بلدية تابعة لأم البواقي وسكانها يتنقلون إلى خنشلة لقضاء حاجاتهم تشهد مدينة واد نيني بإقليم دائرة فكيرينة بأم البواقي نقصا في الخدمات المقدمة على مستوى عديد المرافق العمومية الصحية منها والبريدية وغيرها وهو الوضع الذي دفع بسكانها إلى التنقل إلى بلديات الولايات المجاورة للبحث عن فضاء مناسب لقضاء حاجاتهم المختلفة وحتى تلاميذ المدارس والمؤسسات التربوية يتنقلون لبلدية متوسة بخنشلة الأقرب إليهم في غياب حافلات النقل المدرسي الأمر الذي دفع الأولياء وسكان المدينة بمختلف مشاتيها إلى مناشدة السلطات المحلية والولائية الوقوف على حالهم ببرمجة مشاريع تنموية واعدة تقضي على العجز المسجل في مختلف المجالات وخاصة منها في المجال الفلاحي أين طالب فلاحو المنطقة من الجهات الوصية ويطالبون في كل مرة بتدخل جذري وفعال بإيجاد حل لمشكل غياب غرف التبريد وقنوات التحويل والتسويق. روبورتاج وتصوير: أحمد ذيب من جهتهم قاطنو المدينة ومشاتيها طالبوا بالتحقيق في طريقة توزيع المسالك والبناءات الريفية ومعها عديد النقائص المسجلة التي أدت بالسكان للتنقل لبلديات الولايات المجاورة والتخبط في أوضاع اجتماعية مزرية، «النصر» نزلت ميدانيا ووقفت على عديد المشاكل التي تعانيها المنطقة في عديد المجالات وتحاورت مع السكان إلى جانب السلطات المحلية في محاولة لإيصال انشغالاتهم بأمانة للجهات المعنية. ومن جملة المفارقات التي وقفنا عنها ونحن ننقل انشغالات سكان المدينة أن من بلديات خنشلة المجاورة وفي مقدمتها متوسة أضحت هي المتكفل بحل انشغالات سكان يتبعون إداريا ولاية أم البواقي في العديد من المجالات، فمكتب البريد الوحيد المتواجد بالمدينة أضحى لا يلبي حجم الطلبات ويظل مغلقا في أغلب الأوقات إما لانعدام السيولة المالية أو لأعطاب تلحق بالشبكة التي تصل أجهزة الحواسيب بالجهاز المركزي. وهي التي دفعت السكان مكرهين إلى التنقل في كل مرة لبلديات خنشلة لقضاء حاجاتهم بعد سحب أموالهم وهو الوضع الذي ظل يؤرق قاطني المدينة بفعل التنقلات اليومية والمصاريف التي تتجه لأصحاب سيارات الكلوندستان. بلديات خنشلة باتت المستقطب كذلك في غياب حافلات النقل المدرسي لتلاميذ الطور المتوسط الذين أكد العديد من أوليائهم بأنهم ملوا من المعاناة اليومية لأبنائهم وفلذات أكبادهم جراء التنقل اليومي مشيا على الأقدام لمتوسطات واد نيني ما جعلهم يحولون أبناءهم لمزاولة دراستهم غير بعيد عن سكناتهم وبمتوسطات متوسة وهو الحل الذي جعلهم يقطعون مسافات قصيرة على عكس الفترات السابقة الأمر الذي جعلهم يهددون بالتوقف التام عن الدراسة. من المنتجات الفلاحية من يتم تحويلها لعرضها وإعادة بيعها في بلديات خنشلة والبلديات المجاورة بسبب ندرة الطلب عليها في المدينة كون المنطقة فلاحية والبساتين منتشرة على مدّ البصر وهي الخطوة التي سمحت بالتخفيف من أزمة التسويق، المياه الشروب يتم استقدامها بمشتة البارد من خنشلة على ظهر الأحمرة لتغطية العجز الحاصل كون المنطقة تعاني انعداما كليا للمياه الجوفية وهو الحال الذي ألحق العطش بالسكان والبهائم من مختلف الحيوانات التي يسهرون على تربيتها ومعهما المحاصيل الزراعية التي لحقها الجفاف كذلك. مشاكل اجتماعية متنوعة أرّقت السكان يتخبّط سكان المدينة في عديد المشاكل ومعها غياب عديد المرافق في عديد المجالات فمن بين المشاتي من لا تزال تعاني الظلمات سنة 2011 ولم تربط بشبكة الإنارة الريفية إضافة إلى أن المسالك والبناءات الريفية توزع بطرق يشوبها الكثير من الغموض وكذا الحصص القليلة للسكنات الاجتماعية التي تستفيد منها البلدية في عديد المرات والتي جعلت الكثيرين متذمرين من الوضع الذي