مدلسي ينتقد نظيره الفرنسي لخروجه عن الأعراف الديبلوماسية الجزائر لن تقدم مرشحا لخليفة عمرو موسى انتقد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي خروج نظيره الفرنسي ألان جوبي عن الأعراف الدبلوماسية من خلال تسريب ما دار في اتصالهما الهاتفي يوم الثلاثاء حول ليبيا للمراسلين الدبلوماسيين بالكيدورسي. وأوضح السيد مدلسي أمس في لقاء خاص للقناة الإذاعية الثالثة أنه تطرق إلى الملف الليبي عرضيا في مباحثاته الهاتفية مع نظيره الفرنسي، وانه ابلغه الرؤية الجزائرية للوضع، مشيرا أن نظيره الفرنسي تقاسمها معه ومفادها أنه لا يوجد حل للنزاع إلا الحل السياسي ووقف إطلاق النار و هذا الحل لا يكون إلا بيد الليبيين أنفسهم كما حدث في بلاد أخرى يقول وزير الخارجية. مضيفا أن الحديث عن ليبيا مع نظيره الفرنسي كان عرضيا و ليس في جوهر المحادثات التي تركزت أساسا على العلاقات الثنائية. ورغم تأكيده أن الحديث كان وديا جدا، لم يستسغ وزير خارجيتا قيام نظيره الفرنسي بتسريب ما دار من نقاش بينهما حول الموضوع إلى الصحافة بينما التزم الجانب الجزائري بالسرية. و قال "ليس من الأعراف أن وزيرين يجريان مباحثات ويقوما بكشف التفاصيل بعد ذلك، إلا إذا كان في ندوة صحفية، وهذا ما لم يحدث". و كان وزير الخارجية الفرنسي كشف الثلاثاء الماضي للمراسلين الدبلوماسيين في الكي دورسي جانيا من مضمنون المباحثات مع مدلسي و استفساره له عن المزاعم بخصوص قيام الجزائر بإرسال عربات عسكرية إلى ليبيا لدعم قوات العقيد القذافي. ما فهم على أنه ضغط فرنسي على الجزائر. و في هذا الصدد أشار السيد مدلسي أن نظيره الفرنسي وصف مزاعم المجلس الانتقالي الليبي بالشائعات. و رغم النقد الموجه من مدلسي لنظيره الفرنسي أعلن أنه تبادل معه دعوات لتبادل الزيارات في اقرب وقت نافيا وجود أزمة بين البلدين، وقال بهذا الخصوص أن العلاقات بين البلدين ليست متوترة، رغم اختلاف وجهات النظر تجاه قضايا إقليمية. وأعرب بهذا الخصوص عن الأمل في تحسن العلاقات الثنائية وخصوصا في مجال الاستثمار. وجدد وزير الخارجية نفي الجزائر إرسال مرتزقة وأسلحة لدعم العقيد القذافي، وقال سبق و أن "كذبنا على مستوى وزارة الشؤون الخارجية هذه الاتهامات بشكل واضح" . و أضاف "أعربنا عن قناعتنا بشأن هذه الاتهامات التي نعتبرها تقوم على أجندات ليست لها صلة بالقضية الليبية. فهي (الاتهامات ) أقدم بكثير من الأزمة في ليبيا و هذا أمر واضح". و جدد مدلسي الموقف الجزائري لحل الأزمة الليبية مشيرا إلى أنها لم تنحز لطرف على آخر تماما كما تم التعامل مع ما حدث في كل من مصر وتونس، مشددا على أن الجزائر تحترم إرادة الشعوب وترفض التدخل الخارجي وهذا من ثوابتها الديبلوماسية. وبخصوص الوضع في ليبيا دعا المجموعة الدولية لرعاية ومساندة الخطة التي اقترحها الاتحاد الإفريقي. و رأى انه من الضروري المضي إلى حل سياسي للازمة. و حذر مجددا من مخاطر استغلال الجماعات الإرهابية للوضع في ليبيا لتوسيع مجال نشاطها و تسليح نفسها، مؤكدا قناعته بأن ما يحدث له تأثيرات على المنطقة وليس الجزائر وحدها. وبخصوص التقارير حول وجود صلة بين الوضع في ليبيا و الهجمات الإرهابية الأخيرة في بلادنا ، قال رئيس الدبلوماسية الجزائرية انه لا يستبعد ذلك و لكنه لا يمكن تأكيده ، وأضاف "لا استطيع تأكيد وجود صلة ميكانية بينها لكن المؤكد أن الوضع في ليبيا منح أجنحة للإرهاب حيث ما وجد". و أبدى مدلسي معارضة الجزائر لأي تدخل عسكري دولي لتغيير الأنظمة تحت مبرر حماية الشعوب، فهناك آليات سياسية يقول وزير الخارجية، كما انه يجب أن يكون أي تدخل بناء على قرارات أممية الواجب احترامها. و أشاد مدلسي بوضع العلاقات الجزائريةالأمريكية مقللا من أهمية انتقادات التقرير السنوي الأمريكي حول وضع حقوق الإنسان في الجزائر فهو حسب قوله ليس أسوء من سابقه. كما لم يبد انزعاجه من مضمون الملاحظات التي أطلقها المقرر الأممي لحرية التعبير، مذكرا بالحرية في الحركة التي نالها المقرر و الذي تمكن من محاورة متظاهرين في مسيرة 12 أفريل. تقدم التعاون الاقتصادي مع المغرب كفيل بفتح الحدود و بخصوص العلاقات الجزائرية المغربية، ذكر وزير الخارجية بالرسائل التي أطلقها رئيس الجمهورية في تلمسان الأسبوع الماضي بتلمسان و التي تحدث فيها عن عدم مشاكل بين البلدين. وأشار مدلسي إلى اتفاق البلدين على بعث المبادلات على المستوى الوزاري، وإطلاق تعاون في مجالات حساسة مثل قطاعات التربية و الفلاحة والمياه والطاقة، وجدد التأكيد في رده على سؤال بخصوص فتح الحدود البرية القول بأنه لا يمكنها أن تبقى مغلقة إلى الأبد، لكن فتحها مرتبط بمدى تقدم التعاون الاقتصادي. و أعلن من جهة أخرى أن الجزائر تفضل إجماعا عربيا على خليفة عمرو موسى لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، و أن ليس للجزائر أي مرشح كما أنها لا تفاضل بين أي من المرشحين الحاليين وهما المصري مصطفى الفقي والقطري ناصر العطية. و بخصوص الأجندة الدبلوماسية أعلن وزير الخارجية عن زيارة للمحافظ الأوربي للشؤون الاقتصادية النقدية أولي ران للجزائر منتصف ماي القادم لبحث تفاصيل اتفاق جديد بين الجزائر و الاتحاد الأوربي حول التفكيك الجمركي يتوقع التوصل إليه قبل عقد الدورة المقبلة لمجلس الشراكة في جوان المقبل. كما أعلن أيضا عن استقبال الجزائر لوزير خارجية مالي وجنوب إفريقيا وقيامه بجولات هو الأخر لم يحدد وجهتها.