500 مليون دولار خسائر دول أوبك يوميا جراء انخفاض الأسعار أكّد وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة، أمس الأحد، أن دول "أوبك" المصدّرة للنفط تخسر يوميا 500 مليون دولار جراء انخفاض الأسعار، و قال أن نزول سعر البرميل تحت سقف 50 دولارا يجعل أي شركة بترولية في العالم غير قادرة على الصمود، وعليه فإن جميع دول المنظمة متّفقة اليوم على ضرورة إعادة الاستقرار للسوق النفطية، وهو ما سيناقشه الاجتماع غير الرسمي للمنظمة في الجزائر على هامش الدورة ال 15 للمنتدى العالمي للطاقة الذي سينطلق غدا بقصر المؤتمرات الجديد بنادي الصنوبر، مبديا تفاؤلا كبيرا بنجاحه سواء اتخذ قرارا نهائيا أو خلق عوامل هذا القرار. قال نور الدين بوطرفة وزير الطاقة أمس، أن كل الظروف مهيأة لكي تخرج الدول المصدرة للنفط بقرار في الاجتماع غير الرسمي لها غدا في الجزائر، و أوضح المتحدث في ندوة صحفية نشطها بمقر الوزارة عشية انطلاق أشغال الدورة ال 15 للمنتدى العالمي للطاقة أن كل الدول المنتجة للنفط من داخل وخارج "أوبك" متفقة اليوم على أن الوضعية الحالية للسوق البترولية غير مقبولة، وهي متفقة أيضا على ضرورة ضمان استقرار هذه السوق. و أبدى بوطرفة تفاؤلا واضحا بشأن نجاح اجتماع الجزائر وقال بهذا الخصوص" لا يمكنني إلا أن أكون متفائلا، لو لم نكن كذلك ماذا نفعل هنا، لابد أن يكون اجتماعا ناجحا على جميع الأصعدة ولا مكان للفشل"، مضيفا في ذات الاتجاه" لا يمكن الخروج بأيدي فارغة سواء توصلنا لاتفاق نهائي أو توصلنا إلى وضع عوامل هذا الاتفاق". وبالنسبة للمتحدث، فإن المهم اليوم هو "جر الأعضاء إلى اتخاذ الخطوة الأولى واجتماع الجزائر هذا، هو الخطوة الأولى ودول أوبك لا يمكنها أن تبقى على هذه الوضعية"، و نبه بوطرفة إلى عدم التقليل من أهمية الاجتماع غير الرسمي لدول أوبك، وقال بهذا الخصوص أن "هذا الاجتماع مهم، وقد تقرر من طرف رئيس أوبك وكل الدول الأعضاء قبلت به، ثم أن المنظمة لها اجتماعات رسمية تنظيمية، واجتماعات استثنائية، واجتماعات تشاورية، حيث سيلتقي الأعضاء هذه المرة ويتشاورون حول وضعية السوق، وكل عضو يقدم رؤيته وبعد ذلك يقررون".و للتأكيد دائما على أهمية هذا الاجتماع يضيف الوزير بأن المهم هو أن "الاجتماع له جدول أعمال مهم و سيتمخض عنه الخروج بقرارات مهما كان الأمر، وإذا رأى الأعضاء إمكانية فقد يتخذون قرارا رسميا". وبالنسبة لوزيرنا للطاقة، فإن الجو العام يوحي بأن الاجتماع سيكون ناجحا بالنظر لعوامل عدة، منها اتفاق كل الدول، منتجين ومستهلكين، على ضرورة تغيير الوضعية الحالية، و تأكيد حضور كل الأعضاء، ما يعني أن الجميع يولي أهمية كبيرة لاجتماع الجزائر، وكذا الإشارات القوية التي بعثت بها دول منتجة كبرى على غرار العربية السعودية، التي قالت أنها مستعدة للعودة إلى سقف إنتاج جانفي، أي 10 ملايين و 100 ألف برميل يوميا، مع العلم أن إنتاجها يتجاوز اليوم 10 ملايين و 500 ألف برميل يوميا، وهو مؤشر ايجابي ومكسب في حد ذاته -حسب المتحدث، وكذا الحوار المستمر بين جميع الأعضاء، و ما لمسه من خلال محادثاته مع الروس والسعوديين والقطريين والإيرانيين في هذا الشأن. إنتاج أوبك ارتفع إلى 63 مليونا و 400 ألف برميل يوميا وللتأكيد على أن وضعية السوق البترولية حاليا غير مقبولة قال نور الدين بوطرفة أن دول أوبك المصدرة للنفط تخسر يوميا 500 مليون دولار جراء انخفاض الأسعار، مشيرا أن هذه الخسارة ستؤثر على المدى المتوسط على الاستكشاف والإنتاج، ما قد يؤدي ذلك إلى الندرة التي تؤدي بدورها إلى صدمة بترولية وهو ما تحاول المنظمة تجنبه اليوم.