مورلانس يناقض بادو زكي ويثير الجدل بخصوص المدرب الأجنبي أكد المدير الفني للكرة المغربية جون بيار مورلانس بأن انتهاء مباراة مراكش بنتيجة التعادل لا يعني بالضرورة إقصاء أسود الأطلس والخضر من المنافسة القارية، حجته في ذلك أن مواجهتهما لبقية منافسي المجموعة الرابعة (تنزانيا و إفريقيا الوسطى) هي التي ستصنع الفارق. التقني الفرنسي وفي ذات التصريح الذي خص به أحد المواقع الإلكترونية المغربية، والذي نقله موقع “دي.زاد.فوت”، لم يتوان في ترشيح المنتخبين المغربي والجزائري للتنافس على التأشيرة الخاصة بالمجموعة الرابعة، رغم اعترافه بالبداية الصعبة للمدرب البلجيكي إيريك غيريتس مع الأسود، مبديا في نفس الوقت تفاؤله بمستقبل المنتخب المغربي في بقية المشوار التصفيات، بداية- كما قال- من مباراة 4 جوان بمراكش. القراءة الأولية لتصريح المدير الفني للكرة المغربية- والذي جاء مناقضا تماما لمدرب الأسود السابق بادو زكي في حوار للنصر-، واختياره لهذا التوقيت بالتحديد، أي قبل أسبوع من موعد مباراة مراكش- تؤكد حالة الارتباك وفقدان الثقة التي تميز محيط الأسود. فبين واقعية بادو زكي الذي يدرك جيدا قيمة الديربي المغاربي الذي عايشه كلاعب وكمدرب، والرهانات التي تنتظر المنتخبين، مع عدم استبعاده تفجير لمنتخب إفريقيا الوسطى المفاجأة، مستغلا في ذلك الحساسية المفرطة بين الأسود والخضر، وانشغالهما المبالغ فيه بالمباراة المقبلة، والتفاؤل المفرط للمدير الفني الفرنسي جون بيار مورلانس. اختلطت الأمور على التقني البلجيكي غيريتس الذي اختفى عن الأضواء بعد فشله في وضع الإستراتيجية المناسبة للحرب النفسية التي عودنا عليها حتى قبل التحاقه بالمغرب قادما من السعودية، كما أنه لم يعرف على أي رجل يرقص في ظل الصدمات المتوالية جراء هاجس الإصابة الذي طال نجوم تشكيلته (كارسيلا و الحمداوي...). وما زاد في تخوف غيريتس تحضيرات الخضر بإسبانيا، والتي يعتمد فيها الجنرال على كل العناصر التي وجهت لها الدعوة، بمن فيهم الذين غابوا عن مباراة عنابة، وذلك بعد التحاق كل من مبولحي، بودبوز، فراج و قادير اليوم (الاثنين)، وتواجد الجميع في “فورمة” عالية بالنظر إلى عداد المباريات التي نشطوها مع أنديتهم الأوروبية. التصريحات المتناقضة لبادو زكي و مورلانس، تؤكد حقيقة الصراع الخفي داخل المنظومة الكروية المغربية، وانقسام الفاعلين داخلها بين مؤيد ومعارض لفكرة الاعتماد على الخبرة الأجنبية للإشراف على العارضة الفنية للمنتخب، وهي القضية التي طفت على السطح من جديد، قبل أقل من أسبوع من المواجهة المصيرية بين جارين، أحدهما يسعى للتأكيد على عودته القوية، بعد انضمامه مجددا إلى نادي الموندياليين عبر بوابة جنوب إفريقيا، وآخر يأمل في تفادي الكارثة بالعمل على تجنب تكرار سيناريو 2010 الذي عرف غياب الأسود عن “الكان والمونديال” تحت إشراف تقني فرنسي سبق له وأن أخفق مع الجيران التونسيين، ونعني به “العجوز” روجي لو مير، وهو ما جعل المعارضين للاعتماد على الخبرة الأجنبية يدخلون في جدال حاد مع مسؤولي الجامعة المغربية لكرة القدم، مطالبين بحذو حذو الجزائر التي اختارت الشيخ سعدان، بحجة نجاح الأخير في إعادة بعث الروح في جسد الخضر وقيادتهم لمقارعة كبار القارة السمراء والعالم في الموعدين السالفي الذكر، ما جعلهم يطالبون بعودة بادو زكي أو مصطفى مديح اللذين سبق لهما وأن برهنا على عدم وجود فارق كبير بين الإطار الفني المحلي والأجنبي. حالة الارتباك التي يعيش على وقعها عرين الأسود هذه الأيام، بإمكان الجنرال بن شيخة وأشباله الاستثمار فيها للعودة من مراكش بالنقاط التي قد تعبد لهم أكثر من نصف الطريق المؤدي إلى نهائيات الغابن وغينيا الاستوائية (2012)، قبل الجولتين المتبقيتين بكل من دار السلام مطلع شهر سبتمبر الداخل أمام المنتخب التنزاني، ثم استقبال منتخب إفريقيا الوسطى بقيادة “العجوز” أكورسي خلال العشر الأوائل من شهر أكتوبر.