توقيف 26 "حراقا" بينهم قاصر بسواحل عنابة تمكنت وحدات البحرية بعنابة، أول أمس من إفشال محاولة للهجرة غير الشرعية لفوجين من « الحراقة» على متن قاربين من صنع تقليدي يضمان 26 فردا بينهم قاصر، كانوا بصدد التوجه نحو جزيرة سردينيا الإيطالية، مستغلين استقرار أحوال الطقس. و حسب مصادر موثوقة، نجحت وحدات البحرية في دورية روتينية في اكتشاف القارب الأول بالمياه الإقليمية في حدود الساعة الثانية صباحا، على بعد 08 أميال بحرية شمالي شرق رأس الحمراء، كان يضم 13 فردا، أما القارب الثاني فكان على متنه أيضا نفس العدد وتم اعتراضه في حدود منتصف الليل بعد انطلاق الفوجين من شاطئ وادي بقرات في بلدية سيرايدي . وأضافت مصادرنا بأن « الحراقة « الذين كانوا على متن القاربين رفضوا في البداية الانصياع لتعليمات أعوان البحرية، و حاولوا مواصلة رحلتهم، ليخضعوا بعدها للأمر الواقع، و التحقوا جميعا بالوحدة العائمة التابعة للبحرية. و تتراوح أعمار «الحراقة» الموقوفين ما بين 17 و38 سنة. وتم اقتيادهم إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية لحراس الشواطئ بميناء عنابة، أين خضعوا لفحوصات طبية من طرف طبيب الحماية المدنية، قبل مباشرة المصالح المعنية التحقيق الإداري معهم و الذي اتضح من خلاله حسب مسؤول خلية الاتصال بمديرية الحماية المدنية، بأن الفوجين يضمان شبان ينحدرون من أحياء متفرقة بوسط مدينة عنابة، وكذا ولايات الطارف، سكيكدة وقالمة. و سبق استنادا لمصادر النصر للحراقة ربط اتصالات قبل خوض مغامرتهم، مع أشخاص مختصين في تنظيم رحلات الهجرة السرية مقابل تسديد مبلغ مالي تراوح ما بين 8 و 12 مليون سنتيم، بحسب معرفة كل شاب بالوسيط في العملية قبل الانطلاق في الرحلة على أن يدفع الشطر المتبقي عند الوصول إلى جزيرة سردينيا الإيطالية، كما تم ضبط كل التدابير المتعلقة بالرحلة، و ذلك بالاتفاق على مكان و موعد الانطلاق. الحراقة استعانوا بقاربين تقليديين بطول 7 أمتار، مزودين بمحرك ميكانيكي قوته 40 حصانا بخاريا لكل منهما، و قد تم العثور على مجموعة من الألبسة و دلاء البنزين و كمية من المأكولات، كانت بحوزة الشبان الحراقة. وينتظر تقديم الموقوفين اليوم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة. في سياق متصل، كشفت وسائل إعلام ايطالية أمس، عن وصول يوم الجمعة إلى سواحل جزيرة سردينيا، 617 مهاجرا إفريقيا من جنسيات مختلفة بينهم جزائريون أغلبهم قادمين من ليبيا. وأشارت ذات المصادر إلى أن وزارة الداخلية الإيطالية قد أعلنت في بيان لها أمس، عن وصول 13 ألف مهاجر في الأيام الأخيرة إلى سواحل البلاد، بحيث وصل عدد الوافدين إلى ايطاليا في شهر أوت فقط إلى 120 ألف، متجاوزا بذلك عتبة 116 ألف المسجلة في نفس الفترة العام الماضي. وكتبت زعيمة حزب التحالف الوطني «جورجا ميلوني» على صحيفتها بالفيسبوك، « أن 95 بالمائة ممن يصلون إلى إيطاليا لا يمتلكون حق اللجوء، وأن 90 بالمائة منهم من الذكور، غالبيتهم العظمى من الأفارقة»، بينما «يشح عدد السوريين كثيرا جدا». وذكرت «جورجا ميلوني» بأن هذه البيانات تعتبر رسمية وصدرت عن وزارة الداخلية، منتقدة فشل سياسة الحكومة في استقبال المهاجرين، مطالبة بالإعادة الفورية لمن لا يمتلك حق البقاء في إيطاليا إلى وطنه، وقبول النساء والأطفال فقط والأسر القادمة من مناطق الحروب، « والذين لا تتجاوز أعدادهم بضع مئات من الأشخاص وفقا للبيانات الرسمية «.