الثورات الشعبية أنهت وجود الإسلام المسلح و لن نكرر أخطاء "الفيس" راشد الغنوشي وجه سياسي تونسي بارز عاد من منفاه بلندن بعد انهيار نظام بن علي ..عودة صنعت الحدث وشغلت الشارع السياسي والمواطن العادي.. فيها كثير من الخوف والتساؤلات ، بل بشيء من الترقب.. لكنه عاد أخيرا إلى بلده بعد تحريره من قبضة البوليس السياسي. أجرى الحوار:عمر شابي تصوير :عبد الكريم عمور الزعيم التاريخي لحركة النهضة التونسية يستعد للعب دور كبير في الحياة السياسية لبلاده، بينما يستعد خصومه السياسيون من الذين تقاسموا معه قهر النظام الديكتاتوري لمقارعته بالحجة من خلال صناديق الإقتراع. الحديث إلى راشد الغنوشي ليس حديث سياسة و دين فقط بل هو حديث عن طريقة حياة و نمط تفكير و أسلوب معيشة..هذا الإسلامي لم يعد يردد خطابا دينيا متعصبا و لا يطلب تغيير الناس لحياتهم حتى يكونوا متوافقين مع الشريعة وفق منظوره، بل يقول أن الحركة التي يتزعمها فيها الكثير من القيادات القادرة على المساعدة على حل مشاكل تونسالجديدة، و أنه لن يتحرج في بناء إئتلاف سياسي مع أحزاب لا تشاطره القناعات الإيديولوجية، لبناء نظام جديد تسود فيه قيم العدالة و لا مكان فيه للخوف. يقول راشد الغنوشي أن الثورات الشعبية السلمية الجارية في العالم العربي أنهت تماما صلاحية الإسلام السياسي المسلح.حيث عصفت ثورة الشارع العربي بمقولات القاعدة و بفكرتها و بينت للناس أن التغيير لا يأتي بالعنف والقوة. حددنا موعدا مع الغنوشي في مقر حركة النهضة في حي "مونبليزير" بالعاصمة التونسية و كان قد إعتذر بسبب طوارئ جعلته يتخلف عن الموعد بساعتين.. و فهمنا أن مواعيد الرجل مضبوطة و كثيرة، من خلال الحركة الدؤوبة بالمقر ونشاط مساعديه الذين طلبوا منا تحديد الوقت الذي سيستغرقه اللقاء. وقف الغنوشي للترحيب بنا و كان معه السيد شورو الذي تولى قيادة حركة النهضة بينما كان الغنوشي منفيا و مطاردا، و سأل بداية عن أحوالنا و عن الوضع في الجزائر و كأنه لا يعرفه، بينما كان من خلال أجوبتنا يتعرف علينا ليختار أي خطاب يوجهه عبرنا للتونسيين و للجزائريين و لكل المهتمين بمستقبل تونس. إنقلبت الأوضاع و صار المسؤول سائلا فقد جئنا لنطرح الأسئلة و ليس لتلقي أسئلتكم. فهل هو مزاج أزمنة الثورة؟ قلت ذلك للغنوشي، فرد بإبتسامة ذكية : نحن نسأل عن أحوال بلد عزيز علينا و نريد معرفة الأجواء عندكم و لكن لا بأس بعد هذا أن تتفضلوا بأسئلتكم. بادرت الغنوشي بسؤال عن الخوف الذي صار مسيطرا على أحاديث الناس في تونس من استحواذ الإسلاميين على الحكم بطريقة الصندوق و هل تخيف حركة النهضة خصومها أم حلفاءها ؟ فأجاب: راشد الغنوشي: هناك تحول كبير في الساحة السياسية التونسية نعم و هذا من بقايا الممارسات التي قام بها النظام السابق البائد . بنى دولة بكاملها على الخوف.. قام بتخويف الناس من بعضها.. و قد اشتغل النظام السياسي على الخوف و خوف الحداثيين من الإسلاميين و أرباب الصناعة و السياحة و الدول الغربية و جمعيات النساء خوفهن كذلك على حقوقهن من الإسلاميين .. نعم النظام بنى شرعيته على أساس إشاعة الخوف. و كانت قوة الحكم تقاس بالقدرة على إشاعة الرعب و إجادته لذلك، فأصبح كل تونسي يخشى البوليس حتى و هو داخل عائلته و بين أهله. لقد راجت صناعة الخوف و تفشت الجوسسة في كل مكان. الثورة حدثت عندما بلغ السكين العظم و لم يعد الناس يخافون شيئا بعد الذي بلغوه. فاستوى عندهم الموت و الحياة .