تعد الفنانة التشكيلية غنية بودبزة واحدة من الوجوه الفنية النسائية التي استطاعت أن تبرز في مجال الفن التشكيلي الذي أعطته مسحة أنثوية وجمالية واضحة استمدتها من ثلاثية ”الطفولة والأرض والمرأة. التقت” المساء” بالفنانة بقصر الثقافة والفنون بمدينة سكيكدة وأجرت معها هذه الدردشة.
هل لك أن تقدمي نفسك لقراء ”المساء”؟ أنا فنانة تشكيلية من مواليد ولاية جيجل الساحرة، أعمل كأستاذة بدار الثقافة ورئيسة جمعية ”أريج للثقافة والفنون”، ولي عدة مشاركات في معارض وطنية وعربية، كما تحصلت على عدة جوائز.
إلى أي مدرسة فنية تنتمين؟ أنتمي إلى الفن التشكيلي في العموم، لكنني جد متأثرة بعالم الطفولة، فكل لوحاتي الفنية تقريبا بها لمسات طفولية (الأسلوب الساذج).
ما الذي يشدك في هذا الأسلوب الفني؟ أشعر كلما أمسكت أناملي الريشة بظل متلون يتجسد على اللوحة، فأنا ببساطة أهوى وأعشق الألوان الزاهية والجميلة لأنها تذكرني بأجمل لحظات طفولتي، خاصة أنني ترعرعت في منطقة ريفية تزخر بالألوان الطبيعية التي تجعل الإنسان وهو يقف بين أحضانها، يهيم في عالم ساحر.
هل الحنين إلى الطفولة هو السر الكامن في كل لوحاتك؟ لوحاتي بوجه عام عبارة عن كوكتيل متنوع، لكن القاسم المشترك في العديد من لوحاتي ذات الأساليب الفنية المتنوعة، هو حضور المرأة والسبب في ذلك كوني امرأة، ولأنني أيضا أستمد قوتي من أمي التي ساهمت بشكل كبير في بروز موهبتي.
ما هي الألوان التي تعتمدينها بكثرة في لوحاتك؟ أستعمل بكثرة اللون الأزرق لأنه لون البحر الذي أعشقه حتى النخاع، كيف لا وأنا بنت البحر ومن البحر كنت أستمد الجمال والإبداع، وكان يزداد ارتباطي بمدينتي الجميلة جيجل.
ماهي مكانة الفن التشكيلي في مسار حياتك؟ هو بالنسبة لي رسالة قبل كل شيئ، فمن خلال الريشة أعبر عن كل ما بداخل النفس الإنسانية من أحاسيس فياضة ومشاعر ذات قيم نبيلة تقاوم الجفاء والشر، لتبقى الريشة دوما معبرة عن قيم المجتمع وعن همومه وآلامه، بالتالي فالفن هو لغة الحياة، لذلك ارتبطت بالريشة التي لازمتها، فحيثما أكون تكون معي.
ما هي أقرب مدرسة فنية إليك؟ كل المدارس الفنية قريبة مني لأنني أجد في كل مدرسة فنية موقعا داخل لوحاتي، لكنني أميل أكثر إلى المدرسة التعبيرية لأنني أعطي لكل لوحة قصيدة تخص عالم المرأة، سواء في البيت أو في الحقل أو في العمل أو أصورها في أجمل صورة، محاولة في ذلك لفت الانتباه إلى حسن هذا المخلوق الرقيق.
كيف تنظرين إلى مستقبل الفن التشكيلي في الجزائر؟ مستقبل زاهر، خاصة مع وجود المواهب التي أصبح نجمها يسطع في سماء الفن الجزائري، ثم بسبب إقبال الشباب على تعلم هذا الفن في المعاهد المتخصصة دون إغفال دور المؤسسات التربوية في صقل المواهب.
كلمتك الأخيرة. أشكر ”المساء” التي أتاحت لي فرصة الحديث والتي أعتز بها وأثمن اهتمامها بهذا الفن الراقي، الأمر الذي سيشجعني على مواصلة العمل أكثر.