مواكب و هتافات الناجحين في البكالوريا تُلهب شوارع قسنطينة ألهب أول أمس الناجحون في شهادة البكالوريا شوارع قسنطينة بأبواق السيارات التي كانوا يقودونها و الموسيقى الصاخبة، و هتافاتهم العالية التي عمت المدينة ، تعبيرا عن فرحتهم بنيل تأشيرة الدخول إلى الجامعة و قطف ثمرة سنة كاملة من الاجتهاد و المثابرة، مشكلين مشهدا احتفاليا ضخما، وسط حضور قوي للفتيات اللائي اخترن بدورهن التعبير عن فرحتهن، بالمشاركة في الموكب الاحتفالي في الشارع. بعد الإعلان عن نتائج البكالوريا في حوالي الساعة الثانية بعد ظهر أول أمس، ركب جل الناجحين سيارات أوليائهم و خرجوا للشارع للتعبير عن فرحتهم، رغم حرارة الطقس، فجلسوا فوق نوافذ السيارات و شرعوا في الهتاف و الصراخ بشكل هستيري و هم يلوحون بقمصانهم ، طالقين العنان لأبواق السيارات التي عجت بها وسط مدينة قسنطينة و كذا بلدية الخروب و بعض البلديات المجاورة، و استمرت الاحتفالات إلى غاية منتصف الليل، حيث تضاعف بشكل كبير عدد المحتفلين و تجمعوا وسط مدينة قسنطينة و اختاروا بعض جسورها المعلقة خاصة جسرها العملاق ، نظرا لكبره و اتساعه للتوقف و النزول للرقص على وقع الموسيقى الصاخبة المنبعثة من سياراتهم، و كذا التقاط صور تذكارية و تسجيل فيديوهات مباشرة لتشاركها مع أصدقائهم على مواقع التواصل الاجتماعي بتقنية البث المباشر. ما ميز مواكب الاحتفالات بالبكالوريا هذه السنة، الحضور القوي و الملفت للفتيات، اللائي اخترن بدورهن الاحتفال بنجاحهن بامتطاء سيارات أوليائهن و الهتاف و ترديد كلمات الأغاني المنبعثة من السيارات ، و قلدن الشبان بالجلوس على نوافذ السيارات للتعبير عن فرحتهن. الاحتفالية تسببت في عرقلة كبيرة لحركة المرور ليلا ، كما كادت السياقة المتهورة لبعض الشباب المحتفل، أن تتسبب في حادث مأساوي و تحويل الفرحة إلى مأتم، حيث وقع حادث مرور على مستوى حي الزيادية بقسنطينة تسبب في انقلاب سيارة على الرصيف بسبب السرعة المفرطة، كما أكد شهود عيان، و لحس الحظ لم يخلف الحادث خسائر بشرية. و تعتبر هذه الظاهرة التي ظهرت في السنوات الأخيرة دخيلة على المجتمع الجزائري ، حيث بدأت في العاصمة بشكل محتشم، لتمتد إلى بعض الولايات الداخلية في مقدمتها ولاية قسنطينة، لتصبح احتفالية ضخمة و أحد أهم طقوس الفرحة بالنجاح في البكالوريا، حيث لم تعد العائلات تكتفي بالزغاريد و إعداد «القرصة» أو «البغرير» أو «الشخشوخة» أو شراء الحلويات، لحظة الإعلان عن النتائج، و إنما بتجمع أفراد العائلة و إعداد ولائم و إطلاق البارود و الألعاب النارية يوم الإعلان عن النتيجة، ليتم بعدها تحضير وليمة أكبر في قاعة للأفراح، في حالات كثيرة، لتصبح شأنها شأن الأعراس.