أجل السلم، فيما أكد سفير زيمبابوي بالجزائر جورج أدفين عزم بلاده على الاستمرار في دعم الشعب الصحراوي في نضاله من أجل الاستقلال كونه شعب صديق. و أعرب خيسوس غاراي رئيس جمعية أصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لبلاد الباسك باسبانيا، عن تضامنه مع الشعب الصحراوي في هذا الظرف الأليم، مؤكدا أن بلاد الباسك، ستساند دوما الشعب الصحراوي في نضاله من أجل نيل الحرية والاستقلال. كما أشاد سفير جنوب إفريقيا بالجزائر دونيس دلومو، بخصال الرئيس الراحل، مبرزا بأنه كان زعيما و مستشرفا و مثالا للنضال و الكفاح من أجل استقلال الصحراء الغربية، معربا عن قناعته بأن الشعب الصحراوي سيواصل كفاحه إلى غاية الانتصار، وقال إن جنوب إفريقيا ستبقى دوما إلى جانب الشعب الصحراوي إلى غاية تمكنه من تحقيق مصيره.