ريشة الرسامة غنية بودبزة تكسر طوق التقاليد عرضت الفنانة التشكيلية غنية بودبزة 80 لوحة فنية جسدت من خلالها معاني شعار المعرض «بوح الريشة ..و صدى الأنثى»، طيلة أسبوع في متحف كتامة بجيجل، و قد استقطب المعرض قبل اختتامه أول أمس، عددا كبيرا من الزوار و المهتمين بهذا الفن. من يتأمل لوحات هذه الفنانة يلاحظ شغفها بتصوير جسد الإنسان وخصوصاً تقاسيم الوجه، و المرأة هي الأوفر حظا في تكويناتها اللونية ، وقد أشارت الفنانة بأن عدد الألوان في لوحاتها لا يتعدى الأربعة، موضحة للنصر، بأنها استعملت اللون الأحمر للدلالة على دفء الحب و اللون الأزرق للدلالة على الأمل، فاللون، حسبها، يعلن بدء اللوحة قبل الخط إلا أن التركيز في مفهوم اللوحة ليس على الجسد، فهو يمثل جسرا تعبر بأفكارها فوقه وتستقطب به مشاعر وانتباه الآخر، و تعتبر الفنانة حالة أنثوية ، تؤكد فيها رؤى وجود المرأة الحياة كروح قبل الجسد، فما من لوحة يبدو من خلالها الوجه مكتملاً، إلا أنه يشكل في النهاية حالة تعبيرية أو منعكسا لموقف أو طابع أو توجه، فخصت كل لوحة ، بجانب من المدارس الفنية، تجريدية ، انطباعية ، تكعيبية، فكل لوحة تمثل تجربة إنسانية أنثوية لنساء موجودات في لوحاتها، محاولة أن تخرجهن عن طوق وحبال التقاليد والعادات وتكسر بهن قيود امرأة أسيرة ذاتها. أشارت الفنانة إلى أنها أعطت حيزا لبروز الرجل في لوحاتها الفنية ، لكونه شريك حياة المرأة ، وقد أبرزت عناوين اللوحات ، حب الجمال و الروح في نفس الفنانة ، التي قالت بأنها امرأة ، و تحب أن ترسم جمال الأنثى ، وضمت عناوين «عذراء الربيع» ، «حورية البحر»، «المرأة العصرية»، و تلبس لوحات الفنانة أيضا لباس الشكل، فيغيب عنوان الموضوع ، إذ حاولت التشكيلية أن تترك مجالا للزوار ، ليقدموا عناوين لوحات تركتها بدون عنوان ، حتى يعطي الزائر رأيه، و يعطي عنوانا للوحة تبقى في مخيلته. و أوضحت التشكيلية غنية، ابنة مدينة الطاهير ، بأن المعرض يعتبر الأول بالنسبة إليها في مدينة جيجل، بعد 15 عاما من إقامتها لمعارض خارج الولاية و قالت محدثتنا بأنها و في كل مرة تزور ولاية معينة، تأخذ معها جزءا من معالم و آثار و تقاليد المدينة ، لتحاول تجسيدها في شكل لوحة فنية، عبر أشياء عاشتها في واقعها الحياتي ، كما أشارت بأنها ترسم بمعدل أربع لوحات تشكيلية في الشهر. جدير بالذكر أن المعرض شهد حضورا مميزا من قبل الزوار و الفنانين الذين نالت إعجابهم اللوحات الفنية التي تجسد المرأة في مجموعة من المواقف و مناطق عديدة من الوطن.