بعد تجميد مشروع المنقب العميق

150 ألف نخلة عرضة للموت بأولاد جلال في بسكرة
كشف رئيس بلدية أولاد جلال غرب بسكرة، عن تجميد المشروع الخاص بإنجاز بئر عميقة بمنطقة فيض الحبال، مخصصة لتدعيم عملية السقي الفلاحي، و موجهة تحديدا لغابات النخيل.مشيرا إلى أن مشروع المنقب محل التجميد ظل يراوح مكانه منذ مدة طويلة رغم أهميته في المجال الزراعي بالمنطقة، حيث كان مئات الفلاحين يعلقون آمالا عريضة عليه لإنقاذ غابات النخيل.
حيث تتعرض قرابة 150 ألف نخلة مثمرة لخطر الموت، بعد أن كانت تعتمد مباشرة على المخزون الجوفي القريب من سطح الأرض، لكن مع النقص المسجل في التساقطات المطرية، و فترة الجفاف التي تشهدها المنطقة منذ أزيد من 4 سنوات متتالية، نضبت معظم الآبار، و سجل جفاف شبه تام للسواقي بسبب قلة تدفق مياه وادي جدي، زيادة على ذلك عدم المراقبة و التحكم الجيد في صرف المياه باتجاه الأراضي الزراعية المجاورة.
و في هذا السياق، تحولت الكثير من الغابات إلى ساحات لجذوع النخيل، و ذلك تحت تأثير العطش الشديد بعد عدم سقي بعضها منذ أكثر من 3 سنوات متتالية، رغم الاستنجاد بمياه بعض الآبار المنجزة بطريقة تقليدية.
و أكد بعض المتضررين من الأزمة، على أن أحلامهم وأدها الجفاف، و ضاعت الأماني الكبيرة في الحفاظ على ثروتهم الغابية التي تنتج آلاف الأطنان من مختلف أنواع التمور، خاصة صنف دقلة نور ذات الجودة العالمية. و أمام معضلة غياب مياه السقي المطروحة بحدة، و التي لا تخص منطقة معينة لوحدهما، و لكنها مشكلة عويصة تأثرت بها جميع الجهات بما في ذلك الواقعة على امتداد الضفتين الجنوبية و الشمالية لوادي جدي، و كذا مناطق السباعي، و السرجان، و عين بلقبايلية، و عين قريمو، و بن حبشي، و عين الطلبة، و عين خضراوي، و الخوانة، و غيرهم . فقد دق مالكو النخيل و العاملون في مجال زراعتها ناقوس الخطر، من أجل الإسراع في اتخاذ جملة من الإجراءات المستعجلة بغية المحافظة على ثروة النخيل بالمنطقة. و بحسب عشرات المتضررين في اتصالهم بالنصر، فإن الإجراءات الكفيلة بحماية آلاف النخيل، تتمثل في رفع التجميد عن المشروع المذكور، و كذا ترميم الآبار القديمة، و تقديم تسهيلات للفلاحين من أجل حفر آبار جديدة، و القيام بحملة لردم الآبار غير المستغلة، في المقابل إنجاز سدود سطحية، و أخرى باطنية، خصوصا في المناطق التي تغذي وادي جدي و الآبار الفلاحية بالمنطقة. هذا زيادة على إنجاز مناقب جديدة بمنطقتي العسل، و رأس ديفل، و ذلك بهدف تخليصهم من أزمة العطش و تأثيراتها السلبية على القطاع الزراعي عامة.