أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، أمس الاثنين، حكما بالسجن النافذ لمدة 10 سنوات، في حق رعية فيتنامي يعمل بإحدى ورشات البناء بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، اتهم بالقتل العمدي في حق زميله من نفس الجنسية، بعد خلاف انتهى بطعنة قاتلة. و دارت أحداث القضية يوم 2 أوت من سنة 2016، حوالي الساعة الواحدة زوالا، على مستوى قاعدة الحياة التي يقطنها رعايا أجانب من جنسية فيتنامية يعملون بمشروع 1000 سكن ترقوي مدعم، بالوحدة الجوارية 20 بالمدينة الجديدة علي منجلي، حيث قام أحد الرعايا الفيتناميين المسمى «تران فان» يومها، بطعن زميله من نفس الجنسية عن طريق سكين في الصدر فأرداه قتيلا، على اثر خلاف بينهما. و بناء على تحقيقات مصالح الدرك الوطني و تصريحات المتهم و الشهود، تبين أن الجريمة تعود إلى قيام المتهم بشراء هاتف نقال من عند أحد زملائه المدعو «لوك» قبل شهر من الحادثة، و تبين أن الهاتف لا يعمل بشكل جيد، ليدخلا في شجار تدخل على إثره الضحية، الذي لم يكن معنيا بالأمر، و قام بتوجيه لكمة للمتهم على وجهه، فحمل هذا الأخير سكينا من الحجم الكبير كان بالمكان طوله 30 سنتيمترا، و طعن به الضحية في صدره، فسقط قتيلا في عين المكان، و قد اعترف الجاني الذي تبين أنه يعمل مع مؤسسة البناء المذكورة سالفا منذ سنة 2014، بالتهمة المنسوبة إليه، لدى استجوابه من طرف الضبطية القضائية، و ذلك بحضور مترجم. و خلال جلسة المحاكمة، تم جلب مترجم إلى اللغة الانجليزية من جنسية فيتنامية من سفارة دولة الفيتنام بالجزائر، لتتولى مترجمة جزائرية الترجمة إلى العربية، و قد طالبه القاضي بأداء اليمين القانونية، التي يقسم من خلالها بأنه سيلتزم بالترجمة الصحيحة، غير أن الإشكال تمثل في أنه غير مسلم و لا يحسن اللغة العربية، فطلب منه القاضي أن يقسم بشرفه، ففعل ذلك باللغة الانجليزية. أما المترجمة الجزائرية المعتمدة، فقد استعانت بتطبيق الكتروني على الهاتف النقال، استعملته في ترجمة ما يقوله القاضي و المحامون و ممثل النيابة، بعد أن تعيد نطقه باللغة الفرنسية، فيترجم بشكل آلي إلى اللغة الفيتنامية، قبل أن يعيد المتهم الإجابة بالفيتنامية، ثم يعيد المترجم الفيتنامي ما قاله بالانجليزية، لتقوم المترجمة بدورها بنقل ما قاله إلى الحضور بالعربية، و هو ما أربك الجميع و أثار استغراب الحاضرين. المتهم برر فعلته بأنه كان تحت تأثير مشروب كحولي قوي، يصنع من قبل الفيتناميين بطريقة تقليدية، مؤكدا بأنه لم يكن في نيته قتل زميله، الذي لم يكن في خلاف معه أصلا، لولا تدخله في المناوشة التي دارت مع شخص أخر، و قيامه بالاعتداء عليه بلكمة على الوجه، غير أن القاضي واجهه بنتائج الخبرة التي أثبتت بأنه لم يكن تحت تأثير الكحول، أما ممثل النيابة العامة فطالب بتسليط عقوبة السجن المؤبد في حقه، بتهمة القتل العمدي. ع.م