يعيشون فيه. من المشاكل الاجتماعية التي طرحها السكان الذين صادفناهم ونحن نتجول في أزقة وشوارع المدينة أن الصحة بالمدينة لا تزال مريضة وتبحث عمن يعالجها فالعيادة متعددة الخدمات الموجودة تعرف غيابا تاما للمناوبة الليلية ما يجعل المرضى وخاصة الحوامل منهم يعانون هذا إضافة إلى غياب سيارة إسعاف ما جعل البلدية تتدخل في كل مرة بالسيارة التي استفادت منها والتي لا تعمل هي الأخرى ليلا. السكنات الحالية المتواجدة بوسط المدينة والمشيدة في حقبة السبعينات والثمانينات ضاقت بأهلها وهي مهترئة ومبينة بالطوب ومهددة بالانهيار على رؤوس أصحابها الذين طالبوا بمنحهم تراخيص رسمية لتوسيعها وحسبهم فأزمة السكن بالمدينة قائمة والحصص الاجتماعية قليلة لا تلبي الطلبات المتزايدة وهي الأزمة التي انتقلت لتمس قاطني الريف الذين حرم العشرات منهم من سكنات ريفية لأسباب تبقى مجهولة على حد تصريحات من التقينا بهم إضافة حسبهم إلى حرمان العشرات من برنامج الدعم الفلاحي. شبان المدينة وفي غياب المرافق وبرامج التشغيل وورشات العمل يشكون البطالة الخانقة وحسب عينات التقينا بها فعملهم يقتصر سنويا فقط سوى على فترات جني المحاصيل الفلاحية طيلة 3 أشهر ويعودون للجلوس في المقاهي بقية الموسم في المقابل تم تهميشهم من الاستفادة من عقود التشغيل على اختلافها، من جهتهم متمدرسو المدينة خاصة منهم في الطور الثانوي طرحوا بحدة إشكالية غياب حافلات النقل المدرسي وحسبهم فهم يتنقلون بوسائلهم الخاصة لثانوية فكيرينة. أزمة الماء الشروب مست البشر والشجر والحجر في عديد المشاتي على غرار مشاتي البارد وظهرة وبوتخمة والمعزولة وعيون لبيوض ومدرق نارو وهم الذين يستعملون الطرق البدائية التقليدية لتلبية احتياجاتهم وعن أزمة الكهرباء تبين بأن مجهولون من لصوص الكوابل النحاسية أدخلوا سكنات مشتة رمادية الشيخ في ظلمات خانقة وتهميش السلطات المحلية وإقصائهم أدخل مشاتي مدرق نارو والمعزولة وعيون لبيوض في ظلام دامس ما جعل قاطنيها حاليا يفكرون في الرحيل جماعيا منها أما عن المشاكل التي يعانيها السكان فيما تعلق بعدم ربطهم بشبكة الغاز الطبيعي فالأزمة شملت 16 مشتة لم يتم ربطها بالغاز الطبيعي . قناطير من الطماطم ترمى في الأودية لغياب وحدات التحويل سنويا تُحوّل وتُسوّق قناطير من الطماطم الصناعية المحلية مجانا ودونما مقابل تجاه الأودية والنفايات بإقليم واد نيني الفلاحية وهو الحال الذي أدخل الحسرة وسط الفلاحين وعائلاتهم والذين يسعون بكافة الطرق لتحويل اختصاصهم في إنتاج الطماطم الصناعية اتجاه اختصاصات متنوعة تشمل محاصيل أخرى. عشرات الفلاحين الذين التقينا بهم أكدوا بأن كافة الجهات والسلطات على علم بإشكالهم الوحيد المرتبط بتسويق منتجاتهم الفلاحية وهو الذي تحول إلى مصدر خسارة بالنسبة لكثير منهم والذين يصرفون أموالا ومبالغ معتبرة لخدمة الأرض وتمكينها من الأدوية والأسمدة واستقدام البذور لزراعتها وفي النهاية يتم رمي المحصول في الوديان وهو وضع كارثي بحسب أحد الذين التقيناهم، ففي الموسم الفلاحي المنقضي مساحات شاسعة من الطماطم الصناعية لم تقطف وبيعت ب2 دينار للكلغ دون جنيها حتى لا يذهب السعر الزهيد أجرا للقاطفين وأغلب المساحات قطفت آليا وحولت لمكبات النفايات، الأراضي الفلاحية بالمدينة التي قدرت مساحتها الإجمالية ب14339 هكتار منها 569 هكتار مساحة مسقية أغلبها خصصها أصحابها لإنتاج الطماطم الصناعية ومنها كذلك مساحات لإنتاج محاصيل الطماطم والفلفل والجزر مثلما هو حاصل في سافل متوسة وجامعة وتحوّل المنتوجات بها خاصة الطماطم الصناعية لأودية المدينة في ظل غياب أدوات التحويل لمصنع عنابة ما جعلهم يطالبون