عودة التجارة الفوضوية إلى وسط المدينة عادت مظاهر التجارة الفوضوية خلال الأيام الماضية، إلى شارع 19 جوان بوسط مدينة قسنطينة، حيث انتشر الباعة الفوضويون مع حلول شهر رمضان، في وقت يشتكي فيه السكان من الإزعاج والضجيج الذي يتسببون فيه. وفي جولة بوسط المدينة، لاحظنا وجود العشرات من الباعة الفوضويين على طول شارع 19 جوان المعروف بالظاهرة منذ سنوات، حيث تعرض مجموعات من الشباب مختلف أنواع السلع، على غرار الأواني والملابس والقماش، وسط كر وفر مع مصالح الأمن، التي تباغت عددا منهم من حين لآخر، ما يجعلهم يفرون إلى الدروب الضيقة للأحياء المجاورة ومداخل العمارات الموجودة بالحي محاولين حماية سلعهم. وقد لاحظنا بأن العديد من التجار الفوضويين يواصلون احتلال أجزاء من بعض مداخل البنايات من أجل ممارسة نشاطهم، فضلا عن وجود عدد من الأطفال يقومون بعرض سلع مختلفة على الأرض، وأحيانا يكتفون بحملها على أيديهم، كملابس أطفال صغار وإكسسوارات الهواتف النقالة وأغراض أخرى. من جهة أخرى، أصبح عدد كبير من أصحاب المحلات يشاركون في صنع مظاهر الفوضى من خلال تمديدهم للفضاء الخاص بممارسة تجارتهم إلى جزء من الحيز العمومي المحاذي لهم، وخصوصا أصحاب محلات الملابس النسائية الذين يضعون نماذج من سلعهم خارج المحلات للترويج لها، بالإضافة إلى أصحاب متاجر القماش الذين يضعون سلعهم بجوار مداخل محلاتهم. وقد أوضح لنا باعة فوضويون تحدثنا إليهم بأنهم بطالون، ولم يجدوا فرصة للعمل بشكل منظم، ما يدفعهم إلى ممارسة هذا النشاط، خصوصا مع اقتراب شهر رمضان أو مناسبات اجتماعية أخرى، أين تكثر حركة التسوق والمواطنين بوسط المدينة، على حد قولهم. كما أضافوا لنا بأن بعضهم يعيل عائلة ولا يملك مصدرا آخر للرزق إلا من خلال التجارة الفوضوية التي يمارسها منذ سنوات. و يشتكي سكان شارع 19 جوان من الضجيج والإزعاج الكبير الذي يسببه لهم التجار الفوضويون، حيث أوضحوا لنا بأنهم وجهوا عدة شكاوى إلى مختلف المصالح المعنية والسلطات المحلية من أجل وضع حد للظاهرة، لكن المشكلة لم تتوقف. وقد أشاروا لنا إلى أن المشكلة الأكبر بالنسبة لهم، تتمثل في الباعة الذين يحتلون مداخل البنايات، ويعرقلون دخول وخروج قاطني البنايات، خصوصا قاصدي العيادات الطبية الموجودة بها والمواطنين غير القاطنين بالحي. ولا يقتصر ظهور التجارة الفوضوية على الشارع المذكور، رغم أنه أكبر مكان لتمركزها، وإنما ينتشر باعة فوضويون آخرون على مستوى باقي الأحياء، على غرار حي القصبة وشارع العربي بن مهيدي والسويقة وبالقرب من سوق العصر وغيرها، في حين تكاد تكون منعدمة بباقي المحاور الكبرى لوسط المدينة، رغم أن مسؤولا ببلدية قسنطينة، ذكر لنا من قبل بأن مصالح البلدية تواجه مشكلة كبيرة في التحكم في ظاهرة احتلال أصحاب المحلات لجزء من الرصيف واستغلاله لعرض السلع، خصوصا في شارع بلوزداد، الذي يشهد حركية كبيرة من المواطنين أيضا، الذين توافدوا خلال هذه الأيام بشكل كبير جدا من أجل اقتناء المستلزمات الخاصة بشهر رمضان.