أغانينا تنتقد الواقع لكن بعيدا عن الإيديولوجيات و الفتن كشف نجم فرقة فريكلان بأن ثاني ألبوم للفرقة سيطرح غدا الجمعة في السوق تحت عنوان « نوماد» أو الرحالة، و أكد للنصر، في حوار أجرته معه على هامش حفل أحيته الفرقة مؤخرا بقسنطينة، بأن فريكلان لن تركب موجة سعد المجرد، كما أنها فرقة تغني للجزائري البسيط، منتقدة واقع البلاد الاقتصادي و الاجتماعي، لكن بطريقة موضوعية، بعيدة عن الإيديولوجيات و محاولات زرع الفتن. حاورته: نور الهدى طابي النصر: ألبومكم الأول أسس للون موسيقي جديد أحبه الجميع، ماذا تحضر فريكلان لجمهورها الواسع؟ شمسو: في الحقيقة سيكون لكم السبق في الإعلان عن صدور ثاني ألبوم لنا وهو عمل جديد يحمل عنوان « نوماد»، سنطرحه رسميا يوم غد الجمعة، هذا العمل سيضم مجموعة متنوعة من الأغاني في نفس الطابع الذي عرفنا به الجمهور في أول ألبوم لنا، أي موسيقى جزائرية بلمسة عصرية، لكن مع إضافات جديدة مثل اللمسة الرايوية و القليل من موسيقى التوارق و الإيقاعات القبائلية و حتى الحوزي. و هنا أغتنم الفرصة لشكر المنتج الذي تبنى المشروع في سابقة تعد الأولى من نوعها، خصوصا و أن هذا اللون الموسيقي ليس شائعا، عكس الراي أو الشعبي و الشاوي و الاستثمار فيه يعد مغامرة. هل قررتم تصوير إحدى أغنيات الألبوم على شكل فيديو كليب بعد نجاح تجربة أغنية « المداني»؟ أجل ، بالفعل، سيكون هناك عدد من الأغاني المصورة في هذا العمل، بداية بأغنية « أمازيغية»، التي نراهن عليها كثيرا، إذ نعتزم إطلاقها هذا الجمعة كذلك، تزامنا مع طرح الألبوم ككل. سعد المجرد موضة قد لا تناسب الجميع لما غابت اللمسة الشرقية عن العمل مع أنها موضة رائجة جدا هذا العام ؟ بالفعل حقيقة اللمسة الشرقية أو طابع سعد المجرد، كما يطلق عليه الفنانون، نسبة إلى المغني المغربي الذي روج لهذا اللون الذي يمزج الموسيقى المغاربية الرايوية مع الألحان و الكلمات الشرقية، جد رائجة هذا العام كموضة، مع ذلك نحن كفرقة لم نتأثر بها، لأننا نعتقد بأن لكل فنان طابعه و أسلوبه الخاص، ليس على الجميع أن يركب نفس الموجة حتى و إن كانت موضة. بالنسبة لنا هدفنا هو ترقية الموسيقى الجزائرية و إبراز تنوع طبوعها، لذلك نفضل التركيز على لوننا الفني الخاص، و ترك بصمتنا الخاصة عليه، فنحن نبحث عن الاحتراف. هل هذا هو سبب مقاطعتكم لبرامج اكتشاف المواهب العربية مع أنها قد تكون بوابة للشهرة و الانتشار؟ لا ...قضية البرامج العربية مثل «إكس فاكتور» و «أراب أيدول» و غيرها مختلفة، فهذه البرامج ذات بعد تجاري أكثر منه فني، لهذا فإن المشاركة فيها لا تستهوينا عموما، ربما لو كنا هواة في بداياتنا كانت فكرة تجربتها ستفرض نفسها، بحكم البحث عن الظهور و الشهرة، أما الآن فالأمر مختلف، فريكلان لم تعد تنتمي للجيل الجديد، نحن فرقة تنشط منذ سنوات و ألبومنا الأول حقق انتشارا واسعا أي أنه حقق النجاح، كما أننا أصبحنا أكثر نضجا و احترافية من الناحية الفنية، و هكذا برامج لن تقدم لنا الجديد. نحن أسسنا للموسيقى المعاصرة ما الذي تقصده بأنكم لا تنتمون بعد الآن إلى الجيل الجديد؟ أتحدث عن طابعنا الفني، وهو الجزائري المعاصر، فنحن كنا أول من روج لهذا اللون الموسيقي الذي أنجب بعد ذلك فرقا شبانية عديدة، موسيقانا هي موسيقى جزائرية معاصرة لا تنتمي لأي مدرسة محددة، بل تجمع كل الفنون و المدارس من العاصمة إلى تندوف، وصولا إلى عمق إفريقيا، و امتدادا لأمريكا اللاتينية. قلت بأننا لم نعد ننتمي للجيل الجديد المؤسس لهذه الموسيقى، لأنه بفضلنا أصبح للفن الموسيقي المعاصر فرقا عديدة تبنته و أبدعت هي الأخرى فيه، و هي تنتمي لجيل جاء بعدنا. هل استطعتم فرض أنفسكم على برنامج الحفلات الرسمية و المهرجانات أم أن المجال لا يزال حكرا على أسماء معينة؟ لن أقول بأن المجال حكر على فنانين دون غيرهم، فنوعية المنتوج الفني تفرض نفسها و تصنع لمؤديها جمهورا يطالب بهم في كل مرة، ونحن و الحمد لله قطعنا إلى الآن شوطا كبيرا واستطعنا أن نجعل من فننا باب رزق، وهو أمر مهم، لأننا كجامعيين رفعنا التحدي و تخلينا عن مجالات تخصصنا لنمتهن الفن و نحاول العمل على تطويره بقدر المستطاع، من خلال العمل الفردي أو الثنائيات، إذ سبق لنا التعامل مع الفنان عبد المجيد مسكود مثلا. المشكل الحقيقي يكمن في نقص الفعاليات الثقافية، فضلا عن غياب الاحترافية في التنظيم، الفنان في الجزائر لا يملك رزنامة واضحة و مضبوطة لنشاطاته السنوية، قد يحيي حفلا واحد اكل خمسة أشهر، و قد يحيي أكثر، هو دائما في حالة ترقب، فقد يرن الهاتف في أي لحظة، معلنا عن دعوة لإحياء حفل في اليوم الموالي أو الذي بعده. الفن يجب ألا يخدم الإيديولوجيات أغنية «المداني» حققت نجاحا كبيرا لأنها انتقدت واقع الشاب الجزائري مع البطالة، و تعرضت لتناقضات المجتمع، هل يشجعك ذلك على الخوض في مواضيع أعمق كالسياسة مثلا، على غرار أمازيغ كاتب الذي يعد مؤسسا للموسيقى المعاصرة؟ حقيقة «المداني» كانت قريبة جدا للواقع المعيش، و هذا سر نجاحها كما ذكرتم، وهو أمر يهمنا لأننا مقتنعون بأن الفنان يجب ألا يعيش في معزل عن محيطه، و باقي أغانينا لا تخلو من رسائل توعوية تخوض في مختلف مجالات الحياة، بما في ذلك السياسة، لكننا نفضل تمريرها بطريقة بسيطة بعيدة عن التهويل و التشاؤم المطلق الذي قد يوقظ الفتنة. بالنسبة لأمازيغ كاتب، هو حالة خاصة تختلف في فنها عما نقدمه نحن، هو فنان ملتزم بقضية معينة، لديه إيديولوجيا يعمل على تكريسها من خلال فنه، وهو أمر لا يهمنا نحن كفرقة، بقدر ما يهمنا العمل على موسيقانا لتصل لأكبر قدر من المستمعين و تكون موسيقى عائلية نظيفة قبل كل شيء.