من الجهات الوصية إقامة وحدة للتحويل أو التنسيق لاستقدام المستثمرين في مجال التبريد والتسويق وغيرها. المدير الولائي للفلاحة ومعه رئيس الغرفة الفلاحية بأم البواقي وفي لقائهما ب»النصر» أكدا بأن الفلاحين عليهم تنظيم أنفسهم في جمعية فلاحية للمطالبة بحقوقهم، محدثانا بينا بأن التنظيم في جمعية مهنية هو الحل الأمثل لرفع كافة الانشغالات والمشاكل وفيما تعلق بمشكل التسويق فتمت الإشارة بأنه إشكال يطرح كل موسم كون الإنتاج في المنطقة يأتي متأخرا، مدير الفلاحة بين بأن كل الشعب الفلاحية منظمة في جمعيات مهنية على غرار الحليب والبطاطا والدواجن والحبوب والمواشي إضافة إلى النحل والخضروات وتبقى شعبتي الطماطم والزيتون غير منظمتين. وفي حال فكر المعنيون في إنشاء جمعية لشعبة الطماطم الصناعية سيعطى لها طابع ولائي وهي التي تنظم إنتاج الطماطم الصناعية في الولاية على غرار توفير البذور والأدوية والأسمدة ومختلف العتاد والتجهيزات مع إمكانية تنظيم برامج مع محولين تكون جادة لتنظيم العمل، وفي هذا الشأن نظمت الغرفة الفلاحية عمليات تحسيسية ولقاءات مع منتجي الطماطم شرحت لهم خلالها كيفية إنشاء جمعية والأهداف التي تحقق من خلالها فالفلاح المنظم يتفاوض من باب قوة من خلال الإنتاج والتسويق وغيرها. رئيس الغرفة أكد بأن المستقبل في الجمعية المهنية والغرفة في خدمة المنتجين وستسهل عليهم كافة الإجراءات من إعداد ملف وتمكينهم من مقر، مدير الفلاحة بين أن الحل الثاني هو بعد انتهاء الأشغال الجارية في مركب التبريد بعين مليلة وبعده في حال عقد اتفاقية معه سيتم القضاء على العجز الحاصل في مجال التسويق. «المير» :الأرضية متوفرة لمن يستثمر في التبريد وبرامج تنموية في الأفق رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد محمد الزين يونسي وفي لقائه ب»النصر» رد على الانشغال الأبرز للفلاحين بأن مصالح البلدية مستعدة لتسهيل كل الأمور للمستثمرين الذين يريدون القدوم للمنطقة بما في ذلك الأرضية مؤكدا المصير الموسمي للطماطم الصناعية التي أثقلت عبئ الفلاحين. «المير» وفي معرض حديثه أكد بأن البلدية لم ولن تهمش أي كان موضحا بأن برامج تنموية هي في الأفق لربط المشاتي التي تعاني في غياب المياه الشروب والكهرباء بالشبكتين. وفي مجال السكن الاجتماعي بين بأن عدد الطلبات تجاوز ال405 طلب وفيما تم توزيع 20 سكن انطلقت الأشغال في 60 سكن آخر مؤكدا بأن البلدية لم تستفد من الصيغ السكنية الأخرى وفيما تعلق بالسكنات الريفية أشار بأن التغطية مست 90 %من مشاتي المدينة في انتظار منح حصص أخرى لمشاتي جامعة وبن فاش وسافل متوسة وعن توسعة السكنات الحالية تبين بأنه تم رفع طلب للوكالة العقارية لكي لا تكون التوسيعات فوضوية مثلما حصل مع 8 عائلات تم إعذارها، وعن مشكل المناوبة كشف بأن الطبيب يأتي يوميا من فكيرينة والفترة الليلية تبقى مطروحة، رئيس البلدية أشار بأنه تم التقدم بطلب لإنجاز ثانوية بالمدينة للتخفيف من معاناة التلاميذ مشيرا بأن حظيرة البلدية بها 4 حافلات للنقل المدرسي وهي غير كافية لتغطية 16 مشتة، المسالك الريفية وفي حال الاستفادة منها تقسم على 16 مشتة مثلما حصل مع 20 كلم الأخيرة. محدثنا بين كذلك بأن الأشغال انطلقت لتهيئة الحي القديم في انتظار انطلاقتها على مستوى حي 33 مسكن موضحا بأن أغلب أحياء المدينة لم تهيكل نفسها في جمعيات للمطالبة بحقوقها والنقائص الموجودة على مستوى الحي وفيما يخص المناصب المفتوحة في إطار المنفعة العامة للتخفيف من حدة البطالة تأكد بأن 129 بطالا استفادوا في انتظار المصادقة على 60 طلبا وهي الحصص غير الكافية بالنظر للعدد الهائل لبطالي المدينة.