«كناس» البرج يسجل 700 ألف يوم عطلة مرضية معوضة في أقل من عام كشف يوم أمس مدير وكالة الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء بولاية برج بوعريريج، عن تسجيل تزايد في العطل المرضية بلغت منذ بداية العام الجاري 700 ألف يوم عطلة يتم تعويضها على حساب ميزانية الصندوق أغلبها في قطاعي التربية و الصحة، ما يمثل عبئا كبيرا أمام تواصل ظاهرة التساهل في منح العطل المرضية و التحايل في الحصول عليها، رغم الرقابة المفروضة التي لا تكفي لوحدها ما لم تتوفر أخلاقيات المهنة لدى مانحي هذه العطل المرضية . و أكد ذات المدير في رده على مختلف التدخلات للمتعاملين الإقتصاديين و أرباب العمل و مدراء المؤسسات في اليوم الإعلامي المنظم بغرفة الصناعة و التجارة لشرح التدابير الاستثنائية التي جاء بها قانون المالية التكميلي 15-01 و المادة 57 التي تنص على إمكانية إعادة جدولة الديون لأرباب العمل، على نقص الوعي بمزايا التأمين، مشيرا إلى تخلي فئة واسعة من العمال على التأمين للحصول على مختلف أنواع الدعم المخصص للفئات الهشة، مثل قفة رمضان أو إعانات أخرى يتم تطهير المستفيدين منها بمجرد استفادتهم من التأمين، في حين يتم استغلال مزايا التأمين من قبل بعض المؤمنين اجتماعيا بطرق احتيالية، منبها إلى اتساع رقعة المستفيدين من التعويضات عن العطل المرضية، خاصة في قطاعي التربية و الصحة التي تعرف تزايدا كبيرا في عدد المستفيدين. و زيادة على النفقات الكبيرة لصندوق التأمينات الإجتماعية للعمال الأجراء المخصصة للتعويض عن العطل المرضية، يسجل كذلك بحسب عدد من المتدخلين تعطيلا للخدمات المقدمة في القطاعات التي تشهد شغورا في المناصب بسبب العطل المرضية، و ما ينجر عن ذلك من مصاريف إضافية في تعيين عمال آخرين لشغل هذه المناصب إلى حين انتهاء فترة العطلة المرضية، خاصة تلك الممنوحة لفترات طويلة تستمر لعدة أسابيع، مع العلم أن عددا لا يستهان به من العمال بحسب متدخلين توجهوا إلى التحايل على فرق الرقابة بطلب عطل مرضية من أطباء نفسانيين أو الحصول على شهادات مرضية تثبت عجزهم عن العمل رغم تعافيهم من الإصابة بأي مرض . كما ذكر مدير الصندوق بمنح تعويضات أخرى غير تلك المخصصة للعطل المرضية، منها التعويضات عن الأدوية التي يصل مبلغها حوالي 30 مليار سنتيم شهريا، في ظل الإرتفاع المسجل في عدد المرضى و ارتفاع تكاليف الدواء، فضلا عن التسهيلات المعتمدة في عمليات التعويض منذ الاعتماد على نظام الدفع من قبل الغير و بطاقات الشفاء، و هي الإجراءات التي كانت لها مزايا ايجابية كما ترتبت عنها سلوكات سلبية لبعض المؤمنين تتمثل في التبذير، مع العلم أن وكالة البرج تتكفل بأزيد من 36 ألف مؤمن يعانون من الإصابة بأمراض مزمنة من بينهم 7200 مؤمنا مصاب بمرض السكري ناهيك عن المؤمنين الآخرين. من جانبه تطرق مدير صندوق التقاعد بالولاية، إلى إنفاق ما يزيد عن 117 مليار سنتيم شهريا في دفع المعاشات و منح المتقاعدين من عائدات الصندوق و التأمين . و فيما يتعلق بموضوع اليوم الإعلامي فقد جدد مدير «كناس» بالبرج، دعوته لأرباب العمل الراغبين في تسوية وضعياتهم في مجال الضمان الإجتماعي إلى التقرب من مصالح تحصيل الاشتراكات التابعة للصندوق و طلب جدولة الديون المستحقة و الاستفادة من الإعفاء من غرامات و زيادات التأخر بعد دفع كل الأقساط، في إطار تطبيق التدابير الاستثنائية المندرجة ضمن قانون المالية التكميلي لسنة 2015، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من العملية عرفت إقبالا من طرف أرباب العمل للاستفادة من هذه الامتيازات، حيث بلغ عدد المسجلين خلال العام المنصرم 3564 من أرباب العمل، استفادت منها فعليا 3187 مؤسسة نشطة و من أرباب العمل من استفاد من إلغاء الغرامات والزيادات الخاصة بالتأخير، أي بنسبة تقارب 90 بالمائة. و قد تم تمديد الآجال للاستفادة من جدولة تسديد مستحقات الضمان الاجتماعي في إطار المادة 57 من قانون المالية التكميلي لسنة 2015 إلى غاية 31 ديسمبر 2016، ما مكن من تسوية الوضعية وفقا لهذه التدابير للمتأخرين لما نسبته 92 بالمائة في القطاع الخاص، أي ما يمثل 500 مؤسسة نشطة من أصل 572 مؤسسة معنية بالجدولة، فيما بلغت النسبة في القطاع العام 95 بالمائة.