وصف عبد المجيد سيدي سعيد منتقدي أداء المركزية النقابية، من النقابات المستقلة وزملائه السابقين في الاتحاد الذين حرّروا بيانا يدعون فيه إلى ''التصحيح''، ب''أصحاب الزرنة والطبل''، وخاطبهم بالقول ''أبسط شيء احترموا الشجرة التي أكلتم فاكهتها''. خاض الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين مطولا فيما وصفه بالتهجم والانتقادات الموجهة لهيئته النقابية، خاصة تلك التي يطلقها أعضاء النقابات المستقلة، على أنها ''هيئة مطافئ''، والهجوم الأخير الذي شنه قياديون سابقون في الاتحاد، من بينهم عمار مهدي وعيسى نواصري. ورد سيدي سعيد بالقول ''لا يحق لأي أحد أن يقول إن المركزية النقابية لم تفعل شيئا''، وخص النقابات المستقلة بوافر من ردوده، قائلا: ''ألا نعرف نحن الإضرابات والسب والشتم؟، قبل أن يجيب ''نحن دخلنا في مرحلة عمل نقابي نبيل لفائدة العمال، وقد بيّنت لنا التجربة أنه عندما نتحاور مع الحكومة نقطف الثمار''، وصعّد زعيم المركزية من لهجته في معرض حديثه عن أزمة أمنية دموية عاشتها الجزائر، مشددا أن ''الاتحاد دفع ثمنها غاليا كما دفعه كل الجزائريين''، ولم يتردد سيدي سعيد في التأكيد على أن ''خط الاتحاد لن يتغيّر ولا يغيّره أحد مهما بلغ من درجة المسؤولية''، بينما كان يتحدث عن ''الحوار ورفض الخروج إلى الشارع وتفادي الصدام مع الحكومة''. وعدّد الإنجازات التي قال إن هيئته حققتها، على غرار الزيادات في الأجور والاتفاقيات الفرعية والقوانين الأساسية لمختلف القطاعات وغيرها، مشيرا إلى أن ''الاتحاد يعد النقابة الوحيدة التي فرضت على الحكومة سحب مشروع قانون الوظيف العمومي سنة 2001 بقرار من الرئيس بوتفليقة، لأنه لم يكن يتماشى مع طموحات الموظفين''. وشدد الرجل الأول في الاتحاد ''لا يقلقنا ما يقال ويكتب هنا وهناك، وأقول إنه من أراد الزرنة والطبل له ذلك، لكني متأكد أن من يفعلها سيتعب وسيعود إلى بيته''. وكانت دعوة سيدي سعيد في اتجاهين، اتجاه منتقدي المركزية النقابية من النقابيين المستقلين، واتجاه محرري بيان ''إنقاذ'' الاتحاد ع.ع.ج، من النقابيين السابقين، الذين أشار إلى أنهم ''ناكرين''، بدعوته إياهم ''كولو خبزتكم وريحوا في دياركم''، قبل أن يطالبهم ب''احترام المنظمة التي هي ملك العمال والجمهورية وليست ملككم.. إنها الشجرة التي أكلتهم فاكهتها ونحن لسنا قلقين''، وأضاف ''من له نية المساعدة من خارج المنظمة مرحبا به، لكننا لا نسمح بالسب والشتم''. وفيما أعلن جماعة عمار مهدي ونواصري عن مبادرة ل''تصحيح وضع المركزية النقابية''، قال سيدي سعيد إن ''الزعامة لا تطول ولها وقت محدد فقط''، وتابع ''إن المركزية لها أقدام قوية مغروسة في الأرض''، في إشارة منه إلى عدم قدرة خصومه على الإطاحة به، وأشار المتحدث إلى أعضاء الأمانة الوطنية، كانوا بجواره، بالقول ''لا أحد من هؤلاء أساء للنقابة ولا يوجد أي صراع بيننا''. وإن أكد أن الجزائر عرفت نقلة في سياسة رفع الأجور، إلا أنه رأى أنها لم تنعكس إيجابا ''في قفة العمال''، بالنظر إلى هشاشة القدرة الشرائية، وقال سيدي سعيد ''أحسسنا أننا في تراجع، وكل العمال يشتكون من عدم القدرة الشرائية رغم الزيادات''، وكشف زعيم المركزية النقابية أن الأخيرة تدرس حاليا العديد من الملفات المزمع رفعها في إطار ثلاثية شهر سبتمبر المقبل، سيفرغ من التحضير لها شهر جوان، على غرار القدرة الشرائية، حيث يتوقع مطالبة النقابة بزيادات جديدة في أجور العمال، رغم أن متوسطها بلغ 35 بالمائة، كما سيرفع ملف المؤسسات الأجنبية التي ترفض التمثيل النقابي بها، وقانون العمل. وأشار إلى أن هدف النقابة الوصول إلى تأطير كل العمال في الجزائر نقابيا. وتحدث عن مشروع قانون يلزم الخواص ومن بينهم الناشرون على الالتزام بتطبيق القوانين المطبقة في القطاع العام.