تبردقة قلعة طبيعية معلقة بيوتها تعانق جبال تيزقرارين لا تزال قرية تبردقة، الواقعة ببلدية ششار، على بعد 4 كلم جنوب ولاية خنشلة، أو بوابة صحراء النمامشة، أو الحديقة المعلقة، تضم آثارا شاهدة على تاريخ و حضارة المنطقة، فبيوتها القديمة و شرفاتها المتواجدة وسط غابات النخيل و بساتين التين والرمان، تجعلها معشوقة الزائرين والولوعين بهندستها الربانية التي تشبه شكل قلعة أو كاتدرائية فنية، تتجذر فيها عادات و تقاليد سكانها من الأمازيغ القدماء. الزائر أو المسافر الذي يجتاز طريق تبردقة، سيكتشف لوحات طبيعية، و مناظر رائعة تحيط بالقرية من كل ناحية، من أشجار باسقة و كثيفة و مياه منسابة في المنحدرات تتراءى له و كأنها قلادة على صدر حسناء. الصور تجذب الزائر من بعيد أو لدى اجتيازه الطريق نحو واحات النخيل و بساتين التين والرمان والزيتون التي تضفي باخضرارها ، جمالا على قرى الزاوية، العامرة، الوندورة، وصولا إلى قرية سيار. بوابة الصحراء المتأمل لبنايات تبردقة تزداد رغبته في الولوج أكثر في عمق تاريخ المنطقة التي تضم آثارا تعود إلى مئات السنين، تكشف عن نمط عمراني قديم، يعتمد على صقل الحجارة أو على قطع خام بشكلها الطبيعي . كما أن آثار المسجد القديم الذي لا تزال منارته وجدرانه الخارجية بادية للعيان كشواهد على هذا النمط العمراني الذي يعود تاريخه إلى قرون خلت، تدل على عبقرية الرجال الذين شيدوه. وبالإضافة إلى الحصانة الطبيعية التي يمنحها لها موقعها على صخرة عتيدة ، فإن الدخول إلى القرية كان يتم عبر أربعة أبواب تغلق لدى حلول الظلام، حسب ما يؤكده أحد العارفين بتاريخ المنطقة، التي تعرضت إلى إهمال و طمس، أرجعه إلى سعي الإدارة الاستعمارية إلى محو كل الآثار المتعلقة بالحضارتين الأمازيغية و الإسلامية، مما دفع بمسؤولي مديرية الثقافة الى إعداد ملف تقني حول المنطقة وتحويله إلى وزارة الثقافة، قصد تصنيف هذه القرية. ويوجد بقرية تبردقة ضريح الولي الصالح سيدي راشد وهو نفس ولي قسنطينة الذي تشهد كتابة على أحد الصخور، بأنه توفي في سنة 1915 ويوجد ضريحه بالقرب من منبع عين الحمام، والولي الثاني يعرف ب دادا بلقاسم يوسف، و قد دفن في القرية القديمة. كما تزخر تبردقة بآثارها التاريخية مثل جبال تيزقرارين، مغارة الرومان، البيوت المعلقة، الينابيع الباردة، إلى غير ذلك من المواقع الأثرية والسياحية التي تجعل المنطقة قبلة الزوار.ويعتمد سكان تبردقة في حياتهم اليومية على زراعة الأشجار المثمرة التي تشتهر بها المنطقة، كالتين والمشمش و الرمان والزيتون وبعض الخضروات و تربية النحل، و يتميز عسل المنطقة بجودة و سمعة كبيرة في الأسواق الوطنية.