و سقط الخوف من قلوبهم فسقط معهم بن علي الذي كان رمزا لنظام الخوف.. بعض بقايا نظام بن علي الآن بنوا تجارتهم على التمعش على التخويف من النهضة و هؤلاء ليس لهم بضاعة يعرضونها للناس بل يملكون فقط التخويف من النهضة و هم يخشون على مصالحهم و لا يثقون في قدرتهم على مواجهة النهضة مواجهة سياسية و فكرية .هم يستخدمون نفس سلاح بن علي في التخويف. بعض خلفاء بن علي يستثمرون في "فزاعة " النهضة .. هم ورثة للمخلوع و يقدمون نفسهم سدا منيعا في مواجهة خطر الأصولية .الدور الذي يتقمصونه مهم و يمكن أن يكسبهم بعض المنافع السياسية من تعاطف خارجي أو من ماكينة دولة الفساد التي لا تزال قائمة حيث يمكن الإستفادة منها. بل منهم من جعل رزقه التخويف من الإسلاميين . لكن الإنتخابات هي التي ستكشف عن مدى رواج هذا الخوف و التخويف وسط الشعب. بالنسبة إلينا نعتقد أن الإستقبال الذي حظينا به في المطار عند عودتنا و الحضور الشعبي الكثيف في كل تجمعاتنا و في المدن التي زرناها كان إستفتاءا شعبيا واضحا. إن الشعب لن يسقط فريسة لصناعة الخوف. وأن التخويف لم يعد سلعة رائجة بل هي بائرة .بعض الناس ليس لهم صناعة سوى التخويف من النهضة و هم سيفلسون لا محالة لأن الشعب بلغ نضجه . و عليهم أن يجدوا رأسمال آخر للمتاجرة فيه. و عليهم أن يواجهوا أطروحات النهضة بالحجة و في مواجهة سياسية و فكرية و ليس مواجهة نفسية تستهدف غرائز الإنسان. النصر: ما دمتم تبدون واثقين من عدم سقوط الشعب في فخ التخويف من الإسلاميين و تقولون أنكم متجذرين في أوساط الشعب التونسي، ما هي تقديراتكم للنسبة التي ستحصلون عليها من إنتخابات المجلس التأسيسي المقررة في 24 جويلية القادم( تغير التاريخ المعلن عنه إلى 23 أكتوبر 2011)؟ راشد الغنوشي: لو زعمت لك أننا الحزب الأكبر و الأكثر شعبية لقلت هذا كلام من شخص يريد الترويج لحزبه و ربما غرته نفسه.. و نقول لا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن إتقى. لكن الصواب الحقيقي هو أن الإنتخابات هي و حدها التي تكشف عن حجم و قوة كل حزب و بالأرقام و المتابعون للحياة السياسية إن لم يكونوا مجمعين فمعظمهم يشهد أن النهضة هي الأكثر قبولا في كل أوساط الشعب بدون إستثناء. النصر: هناك من يقول أن النهضة لا تمثل الغالبية من الشعب التونسي الذي تتقاسمه تيارات إسلامية متنوعة، كما أن التونسيين شعب متفتح ينبذ التطرف و الغلو و هو محب للإعتدال و الوسطية و هؤلاء يقدرون أن النهضة سوف تحصل على نسبة مقبولة من أصوات الناخبين لا تزيد عن 30 بالمئة و بالتالي فليس هناك مبرر للخوف من سيطرة حزب ذو توجه إسلامي على بلاد قامت لتوها بثورة ديمقراطية سلمية و أنهت عقودا من الديكتاتورية؟ راشد الغنوشي: في ظل قانون الإقتراع النسبي الذي يمنح إمتيازات لصالح الأقليات و الأحزاب الصغيرة نرى أن الحصول على نسبة 30 بالمئة ليست نسبة يستهان بها و من يحصل على 30 بالمئة يعتبر صاحب أغلبية، و رغم أن شعبنا ليس منقسما إلى فئات عرقية و لا يعرف المذهبية الطائفية و لا الجهوية فإن الأغلبية منه مسلمة سنية و الإنقسامات الموجودة سطحية و ليست إنقسامات شاقولية عميقة و هو ما جعل البلاد منذ إستقلالها تقوم على حزب كبير و حوله أحزاب صغيرة و هذا الأمر كان مصطنعا في العهد السابق.. ربما هذا ما ستكشف حقيقته الإنتخابات القادمة .. ربما ستكون النهضة كحزب وسط . إن الشعب التونسي في مجمله لن يخرج عن الدائرة التقليدية . و ربما يكون القوة السياسية التي تدور حولها الحياة السياسية الجديدة التي ندافع فيها عن مرحلة حكم إنتقالية يتم فيها بناء المؤسسات الجديدة للدولة الديمقراطية، و نحن حريصون كل الحرص على ان نذهب للإنتخابات و نبني إئتلافا وسطيا كبيرا. و لو نجح ذلك فسنشكل حكومة إئتلاف وطني و نحن نعرف و نقدر تحديات المرحلة الإنتقالية التي نعيشها. النصر: هل تتحالفون مع الأحزاب و القوى السياسية الإسلامية فقط لبناء التكتل الجديد أم تريدون بناء إئتلاف من أحزاب الوسط التقليدية و لو خالفتكم إيديولوجيا ؟ راشد الغنوشي: نحن في حوار و إتصالات مع العديد من الأحزاب و القوى الوطنية و ندخل الإنتخابات على مستويات متعددة من العمل السياسي المشترك. و قد نلتقي مع أيا كان من القوى و هو ليس محصورا في الوسط و اليمين.. نحن في إتصالات مع تيارات وطنية ليبرالية و يسارية و كل من يقبل التعامل معنا بأكثر من صيغة و نرحب بالعمل المشترك لخوض الإنتخابات سواء للفوز بها أو للمشاركة في الحكم القادم . النصر: هل يمكن في هذا السياق المتنوع أن تقدم النهضة بعض التنازلات للقوى السياسية التي تتحالف معها و تعمل بالتشارك فيما بينها لإقامة الحكومة الإنتقالية و ما مدى حجم تلك التنازلات؟ راشد الغنوشي: نعم قدمنا العديد من التنازلات في سياق بناء الإئتلاف الوسطي الكبير. هذا خيار إستراتيجي لحركتنا. و مستعدون لتقديم التنازلات لمن يأتلف معنا . و نقدر أنه ينبغي أن يتأسس هذا الإئتلاف على مقومات و ثوابت هويتنا العربية الإسلامية و مقومات شخصيتنا ، و أن يدافع عن مصالح البلاد، و يستهدف تحقيق مقاصد الثورة في العدل بين العباد و بين الجهات في البلاد.. و كل من يتفق معنا في هذه المقاصد سندعمه،، و يمكن أن نتنازل له عن بعض مكاسبنا و ما لنا من شعبية. النصر: ما حقيقة الأقاويل المترددة عقب تصريحات وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي من أن الجيش التونسي يعتزم التدخل للإستيلاء على الحكم في حالة فوز حركة النهضة بالأغلبية المطلقة من مناصب الحكم بعد الإنتخابات المقبلة، و قد تم عزله و هناك محاولات لرفع الحصانة عنه مما أعطى بعض المصداقية لما قال، و هو من موقعه كوزير للداخلية لم يكن ينطق من فراغ حسب متابعين لتطورات القضية ما تعليقكم ؟ راشد الغنوشي: القاضي فرحات الراجحي رجل نزيه محترم ، و له خصال حميدة معروف بها، و له في أيام قليلة تولى خلالها شؤون وزارة الداخلية أفعال تحسب له ، و قد قام بالإشراف على حل جهاز الإستبداد و الفساد السابق .. و تصريحاته أخذت منه دون علمه بأنها ستنشر بهذه الصيغة و قد قال أنها لن تزيد عن كونها تخمينات و إحتمالات ..لقد ناقش فيها سيناريو ما حدث في الجزائر.. و قد أكد الراجحي أن ما قال كان مجرد تحليلات و لا مجال للسيناريو الجزائري في حالة فوز حزب إسلامي في تونس بالحكم.. الجيش نفى ما قاله الراجحي على لسان وزير الدفاع الذي قال أن كلام الراجحي لا صحة له، لأن الجيش دافع عن الثورة .. نحن نقدر للجيش دوره و حمايته للثورة ،فقاطعته - هناك من يقول أن الجيش صنع الثورة - فرد الغنوشي بثقة.. لا.إن الجيش حمى الثورة و جنب التونسيين ثمنا باهضا من الدماء و الدموع و الآلام . الثورة صنعها الشعب و حماها الجيش و لا نظن هذا الظن بجيشنا الوطني الذي نتوقع منه مواصلة حماية هذه الثورة التي كان عنصرا أساسيا في نجاحها. مشاورات بوتفليقة تمثل ثورة داخل النظام النصر: هناك العديد من التجارب العديدة المطروحة على الساحة العربية و الإسلامية للأخذ بها في مرحلة ما بعد الثورة الشعبية، لكن لم تتضح حتى الآن معالم ما بعد الثورات العربية و ما هي النماذج التي ترونها مناسبة لتحقيق حلم الربيع العربي؟ راشد الغنوشي: نعم تتشابه الثورات العربية في طريقة تنفيذها. و قدمت تونس وصفة مغرية من ناحية تكلفتها البسيطة و القليلة . و صارت مثالا يحتذى به و ذلك لتشابه وضعيات و حالات الشعوب العربية المطالبة بالعدالة و الحرية و الديمقراطية و الوحدة فيما بينها،، كحالتنا نحن في منطقة المغرب العربي.. و رغم تشابه الوضعيات فالنمطية غير مقبولة و ليس هناك نمط وحيد جاهز للإستعمال يمكن إستخدامه في إحداث ثورة تغيير. بينت تجارب الآخرين أنها صالحة فقط لأخذ العبرة..و بينت تجربة الثورة التونسية أن تنظيم القاعدة هو الخاسر الأكبر من ثورات الربيع العربي و ليس بن علي و لا مبارك. وأثبتت الثورات العربية أن النهج التغييري العنيف المسلح لا يؤدي إلى شيء بل يزيد من معاناة الناس فقط و هي طريقة لم تأت إلا بالكوارث. القاعدة و المنهج العنيف ككل تمثل إجابة خاطئة عن مشكل صحيح.. فهناك المهانة و الذل و غياب الحريات و الحقوق الأساسية للمواطن العربي و غياب الكرامة و الإجابة التي قدمتها القاعدة كانت كمن قال: داوني بالتي كانت هي الداء.. و هو ما جعل النهج الإسلامي الخاطىء يفتح أبواب دول إسلامية كثيرة أمام القوى و الدول الغربية بدعوى مكافحة الإرهاب و محاربة التطرف الديني و العنف الذي تنتجه القاعدة. يمكن للتغيير الجديد أن يتم من خلال التغيير السلمي بتغيير النظام من الداخل و هو ما قام به الرئيس بوتفليقة الذي أعلن عن إصلاحات دستورية و تغييرات عميقة . و إن نجح ذلك فستكون الجزائر قد نجحت في تحقيق أهداف الثورة من الداخل و دون مزيد من المتاعب.أو كما يحدث في الأنظمة الملكية كأن يقوم النظام الحاكم بتغيير الملكية المطلقة إلى ملكية دستورية و يعلن عن إصلاحات و سن قوانين لصيانة و حماية و ترسيخ الحريات،، و بالتالي فلا حاجة للقيام بأفعال عنيفة لفرض التغيير بالقوة و لا لفتح أبواب البلاد أمام أعدائها،، لأن أبناءها فشلوا في التوافق بينهم حول طريقة مثلى للحكم . وليس كل ثورة تنجح ..