سيدي السعيد يتحدى خصومه ويصفهم بضاربي الطبل و الزرنة خرج عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عن صمته ودافع بقوة عن نقابته أمام الانتقادات التي وجهت لها في المدة الأخيرة من أطراف عدة، وقال أنها لن تتزعزع لأن أرجلها قوية مغروسة في الأعماق ولأنها الشجرة التي تعطي دائما الثمار، وهي تعمل دائما وفق مبدأ الحفاظ على أمن واستقرار البلاد. استغل عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للمركزية النقابية أمس فرصة اللقاء الذي جمع الأمانة الوطنية بأمناء الفدراليات الوطنية للرد على الأطراف التي انتقدت أداء النقابة في المدة الأخيرة، وصوب سيدي السعيد سهامه في كل الاتجاهات نحو النقابات المستقلة ونحو قياديين سابقين في الاتحاد. سيدي السعيد وبعد أن استعرض أمام أمناء الفدراليات الوطنية الحاضرين مسار المفاوضات التي قامت بها المركزية النقابية مع الشركاء الآخرين مند سنة 1990 إلى سنة 2010 والنتائج التي حققتها على أكثر من صعيد رفض رفضا قاطعا التشكيك في مدى تمثيلها للعمال، وقال أن تمثيلها لا غبار عليه، حيث بلغ عدد المنخرطين فيها عند نهاية سنة 2010 مليون و 784 ألف منخرط، وهذا الرقم يعتبر رأسمال ثقة النقابة، واعتبر كل ما يقال عن ضعف تمثيلها لعبة فكرية فقط - على حد تعبيره- وذلك لن يدخل أبدا الشك في نفوس المنخرطين فيها، ، وشدد في ذات الإطار أن المركزية النقابية لن تتزعزع لأن «أرجلها قوية ضاربة في الأعماق» ولأنها «الشجرة السخية التي تعطي دائما الثمار». وردا على النقابات المستقلة التي هاجمت المركزية النقابية في أكثر من مناسبة أوضح الأمين العام أن هذه الأخيرة «لا تكن أي عداء للنقابات الأخرى، ولم تلحق أي أذى بواحدة منها في وقت ما وأنها تحترم كل نقابة ولا تشتم أحدا» وعليه فإنها تطلب من النقابات الأخرى احترامها والابتعاد عن السب والشتم والتجريح، وواصل يقول في هذا الاتجاه أن الاتحاد العام للعمال الجزائرين لا يبحث عن الاحتكار بأي صفة كانت لأنه يبقى هو التاريخ. وشدد المتحدث في هذا الإطار دائما على أن خط المركزية النقابية لا يستطيع أي كان تغييره، وهو مبني على قناعة ونية الحفاظ على مبادئ الجمهورية، ويسمح في نفس الوقت بتحقيق ولو جزء يسير من المكاسب للعمال بالاحترام والحوار. وبالنسبة للرجل الأول في مبنى دار الشعب فإن المركزية النقابية فضلت وتفضل دائما الحوار الاجتماعي والتشاور مع الشركاء، وقد دخلت في مرحلة العمل النقابي النبيل الذي يعود بالفائدة على العمال، مشددا على أن الحوار هو الطريق الصعب لكنه يبقى الطريق المثمر في نفس الوقت وأن النقابة لم تتخل يوما عن مسؤوليتها. وبعد أن رد على النقابات المستقلة انتقل عبد المجيد سيدي السعيد للرد على جماعة عمار مهدي وقياديين آخرين الذين أصدروا في الأيام الأخيرة بيانات تنتقد أداء النقابة وتطالب باتقادها وهنا قال أن «ما يقال وما يكتب هنا وهناك لا يقلقنا» وانه «لا الهياكل ولا النقابيين في الهياكل ولا العمال قلقين» واصفا ذلك «بضرب الطبل والزرنة» فقط على حد تعبيره. وأضاف موجها كلامه لمن وصفهم بالإخوان النقابيين قائلا «احترموا الشجرة التي أعطتكم الفواكه « على الأقل، مضيفا «كلوا خبزكم وابقوا في منازلكم فنحن نحترمكم فاحترمونا». وبعد أن أنهى من خطابه السياسي هذا في سياق الدفاع عن المركزية النقابية استعرض عبد المجيد سيدي السعيد بعض الملفات التي تشتغل عليها هذه الأخيرة في الوقت الحالي تحضيرا للقاء الثلاثية في 28 ماي الجاري وتحضيرا للقمة الاجتماعية المقررة في سبتمبر القادم، ومنها ملف القدرة الشرائية الذي ستدافع عنه النقابة بكل طاقتها، وتكييف الأجر الوطني الأدنى المضمون مع المتطلبات الحالية، والعمل على أن تنسحب الاتفاقيات الجماعية المتوصل إليها في القطاع العمومي على القطاع الخاص أيضا بالنسبة لكل شريحة من العمال.كما تشتغل النقابة أيضا حاليا على ملف التمثيل النقابي في الشركات الأجنبية العاملة في الجزائر خاصة في الجنوب مشيرا أن هذه الأخيرة ترفض التمثيل النقابي، وان وضعية اليد العاملة الوطنية في هذه الشركات بدأت تأخذ أبعادا خطيرة، والنقابة تحضر في الوقت الحالي ملفا عن هذا الموضوع وكذا ملف آخر عن العمل المنزلي. وكشف في سياق حديثه عن أن القانون الأساسي الخاص بعمال الجماعات المحلية جاهز وسيتم الانتهاء منه قبل نهاية الشهر الجاري، ونفس الشيء بالنسبة للنظام التعويضي الخاص بهم أيضا، مشيرا الى تقدم بنحو 60 بالمائة في الملفات الاجتماعية التي ستقدم لاحقا للثلاثية. وقبل هذا ذكر الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين بالانجازات التي حققها الاتحاد على مدى 20 سنة الماضية والتي اعتبرها حقائق لا يمكن لأحد القفز عليها، منها على وجه الخصوص التوقيع على 267 اتفاقية جماعية قطاعية، و3036 اتفاقية جماعية للمؤسسات والتوقيع على 28045 اتفاق خاص بالأجور، وفي سنة 2010 وحدها تم التوقيع على 80 اتفاقية جماعية قطاعية و 98 اتفاقية جماعية داخل المؤسسات و715 اتفاق حول الأجور هذا في القطاع الاقتصادي العمومي، أما في القطاع الاقتصادي الخاص فقد وقعت المركزية النقابية على اتفاق إطار مع الباترونا وعلى 735 اتفاق خاص بالأجور. وكان الأمين الوطني المكلف بالمنازعات عاشور تلي قد قدم في بداية اللقاء عرضا عن الاتفاقات التي وقعتها النقابة في مع الشركاء سنة 2010 والتي مست- حسبه- ما مجموعه مليونين و844798 عامل في القطاعين العمومي والخاص بمعدل زيادة في الأجور والنظام التعويضي قدر ب 35 بالمائة، أما الوقع المالي لهذه الزيادات فقد فاق 88 مليار دينار.