الطفل الضحية قد يتحول إلى شاذ إذا لم يعالج نفسيا أستاذ علم النفس، ومعد ومقدم العديد من الحصص الإذاعية المخصصة للإستشارات والإرشاد النفسي رابح لوصيف شدد بأن تغطية الشمس بالغربال إذا تعلق الأمر بالحديث عن ظاهرة الإعتداءات الجنسية على الأطفال الذكور التي تفاقمت بمجتمعنا لن يحد منها بل يزيد من خطورتها، والطامة الكبرى كما قال أن “حاميها يتحول إلى حراميها” في معظم الأحيان، فأولياء الكثير من الضحايا الذين اتصلوا به طلبا للمساعدة والإرشاد والتوجيه، أكدوا بأن المعتدين على صغارهم الأبرياء من المقربين منهم الذين منحوهم ثقتهم واحترامهم، وهم الجيران والأقارب وحتى معلمين ومدراء مؤسسات تعليمية في حين يصر هؤلاء الأولياء على التستر والكتمان خوفا من اندلاع فضائح كبرى وهم يساهمون دون أن يعلموا في جرائم أكبر و أكثر حدة وشدة فالطفل الذي يتعرض للإعتداء ولايتم التكفل به نفسيا وأسريا تترسب بداخله تحت تأثير الصدمة مشاعر سلبية تفقده تقديره لذاته، إلى جانب آلام ومخاوف وأحقاد تلازمه مدى الحياة، هذه الأحقاد يفجرها عندما يمارس هو أيضا الإعتداء الجنسي ضد طفل بريء لأنه كان أيضا صغير وبريئا عندما حطمه ومزق طفولته وبراءته ذئب آدمي، أول تجربة حسب محدثنا تكون بدافع الفضول والإنتقام ثم يكررها فيتعود على الشذوذ الجنسي ويصبح مدمنا عليه. ويضع النفساني شبكة الإنترنيت في قفص الإتهام قبل أي شيء آخر...لأنها تخصص الكثير جدا من المواقع للتحريض على الشذوذ الجنسي وفساد الأخلاق. وتشاطره الرأي النفسانية وردة بورحلة مشددة بأن الإنترنيت تساهم في ما أسمته ب «اليقظة» الجنسية المبكرة لدى الطفل، فهو عندما يبحر عبر بعض المواقع يتفطن إلى خصائص جسم الآخر واختلافه مع جسمه ويدفعه الفضول إلى البحث عن معلومات وتفاصيل أخرى، ولا يلبث أن يصبح مدمنا على المواقع الإباحية ومعظمها تحرض على الشذوذ الجنسي أو الجنسية المثلية. والمؤسف أن الأولياء لا يراقبون مايشاهده أبناءهم إذا كانوا موصولوين بالشبكة العنكبوتية بالبيت وما بالك إذا تعلق الأمر بمقاهي «النت» فأصبح الأطفال والمراهقين يتبادلون أسماء وعناوين هذه المواقع في غفلة من ذويهم، وأضافت بأن العديد من العائلات «تفجرت» وفقد أفرادها الإحساس بالمسؤولية والإنتماء والإستقرار والدعم والتضامن تحت وطأة المشاكل والظروف الإجتماعية والإقتصادية الصعبة، دون أن ننسى آثار وبقايا العشرية السوداء... وترى بأن التأخر في الزواج من بين العوامل التي زادت من انتشار الجنس الإفتراضي والإعتداءات الجنسية، إلى جانب مخاطر التربية والتنشئة الأسرية الخاطئة، داعية إلى إدراج التربية الجنسية ضمن المقررات الدراسية والإلتزام بتعاليم الدين الحنيف الواقية من كل هذه الإنحرافات والإعتداءات والأهم تكسير جدار الصمت. إلهام/ط