فهناك مقابل كل ثورة ناجحة عشرات الثورات الفاشلة. النصر: النموذج التركي يمثل الطريقة الأقرب لتحقيق التطلعات الديمقراطية لدى الشعوب العربية المطالبة بالحرية هل ترون إستنساخ التجربة التركية ممكنا في محاولة لرسم آفاق الغد العربي؟ راشد الغنوشي: نعم لقد وفرت الدولة التركية ما لم توفره الأنظمة العربية لشعوبها طيلة عقود طويلة من الحكم بشتى المسميات. فقد وفرت تركيا و لا أقصد تركيا الحالية التي يحكمها حزب العدالة و التنمية بزعامة رجب طيب أردوغان بل تركيا الدولة العلمانية الحديثة التي قامت على الشراكة بين الجيش و المدنيين..كل طرف في المعادلة السياسية يلعب دوره بينما هناك دولة قانون و السيادة للشعب الذي يختار من يحكمه بطريقة حرة و شفافة و نزيهة. داخل تركيا العلمانية تحقق التداول على السلطة و ذلك ما لم يكن متوفرا في البلدان العربية التي تتقاسمها الملكيات المطلقة و الجمهوريات الوراثية. النظام التركي الحالي بنى دولة حديثة فيها الديمقراطية النسبية. النموذج التركي لا يمكن أن نستنسخه في العالم العربي و لا يمكن اعتباره قابلا للتصدير في عالمنا العربي لأن الوضع مختلف.. فالحركة الإسلامية مرت بعدة مراحل و تم منع العديد من الأحزاب الإسلامية التي أنشاها نجم الدين أربكان ولكن النظام التركي كان مرنا و في كل مرة كان يتم منع حزب إسلامي كان يولد حزب جديد بإسم مختلف و يأخذ نفس مكان الحزب الممنوع..هذا ليس ممكنا في العالم العربي الذي طبيعة السلطة فيه مطلقة، و هل يمكن أن تقوم الأنظمة العربية التي تريد التغيير من الداخل بجراحات كبرى على تركيبتها و من داخلها مثلما فعل النظام العلماني في تركيا الذي وفر مساحة كافية للتداول على السلطة و للحريات الدينية ؟. أو مثلما فعل النظام الإسباني الذي قام بجراحات كبرى حتى صار ديمقراطيا. نتمنى أن تدفع الثورات الشعبية الأنظمة العربية إلى أكثر فهم للمتغيرات و تقوم بالتغييرات المطلوبة. كل الدول طردتني ولم تستقبلني سوى الجزائر و قطر النصر: يتهمكم البعض بالحصول على تمويلات خارجية من عدة دول كالسعودية و إيران ما تعليقكم؟ راشد الغنوشي: لا.. ليس صحيحا. لقد منعت السعودية دخولي أراضيها وأنا بلباس الإحرام.. و عدت و حيدا في الطائرة التي نقلتني إلى البقاع المقدسة،تم ذلك فقط من أجل ارضاء بن علي ..و كذلك فعلت إيران التي منعتني مرة من المشاركة في ملتقى علماء المسلمين لأنها لم تكن تريد إغضاب نظام بن علي.. و الحقيقة أنني عشت مطاردا في كل العالم العربي من مشرقه إلى مغربه ..لكن أحفظ ذكرى طيبة من الجزائر التي مررت بها مع بداية رحلة المنفى التي عشتها طوال 23 سنة..حيث عاملني إخواني الجزائريين بكرم و لطافة لا زلت أحفظها لهم..و للحقيقة أيضا فقطر هي الدولة الوحيدة التي لم أواجه فيها مضايقات حين كنت مطاردا من جميع الذين لا يريدون إزعاج بن علي بإستضافة الغنوشي حتى إستقر بي المقام في بريطانيا.