تشهد القرى التابعة لمنطقة أدكار، الواقعة أقصى غرب بجاية، على غرار كل من قرى حلافة، عليطون، تيزي أوغاني، مزدوي، مشنوة وإونوغن··· عزلة وتهميش لازما السكان طيلة سنوات، دون أن تتغير أوضاعهم، رغم الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به المنطقة الذي يؤهلها لكي تكون في قائمة المناطق المتطورة بالولاية، خاصة وأنها تزخر بمناطق طبيعية جد خلابة، بالإضافة لتموقعها بمحاذاة الطريق الوطني الرابط بين ولايتي بجاية وتيزي وزو· يأتي في مقدمة هذه النقائص التي تعاني منها المنطقة مشكل الطرقات التي تعرف اهتراء كبيرا، والتي تزداد حدتها في فصل الشتاء، على أساس التراكمات اللامتناهية للأوحال والبرك المائية والحفر، وهكذا يجد السكان أنفسهم في وضع مزري خلال تنقلهم بالمركبات أو مشيا على الأقدام، حيث عرفت تدهورا كبيرا في السنوات الأخيرة، دون أن تشفع نداءات المواطنين الموجهة للسلطات المحلية في تغيير هذه الوضعية التي وصفها السكان بالكارثية، كما تفتقر هذه القرى إلى المراكز الصحية، حيث يضطر السكان إلى التنقل للمناطق المجاورة على غرار المركز الصحي المتواجد بوسط مدينة أدكار، وهذا الأخير -في حد ذاته- يفتقر إلى مصلحة الولادة ومصلحة الأشعة والتحاليل الطبية، إلى حد أن وصف السكان هذا المركز بهيكل دون روح، وأنه يحتضر بسبب نقص تدعيمها بالإمكانيات المادية والبشرية، مما يضطر المرضى لقطع العشرات من الكيلومترات للوصول إلى مدينة بجاية لتلقي العلاج على أدنى الأوجاع والآلام، ناهيك عن غياب كل أنواع الهيئات الإدارية· فالمنطقة، فضلا عن حرمانها من المرافق الضرورية والمستثمرات الفلاحية التي من شأنها أن تمتص البطالة بالمنطقة، فإنها تعاني أيضا من انعدام أبسط الضروريات كدار الشباب، قاعات للمطالعة وفضاءات الأنترنت، إضافة إلى ملاعب جوارية لهواة الرياضة بكل فروعها، مما حرم فئة الأطفال والمراهقين والشباب من فرص تنمية مواهبهم الإبداعية ولا يجدون حتى أماكن لقضاء أوقات فراغهم· وطرح السكان كذلك، مشكل النقل الذي يفرض نفسه في المنطقة، حيث يكاد يكون منعدما، ويزداد الأمر حدة لدى فئة المتمدرسين الذين يتنقلون مشيا عن الأقدام للالتحاق بالمؤسسات التربوية، وهو ما دفع بعض أولياء التلاميذ لتوجيه مراسلات عديدة إلى الجهات المختصة، لكن لم يسجلوا أي تدخل، لتستمر المعاناة· مشكل آخر يثير استياء السكان، وهو ضعف التموين بالكهرباء على مستوى هذه القرى، ما يجعلهم يعيشون في ظلام دامس· أما بالنسبة لقطاع السكن، فهي لا تلبي حاجيات المواطنين، بالرغم من أن السلطات البلدية كثيرا ما تقدم وعود بتخصيص وحدات سكنية إضافية لسكان المنطقة في إطار السكن الريفي· ويتساءل السكان عن حصتهم وحقهم في المشاريع السكنية التي من شأنها إيواء عائلات في أمسّ الحاجة لسقف يأويها من البرد في فصل الشتاء والحرارة في الصيف، إلا أن الوعود لم تتحقق على أرض الواقع منذ سنوات· ورغم ذلك، لا يزال السكان يأملون بغد أفضل، وذلك بإدراج مشاريع لصالحهم· هذا، وعبر لنا شباب المنطقة عن معاناتهم مع البطالة التي تمسّ بالدرجة الأولى خريجي المعاهد والجامعات الذين ينتظرون من مفتشية العمل لولاية بجاية اعتماد حلول ناجعة لإدماجهم، آملين في فرص عمل مستقبلا، وأضافوا أن المنطقة يمكنها إحداث قفزة نوعية في شتى المجالات إذا توفرت الفرص السانحة لذلك، خاصة ما تعلق ببرمجة مشاريع تنموية لفائدة هذه المنطقة خصوصا في قطاع السياحة والاستثمار الفلاحي·