ونبه في هذا الصدد إلى أن الانشغال الرئيس اليوم هو كيفية ضمان استقرار السوق لأن العرض أكبر من الطلب، وقد وصل إنتاج دول أوبك اليوم إلى 63 مليونا و 400 ألف برميل يوميا، وهو مستوى عال كثيرا.وحول أي الطريقتين أفضل لضمان استقرار السوق هل هو التجميد أم خفض الإنتاج؟ رد وزير الطاقة بأن كل الاحتمالات مطروحة اليوم و الأعضاء هم من يقرر، لكنه قال بأن هناك اتجاها قويا نحو التجميد، لكن على أي مستوى ؟. القرار النهائي بيد الأعضاء وردا عن كثير من الأسئلة حول القرار المحتمل الخروح به من اجتماع الجزائر لما لذلك من أهمية أوضح نور الدين بوطرفة أن «القرار النهائي بيد الدول الأعضاء»، والقرار النهائي ينضج وتظهر ملامحه من خلال المناقشات، لكن كل الدول أبدت استعدادا لضمان استقرار السوق النفطية، ويبقى التساؤل اليوم كيف سيتحقق ذلك؟ أي التقنية والميكانيزم. وجدد التأكيد على أن الجزائر متفائلة لأنها قدمت الإطار الذي سيجرى فيه الاجتماع، لكن قبل الاجتماع لا يمكن لأي كان أن يقدم ما سيخرج به، واليقين في مثل هذه الحالات لا يملكه أحد، لأن الأمور ليست سهلة ومعقدة، وميكانيزم أوبك معقد في حد ذاته. لكن التفاؤل الذي تبديه الجزائر يأخذ بعين الاعتبار الجو العام، والرهانات، ولعبة المفاوضات والمحادثات بين الدول، اليوم كل العوامل متوفرة، وكل الدول تتحدث عن ضرورة استقرار السوق كيف سيكون ذلك إذا لن يكون هناك اتفاق؟. لا يمكن لأي شركة أن تصمد بسعر برميل دون ال 50 دولارا وفي إجابته عن سؤال متعلق بالسعر الذي يساعد الجزائر ودول المنظمة، قال بوطرفة أن السعر الذي يساعدنا هو بين 50 و60 دولارا للبرميل، وهو السعر المناسب الذي يسمح بتطوير الصناعات البترولية والاستكشاف إذا أردنا التحضير للمستقبل، أما ما دون 50 دولارا للبرميل، فإنه لا توجد أي شركة بترولية قادرة على الصمود، و هو ما أكد عليه رئيس شركة توتال الفرنسية قبل يومين، وعلى الرغم من ذلك أكد المتحدث أن برنامج سوناطراك الخاص بالاستكشاف والانتاج يجسد في الوقت الحالي دون أي إشكال. و أضاف أن الدول كلها متفقة على هذا السعر، معتبرا عامل السعر محددا للسوق وهو الذي ربما سيدفع الدول الأعضاء في أوبك إلى اتخاذ قرار معين. أما عن المقترح الذي ستقدمه الجزائر في الاجتماع فقد رفض الوزير الحديث عنه، وقال أن الجزائر ستلعب دور المسهل بين جميع الدول وقد لعبت هذا الدور وستستمر في لعبه، وهي التي تملك علاقات جيدة مع الجميع، و مرنة أيضا على جميع الأصعدة، أما عن تحويل الاجتماع إلى اجتماع استثنائي أو رسمي فقد أوضح الوزير بشأن ذلك، بأن ميثاق المنظمة ينصّ على أنه في أي اجتماع بإمكان رئيسها اتخاذ قرار بتحويل اجتماع غير رسمي إلى لقاء رسمي بعد موافقة الأعضاء، وهو ما تعمل الجزائر على تحقيقه اليوم. ولم يغفل الوزير الحديث عن أهمية الدورة ال 15 للمنتدى العالمي للطاقة، وقال أن الاجتماع غير الرسمي لابد أن لا يغطي على دورة المنتدى التي لها أهمية كبيرة أيضا. 54 دولة أكدت مشاركتها حتى الآن وقبل الندوة الصحفية لوزير الطاقة قدم السيد دحماني مدير الدراسات والاستشراف بالوزارة بطاقة تقنية عن المنتدى العالمي للطاقة واجتماع أوبك، وقال بهذا الخصوص أن 54 دولة أكدت حتى نهار أمس مشاركتها والعدد في تزايد من ساعة لأخرى، فضلا عن 18 منظمة، ويتوقع وصول العدد الإجمالي للمشاركين إلى 900، وستكون الأشغال في جلسات مغلقة عدا الجلسة الافتتاحية، وسيعلن عن افتتاح الأشغال الوزير الأول عبد المالك سلال.