عجز الفريق الكتالاني عن الإطاحة بمنافسه التقليدي النادي الملكي، في ذهاب كلاسيكو العالم، الذي كان ملعب كامب نو مسرحا له عشية أمس، و الذي استقطب اهتمام العالم بأسره، رغم استفادة النجم ميسي وزملائه من أفضلية الأرض والجمهور، في مباراة مثيرة احتفظت بكامل أسرارها إلى غاية الأنفاس الأخيرة. البارصا اكتفت بنقطة التعادل داخل حديقتها المفضلة (كامب نو)، الذي اكتظت مدرجاته عن آخرها أمس، على الرغم من أنها كانت السباقة إلى التهديف، عن طريق الماكر سواريز (د:53)، والذي خادع حارس الريال نافاس، وحتى حكم اللقاء كلوي غوميز، الذي ارتكب بدوره عديد الأخطاء في حق الفريقين، وكاد يفقد السيطرة على الكلاسيكو الذي يديره لأول مرة، ولكن زيدان وأشباله لم يستسلموا، إلى غاية الثواني الأخيرة من اللقاء، حيث تمكن القائد راموس أن يعدل النتيجة برأسية رهيبة، فجرت حلم الكاتالانيين في افتكاك النقاط الثلاث، وبالمرة تقليص الفارق عن المتصدر الملكي إلى نقاط مباراة واحدة، عندما استغل عرضية المايسترو مودريتش (د:90)، ليبقى الملكي متربعا على عرش الليغا بمجموع 34 نقطة، مع المحافظة في نفس الوقت على فارق الست نقاط على غريمه البارصا.معركة الكلاسيكو الميدانية اتضحت منذ ضربة الانطلاقة، حيث اعتمد كل مدرب (أنريكي وزيدان) على خطة تكتيكية مغايرة، وقد بدا الريال متفوقا بفضل الرسم الكلاسيكي (4/4/2)، والذي مكنه من السيطرة على المنطقة الإستراتيجية، وبالمرة الحد من خطورة ثلاثي الرعب الكاتالاني (ميسي، سواريز ونيمار)، ما مكنه من خلق عدة فرص للتهديف خلال الشوط الأول، أخطرها فرصتي رونالدو اللتين تصدى لهما حارس البارصا تير شتيغن. أما خلال الشوط الثاني، فقد انقلبت الأمور رأسا على عقب، وهذا بعد إقحام مدرب البارصا "الرسام" إينييستا العائد من الإصابة، والذي كان بعد هدف سواريز، ما أخل بتوازن تشكيلة زيدان، الذي ورغم أهمية الكلاسيكو ونقاطه، إلا أنه غامر بإقحامه للشاب ماريانو ميخيا، لتنشيط القاطرة الأمامية، بعد أن عمل على استرجاع السيطرة على وسط الميدان الذي امتلكه إينييستا، بإقحام كاسيميرو مكان إيسكو، ثم دفع بالمهاجم الشاب ماركو آسينسيو مكان بن زيمة. تغييرات أتت أكلها في الأنفاس الأخيرة، أين تمكن القائد بعد فتحة مودريتش، من هز شباك البارصا برأسية قوية، زعزعة أركان الكامب نو وأسكتت أنصار الكاتالانيين، الذين كانوا يراهنون على نقاط الكلاسيكو، لإعادة بعث الليغا من جديد.