إدانة طالب فلسطيني بأربع سنوات سجنا بتهمة حيازة الزئبق أدانت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء باتنة شابا فلسطينيا يدعى (غ ا) 28سنة بالسجن النافذ لأربع سنوات بتهمة جناية حيازة وتسليم مادة كيميائية محظورة تتمثل في الزئبق تدخل في تركيب المتفجرات بالإضافة لجنحة الإقامة غير الشرعية، كما سلطت ذات المحكمة ذات العقوبة ضد متهم آخر في القضية من جنسية جزائرية يدعى (س- ف)29 سنة وهذا بعد إدانته بالتهمة نفسها وكان متهم آخر يدعى (ع ص)32 سنة قد أدين أيضا بعقوبة عام حبسا بجنحة عدم الإبلاغ. حيثيات القضية تعود بتاريخها إلى السادس والعشرين من شهر ماي 2010 حيث توصلت تحقيقات أمنية لمصالح الأمن بباتنة إلى ضبط أنبوبين زجاجيين بهما مادة سائلة عبارة من معدن الزئبق يقدر وزنهما بحوالي 300 غرام داخل مسكن عون الأمن الجامعي المسمى (ع ص) الكائن بالمدينة الجديدة حملة وهو البيت الذي استأجره الطالب الفلسطيني (غ ا) من والد صديقه عون الأمن بمبلغ 4000 آلاف دينار جزائري شهريا حيث تم ضبطهما مع بعضهما داخل المسكن بالإضافة لكمية الزئبق المكتشفة، ولدى سماع الطالب الفلسطيني على محضر استجواب اعترف بحيازته لمادة الزئبق التي يصنع منها صواعق الصواريخ وجاء في تصريحاته آنذاك بأنه دخل إلى الجزائر في شهر ديسمبر من سنة 2003 بشكل شرعي لمواصلة دراسته الجامعية بجامعة باتنة بعدما استفاد من منحة جامعية وقد واصل دراسته إلى غاية نيله لشهادة الليسانس من معهد الحقوق حيث تخرج في سنة 2009 لكنه ظل ماكثا في الجزائر يتلقى مصاريف معاشه من والده المقيم بغزة بفلسطين ، وأكد في تصريحاته على أنه بقي في الجزائر يتحين الفرصة لتجديد جواز سفره لينقل معه مادة الزئبق لفلسطين خصوصا بعد أن ألح عليه أصدقاؤه هناك على العودة بهذه المادة التي لم يكن يعلم في بادئ الأمر أنها تستخدم في صناعة المتفجرات قبل أن يخطره بذلك أصدقاؤه بفلسطين عبر شبكة الانترنت وأضاف بأنه كان يستعمل مصطلح الماء (الميه) للدلالة على الزئبق حتى لا ينكشف أمرهم . المتهم الفلسطيني قال بأنه حاز على الزئبق من المتهم (ف س) الذي تعرف عليه عن طريق المدعو ( ب ع) الذي كان يعمل في محل أدوات منزلية مجاور للمسكن الذي كان يقطن فيه بطريق قسنطينة في صيف 2008 قبل أن يستأجر مسكنه الجديد بحملة-01- وبحكم وجود علاقة صداقة تربطهما قال المتهم الفلسطيني بأنه حدث ذات يوم أن سأله صديقه ( س ف) عن سبب قلقه وانزعاجه فأخبره بأن ذلك يرجع للحرب التي يعيشها قطاع غزة أين تقطن عائلته وأهله وأضاف بأنه بعد ذلك قال له صديقه (س ف) على أنه سيحضر له شيئا يسعده لكنه لم يستفسر عنه وبعد مضي ثلاثة أيام اتصل به هاتفيا وطلب ملاقاته بجامعة الحاج لخضر فذهب إليه مباشرة وهناك التقيا خارج الجامعة وناوله زجاجة بها سائل أبيض وطلب منه تناول محتواها بعد إضافة الماء إليها فأخذها معه إلى البيت واكتشف هناك بأن المادة هي سائل الزئبق ليتصل بصديق له عن طريق الانترنت وكشف له محتوى الزجاجة بواسطة الكاميرا فأخبره صديقه بخطورة ما بحوزته وأعلمه بأن المادة يصنع منها صواعق الصواريخ ،وهذا ما جعله يعيدها للمدعو (ب ع) بطلب من المتهم (س ف) لكنه عاد ليتراجع عن رأيه بعد طلب منه أصدقاؤه بفلسطين باسترجاعها نظرا لأهميتها وغلاء ثمنها فاستعادة الأنبوبين بعد حوالي ثلاثة أيام وبقي محتفظا بها مدة عامين إلى غاية أن ضبط بها من طرف مصالح الأمن. المتهم عون الوقاية والأمن الجامعي (ع ص) صرح بأنه يعرف الطالب الفلسطيني بحكم عمله داخل الجامعة وتوطدت العلاقة بينهما وأصبح يقطن معه في المسكن الذي استأجره له والده واكتشف بدوره مادة الزئبق داخل خزانة المتهم الفلسطيني وقال بأن هذا الأخير اعترف له بنيته في محاولة إخراجه للزئبق نحو بلده منكرا حيازته له ،أما المدعو (ب ع) فاعترف بتسلمه لقنينة ملفوفة في جريدة والجريدة ملفوفة داخل كيس من طرف (غ ا) الذي طلب منه تسليمها ل( س ف) لكنه أكد بأنه لم يكن على دراية بمحتواها . من جهته المتهم (س ف) قال بأنه حصل على مادة الزئبق من عيادة طبيبة الأسنان بمستشفى مروانة عندما قام بأشغال طلاء هناك نافيا علمه بطبيعتها ،في حين أنكر مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بمروانة وجود هذه المادة في المستشفى باعتبارها غير مستعملة في العلاج الطبي وهو ما أكدته طبية الأسنان العاملة بالعيادة . ياسين عبوبو