أطلق سهرة أول أمس المنتخب الليبي المحلي رصاصة الرحمة على منتخبنا الوطني في ملعب الطيب المهيري بمدنية صفاقس التونسية، في مباراة طبق الأصل لموقعة قسنطينة، كرست تفوق الأخضر الليبي من كافة الجوانب على الخضر، الذين عجزوا عن ضمان ثاني حضور في نهائيات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين. ولئن كانت الخسارة من أبجديات كرة القدم، و نتيجة حتمية في وجود منافس أقوى، إلا أن إقصاء منتخبنا الوطني في تحقيق هدف بلوغ «الشان»، بعد فشله في تحقيق فوز على مدار مقابلتين و أمام منتخب يفتقد لاعبوه إلى المنافسة، و يستقبل ضيوفه في بلد مجاور و على أرضية ملعب محايد، يعد ضربة موجعة للكرة الجزائرية عموما و للمدافعين عن خيار اللاعب المحلي خصوصا، على اعتبار أن مواجهتي المنتخب الليبي أسقطتا ورقة التوت وكشفتا المستور، فالمنتخب الوطني افتقد في صفاقس كما في قسنطينة إلى عامل المقاومة و تلاشت قواه بمجرد لعب شوط واحد، لخواء المخزون البدني لرفقاء بن دبكة، الذين باشروا التحضيرات بإقامة تربص مغلق بمركز سيدي موسى منذ نهاية شهر جويلية الفارط، و الغريب في ما حدث للمحليين على مدار أسبوع واحد، أن الخلل لم يقتصر على تدني مستوى اللاعبين، وامتد إلى الجهاز الفني بعجز الناخب الوطني لوكاس ألكاراز عن إيجاد التوليفة المناسبة لتشكيل فريق يضمن حضور المنتوج المحلي في العرس الكروي القاري، بعد أن أثبت التقني الإسباني عدم معرفته الجيدة باللاعبين الذين شكلوا الكتيبة التي راهن عليها، و دافع عن أفرادها في الندوة الصحفية التي أعقبت إعلانه عن القائمة، بدليل التغييرات الكثيرة التي أحدثها على التشكيلة التي خاضت اللقاء الأول، و فشله في الاستثمار بشكل جيد في قراءة المنافس و أسلوب لعبه، رغم تمكنه من جمع كم هائل من المعطيات الفنية و التكتيكية خلال موقعة حملاوي، و الغريب أن ألكاراز حاول تهدئة « الخواطر» و امتصاص غضب الجماهير بعد إقصاء الخضر، بالتأكيد خلال الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة أول أمس أنه رغم الإقصاء إلا أن الجزائر كسبت منتخبا شابا، سيقول كلمته في المستقبل، بقوله :» لست راضيا عن النتيجة، و لكني راض عن مردود اللاعبين و أدائهم، و أقول أننا نمتلك فريقا شابا سيقول كلمته في المستقبل»، والأغرب أنه أعجب كثيرا بأداء بعض اللاعبين، ما يسمح لهم – حسبه- بحمل قميص المنتخب الأول في المباريات القادمة! و بعد فشل المنتخب المحلي في ضمان التأهل إلى «الشان»، تبقى الكرة في معسكر المنتخب الأول، المطالب بإنعاش حظوظ الكرة الجزائرية في التأهل لثالث مرة على التوالي إلى المونديال، من خلال تحقيق الانتصار و لا شيء سواه في لقائي زامبيا يوم الثاني من سبتمبر في لوزاكا والخامس من نفس الشهر بقسنطينة، برسم الجولتين الثالثة و الرابعة من تصفيات مونديال روسيا 2018، و كذا ضرورة تجاوز قطبي العاصمة الاتحاد و المولودية لعقبة الدور ربع النهائي من منافستي رابطة الأبطال و كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، لتلميع صورة كرتنا، و تفادي خيبة أمل تصيب الجماهير الجزائرية التي أثبتت في مباراة الذهاب بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، أنها لم تفقد الأمل و تبقى دوما جاهزة لأداء دور اللاعب الثاني عشر لدفع اللاعبين إلى تحقيق الانتصارات و بلوغ الأهداف المنشودة.