أكثر من 30 ألف جزائري دخلوا تونس عبر تبسة سجلت المديرية الجهوية للجمارك الجزائرية على مستوى ولاية تبسة الحدودية، توافدا غير مسبوق للمواطنين، تجاوز 30 ألف مسافر جزائري قاموا بعبور المراكز الحدودية الأربعة بالولاية « بوشبكة ، روس العيون ، المريج ، بتيتة « باتجاه تونس، بغية التأشير على جوازات سفرهم، كإجراء إجباري للحصول على منحة صرف ثانية خلال السنة الجديدة. الإجراء أحدث حالة استنفار قصوى في شبابيكها لتلبية رغبات الوافدين عليها وإتمام إجراءات الصرف من قبل جمارك و شرطة الحدود ، ورفعت «المنحة» هذه الأيام عدد الوافدين على الحدود الجزائريةالتونسية، حيث شكلت هذه الحركية غير المعتادة في باقي الشهور طوابير طويلة، بمختلف المراكز الحدودية الأربعة بولاية تبسة. و أرجع المسؤولون هذه الوضعية الاستثنائية وهذا التوافد الكبير للمواطنين، إلى رغبتهم في ختم جوازات السفر و التأشير عليها بتأشيرات الدخول والخروج، إذ تمنح هذه العملية هامشا من الربح بين 4 آلاف و 5 آلاف دينار عن كل جواز سفر، دون عناء ومجهود يذكر، وتسمح بما يسمى محليا «بالتصريفة» لهؤلاء من هذه المبالغ التي قد تتضاعف، بتضاعف عدد جوازات السفر ، كما تسمح بتنشيط سوق الصرف بالأسواق الموازية التي تعرف هذه الأيام ارتفاعا في سعر العملة الأوربية الموحدة ، أين يتم تحويل 100 أورو إلى 18700 دينار جزائري، في حين يتم تحويل 100 دينار تونسي بمبلغ 7 آلاف دينار جزائري. لتبرير عملية صرف العملة الصعبة، يقوم هؤلاء بتأشير جوازاتهم والعودة في اليوم نفسه، ومن أجل مضاعفة ما يجنيه المواطنون من العملية، تحبذ العائلات التوجه جماعيا إلى الحدود، بغية تحقيق مكاسب مادية هامة، قد لا تمنح لهم في باقي شهور السنة. وأمام التوافد الكبير على المراكز الحدودية تتشكل الطوابير، وتصبح الحركة بطيئة من الجانبين. وتحسبا لهذه الظاهرة التي باتت تتكرر مع نهاية كل سنة، قامت المديرية الجهوية للجمارك بتبسة كغيرها من المديريات، بتسخير أعوان إضافيين وتدعيم مراكزها الأربعة بالوسائل والتجهيزات الضرورية، لتأمين استقبال هؤلاء في ظروف جيدة وضمان عبور سلس لهم إلى تونس ،وكذا رحلة العودة إلى التراب الوطني. استنادا إلى المديرية الجهوية للجمارك بتبسة ، فقد ارتفع عدد الوافدين على المراكز الأربعة بولاية تبسة، و فاق المعدل المسجل في باقي شهور السنة، حيث تجاوز معدل الوافدين على هذه المراكز 1000 زائر يوميا والعدد مرشح للارتفاع في اليومين القادمين، بسبب تزايد الطلبات على «التصريفة» ، وهذا لا ينفي تسجيل عبور آلاف الجزائريين المتجهين إلى تونس، من أجل الاحتفال برأس السنة الميلادية في فنادق ومنتجعات سوسة ، الحمامات ، جربة ، وتونس العاصمة ، أين وفرت السلطات في هذا البلد، كل الظروف لاستقطاب أكبر عدد من السياح الجزائريين الذين يغدقون عليه بأموالهم ، في حين سجل تراجع للمسافرين التونسيين الذين عادة ما يقصدون الجزائر بغرض التجارة وتأمين مختلف المواد التي يكثر الطلب عليها لأسعارها المغرية، مقارنة بتونس. و حسب المديرية الجهوية للجمارك، فإن المركز الحدودي بوشبكة يبقى الأكثر أهمية، بالنظر لوسائل الاستقبال المتوفرة به، مقارنة بالمراكز الحدودية الأخرى «رأس العيون و المريج و بتيتة « ،و أكد خبراء في الاقتصاد،بأن الجزائريين ينفقون سنويا 500 مليار سنتيم، للاحتفال برأس السنة الميلادية، وهو رقم تقريبي ،حسب الخبراء، الذين أكدوا أن الرقم مرشح للارتفاع، استنادا للقدرة المالية ومستوى الفرد، باختلاف مستويات الدخل، والأماكن المحتفل فيها، حيث تعد كل من تونس، المغرب و إسبانيا ، الوجهات المفضلة للجزائريين للاحتفال بهذه المناسبة.