تفتتح الفرقة الموسيقية الجزائرية "فريكلان" مهرجان العالم العربي الخامس عشر في موريال، المرتقَب أن يجرى من 24 أكتوبر إلى 8 نوفمبر المقبل، حيث شهد قصر الفنون في موريال، أول أمس، احتفالية مقتضبة لم تتعد 15 دقيقة، خُصّصت للإعلان عن برنامج مهرجان العالم العربي لعام 2014. حظيت فرقة "فريكلان" بشرف إحياء سهرة افتتاح التظاهرة الثقافية بمدينة موريال الكندية وتمثيل الجزائر في المهرجان الخامس عشر، بحفلة ستدعو عبر الموسيقى إلى الحرية لرؤية الجزائر بلداً شاباً ثائراً على التقاليد البائدة ومنفتحاً على الحداثة. وتَعد الفرقة الحضور بتحويل القاعة إلى حلبة رقص وغناء يسودها الحب والمساواة والسلام. وتأتي مشاركة "فريكلان" التي اشتهرت بأدائها لأغنية "لالة ميرة" و"خويا المداني"، تأكيدا على النجاح الذي حقّقته الفرقة الفتية في ظرف زمني قصير، والتي راهنت على أدائها الطابع الجزائري الإفريقي، خاصة بعد إطلاقها ألبوم "لالة ميرة"، الذي يضم 11 أغنية، من بينها "بنت السلطان" و"الغربة"، وكلّها من تأليف أعضاء الفرقة التي تأسّست سنة 2007، ومنهم المغني الرئيس شمس الدين عباشة، وعازفان على القيثارة سعيد بلغانم ونور الدين رباح؛ حيث تضم الفرقة سبعة فنانين يعزفون لوناً موسيقياً يجمع الراي والقناوي والشعبي والإيقاع الإفريقي والألحان الإلكترونية، ويشكّل لوحة فنية من الموزاييك الجزائري. وخلال الإعلان عن برنامج مهرجان العالم العربي بموريال، عرف الحدث حضور حشد من الفنانين والإعلاميين والداعمين للمهرجان، وتخلّله عرض لبعض محطاته الفنية والثقافية التي أنتجها على مدى خمسة عشر عاماً، ونماذج من محاوره الثلاثة التي تتمركز على المشهد الفني المخصَّص للرقص والغناء والموسيقى. وتتوزّع هذه النشاطات بوجهيها المجاني وغير المجاني، على العديد من قاعات مدينة موريال ومسارحها. وبالنسبة للعروض في القاعات الداخلية وأهمها على مسارح "البلاس دي آر"، فهي لفنانين من كندا والعالم العربي. ومن بين المشاركين الفنان أوكتو إيكو الذي سيرافق على المسرح الفرقة الموسيقية الكندية بقيادة اللبنانية كارين مقدسي. وتقوم الفنانة المغربية عيشة رضوان بإحياء حفلة كبيرة لها في المهرجان. ويُحيي الفنان التونسي محمد مصمودي العازف والمؤلف الموسيقي مع مجموعة من العازفين المحترفين سهرة "أودستيك" على أنغام العود. وموسيقاه مزيج بين النغم الشرقي واللحن الغربي. ويقدّم المهرجان لأول مرّة فريق "نفس" الذي يغني" آكابيلا" أي من دون أية آلات موسيقية بعشر لغات، يجمع فيها أناشيد وأغان من عشرين بلدا حول العالم، كما سيجمع الحدث الفني كوكتيلا من موسيقى القناوة والريغي والفلامنكو والروك والجاز والموسيقى الأمازيغية والأنغام الفارسية. وسيقام الحفل الختامي للمهرجان والذي يحمل عنوان "بساط الريح من حلب إلى بغداد"، مع فنانة المقام العراقية فريدة محمد علي وفنان القدود الحلبية السوري حمام خيري. ولم يعد مهرجان العالم العربي في موريال كما كان في انطلاقته الأولى قبل خمسة عشر عاماً، مبادرة فردية أو مغامرة فنية أو احتفالية اغترابية تقتصر على بعض الاستعراضات الغنائية والموسيقية والفولكلورية، فقد بات اليوم حدثاً فنياً، ومهرجاناً يضاهي مهرجانات مونريال العالمية في برامجها وتنوعها ومواعيدها وجمهورها.