أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس أن الجزائر ليست بمعزل عما يحدث في الساحة الدولية حاليا وأنها تتابع باهتمام تلك التغيرات وخاصة في بعض البلدان العربية، مضيفا أن الجزائر وإذ تحترم قرار كل شعب نابع من سيادته الوطنية إلا أنها تؤكد في المقابل تشبثها باحترام سيادة تلك البلدان الشقيقة ووحدتها ورفضها كل تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية، وهو الموقف الذي يتطابق مع مواقف وتصريحات سابقة لمسؤولين في الحكومة وعلى رأسهم وزير الخارجية مراد مدلسي بخصوص الأحداث التي مرت بها بعض الدول العربية مثل تونس ومصر ولا زالت تمر بها ليبيا، حيث أكدت تلك المواقف دائما على أن الحل يجب أن يأتي من الداخل، وقد صرح مدلسي مؤخرا بأن الجزائر تدعم الحل السياسي للأزمة الليبية ولا ترى حسبه أي حل آخر . رئيس الجمهورية حذر من جهة أخرى مما وصفه بالفتنة ومن بعض الأطراف التي تسعى لإعادة الجزائر إلى أجواء الأزمة التي مرت بها سابقا، وقال أن دماء الكثير من الجزائريين سالت حينها، وذرفت الدموع من أجل صون وحدة البلاد ومن أجل الحفاظ على الجمهورية ومكتسباتها الديمقراطية، مضيفا أنه لا يحق لأحد أن يعيد للبلاد تلك الأجواء بأي أسلوب كان، ولا أن يعيد الخوف للأسر الجزائرية القلقة على أمن أبنائها وممتلكاتها، كما حذر مما اعتبره أخطر من ذلك وهو تهديد مستقبل البلاد ووحدتها وسيادتها . ليطالب في الأخير بضرورة تضافر الجهود وانخراط الجميع من أجل إحلال ثقة أكبر بين الإدارة والمواطن وإحلال عدالة لا تخضع سوى لسلطان القانون.