تدخلت وحدات الجيش الوطني الشعبي بالقطاع العسكري لولاية عنابة، مساء أول أمس في عمليات مشتركة مع الدرك الوطني، لإجلاء عشرات العائلات حاصرتها النيران ببعض التجمعات السكنية، حيث تم إجلاء 10 عائلات من سكان الحي الفوضوي بمنطقة بوحديد، حسب ما علم أمس من مصالح الحماية المدنية، التي أفادت بنشوب حرائق خلال اليومين الماضيين، بكل من حي بوقنطاس الفوضوي، حي 5 جويلية، عين بن سلطان بعين عشير، و منطقة رفاس زهوان، غابة سيدي عيسى و «فالماسكور» بالإضافة إلى سيرايدي، و بوقتوش بشطايبي دون أن تسجل خسائر بشرية. وقد عاشت مصالح الحماية المدنية لولاية عنابة، حالة استنفار قصوى بفعل موجة الحرائق التي شهدتها المنطقة، حيث تدخلت لإخماد 20 حريقا شب بغابات المناطق المذكورة، و قد أتت النيران على حوالي 50 هكتارا من الغابات كحصيلة أولية، و تواصلت عمليات إخماد الحرائق إلى غاية ساعات متأخرة من ليلة أول أمس حسب خلية الاتصال لمصالح الحماية المدنية. كما صعبت ألسنة النيران الملتهبة من مهمة وحدات التدخل التابعة لمصالح الحماية المدنية، و مديرية الغابات، رغم تسخير كل الإمكانيات بما فيها الرتل المتحرك المتكون من شاحنات عملاقة مجهزة بالعتاد لإخماد حرائق الغابات، كما أتت النيران على مزارع لأشجار مثمرة وإسطبلات لتربية المواشي، وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي بعدة مناطق. وأرجعت مصالح الحماية المدنية، سبب نشوب الحرائق إلى العامل البشري، و قد ساعد الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة التي وصلت 45 درجة على انتشار و توسع رقعة تلك الحرائق، التي بدأت من هضبة بوقنطاس تم توسعت لتشمل الغابات ذات الكثافة الغابية العالية. وتمكنت مصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع مصالح الغابات من تأمين التجمعات السكنية القريبة من الغابات التي كانت مهددة بوصول السنة النيران إليها، حيث تم القيام بإجراءات وقائية من أجل منع النيران من الاقتراب إلى البيوت والأشجار المغروسة بمحاذاتها، خاصة بسرايدي الذي تعرف كثافة سكانية عالية، و كذا منطقة بوقنطاس المحاذية لحي 5 جويلية.