معاناة حقيقية تحملها على كتفها أم لثلاثة أبناء معاقين حركيا، تقطن ببلدية سيدي بوبكر على بعد 35 كلم عن مقر عاصمة ولاية سعيدة، فإذا كانت بعض العائلات بسعيدة تعاني من إصابة أحد أفرادها بإعاقة حركية، فالمعاناة بالنسبة لعائلة بختاوي التي زارتها "الشروق" أكبر بكثير. البداية كانت عند محاولتنا الاستفسار عن ثلاث حالات إصابة بالإعاقة الحركية من طرف أم المعاقين السيدة عينونة التي لم تجد ما تقوله في مثل حالتها المتعبة من هموم أبنائها المعاقين ولم تجد يد العون في تغطية تكاليف رعايتهم، خاصة بعد وفاة زوجها في حادث سقوطه من شجرة حين كان يجمع الحطب. الأرملة عينونة تعمل في إطار الشبكة الاجتماعية كمنظفة ببريد الجزائر ببلدية سيدي بوبكر تتقاضى منحة متواضعة تراها أم المعاقين لا تكفي حتى لشراء الحفاظات لمراد المقعد على الفراش البالغ من العمر 27 سنة، والذي وُلد ولادة طبيعية، وعايش فترة الصبا، فكان يلعب ويركض مع أقرانه بحي الزيتون المهمَل بذات البلدية كان حلمه أن يصبح إطارا، لكن تشاء الأقدار أن مراد عندما بلغ السن الخامسة بدأت رجلاه تتثاقلان على جسده النحيف وامتد ذات الثقل إلى ذراعيه، فلم يقدر على التحرك في غياب كرسي متحرك وفي كل مرة تزداد حالته سوءا في ظل معاناة رب العائلة الذي لم يقدر على فعل شيء لابنه من جراء الفقر الذي عاشه الوالد قبل وفاته تاركا وراءه متاعب إضافية لزوجته التي هي الأخرى عانت في بلدة أعطت ظهرها لمثل هؤلاء تبحث عن محسنين لمساعدتها في علاج فلذات أكبادها التعساء. وليت الأمر وقف عند الابن الأكبر مراد بحيث ازدادت مأساة الأم الأرملة بعد إصابة مراد بهذا الداء فكانت شقيقته فاطمة التي توقفت عن الدراسة في السنة الخامسة بعد أن قفز ذات الداء الخبيث لفاطمة وهي اليوم تبلغ من العمر 20 سنة رفضت تصويرها، كشفت عن حلم يراودها وهو أن تُشفى وتعود إلى الدارسة على الأقل أن تعود إلى المشي بدلا من الزحف على الأرض وتساعد أمها التي لا حول ولا قوة لها. صورة مؤثرة وقفنا عليها ونحن أمام هذا المشهد لعائلة زاد همها، البنت كلثوم، 15 سنة، تحمل نفس مرض مراد وفاطمة، وخوف الأم عينونة أن يصل مرض أبنائها الثلاثة إلى الأصغر طاهر (الذي يحمل اسم والده) بعد وفاته، ولا تعرف ذات الأم المغلوب على أمرها مصير أولادها وهي على علم بمصاريف علاج أبنائها من طرف الأطباء المختصين، وبقيت مكتوفة الأيدي في غياب أدنى مساعدة من الجهات الرسمية، زارها والي ولاية سعيدة في شهر رمضان وتأثر من هول ما وقف عليه على حالة العائلة مطالبا من يعنيهم الأمر الوقوف بجانب هذه العائلة، ولكن تقول الأم أنها لا زالت تنتظر المساعدة من يوم إلى آخر، لتستنجد بالمحسنين فعلى الراغب في مساعدتها الاتصال بالرقم 0798954097 وأجر الجميع على الله.