لوبان يعترف بتعذيب الجزائريين خلال الثورة التحريرية اعترف مؤسس حزب الجبهة الوطنية بفرنسا، جون ماري لوبان، بارتكاب جيش بلاده عمليات تعذيب ضد الجزائريين خلال حرب التحرير، و ذلك في مذكرات يتوقع أن تنشر قريبا، و دافع فيها الكاتب عن الجرائم التي اقترفها المستعمر. و نقلت صحف فرنسية بعض المقتطفات من مذكرات الزعيم السابق للحزب اليميني المتطرف، و التي ينتظر أن تنشر يوم 28 فيفري المقبل، و قد تضمنت إحدى فقراتها ما كتبه لوبان عن الثورة الجزائرية من اعترافات صادمة حول عمليات تعذيب، يدّعي أنها تمت بأقل قدر من العنف و يبررها، بجرأته المعهودة، بأنها كانت ضرورية لاستنطاق الجزائريين. و في جزء من مذكراته قال لوبان «من الجيد تحديد الكلمة.. ما هو التعذيب؟ أين يبدأ و أين ينتهي؟ هل يعدّ ليّ الذراع و إدخال رأس أحدهم في دلو من الماء تعذيبا؟»، و أضاف "الجيش الفرنسي قدم حينها من الهند الصينية و هناك شاهد عنفا فظيعا يفوق الخيال»، ثم راح يبرر الأفعال الوحشية للاستعمار قائلا «نعم قام الجيش الفرنسي بذلك للحصول على معلومات خلال حرب الجزائر، لكن الوسائل التي استعملها كانت بأقل عنف ممكن.. تمثلت في الضرب و استعمال المولد جيجان (التعذيب بالكهرباء)، وضع الرؤوس في أحواض الماء، لكن دون بتر الأعضاء، فلا شيء مسّ بالسلامة الجسدية". و معروف عن مؤسس الحزب اليميني المتطرف، عداؤه للجزائريين و تمجيده لعمليات التعذيب التي راحوا ضحية لها خلال الاستعمار، حيث سبق للصحافة الفرنسية، حسبما نقلته أمس جريدة "لوموند"، أن نشرت خلال العقود الماضية شهادات لضحايا تعرضوا إلى عمليات تعذيب داخل المنازل شارك فيها، و بينها شهادة جزائري تم التنكيل بوالده قرب زوجته و أبنائه الستة. و من المنتظر أن يحدث صدور المذكرات خلال الأيام القادمة، جدلا كبيرا في فرنسا، خاصة أن المقتطفات القليلة التي سُرِّبت منها، تضمنت انتقادات من الكاتب لابنته مارين لوبان التي تتزعم اليوم الحزب الذي أسسه، حيث قال في أحد أجزاء الكتاب إنه "يشفق عليها".