الجزائر لن تشهد أزمة ماء هذا الصيف كشف وزير الموارد المائية، حسين نسيب، أن إجمالي الاستثمارات في قطاع الموارد المائية منذ بداية الألفية الحالية بلغ 50 مليار دولار، وتحدث عن مشاريع لبناء ثلاث محطات جديدة لتحلية مياه البحر في كل من ولاية الطارف، والجزائر العاصمة و بجاية، كما كشف أنه سيتم لأول مرة استعمال طائرات مسيرة مائية للكشف عن الأوحال داخل السدود ومعالجتها، وطمأن بشأن ضمان التزود بالماء الشروب خلال الصيف القادم. قدم وزير الموارد المائية، حسين نسيب خلال إشرافه أمس على افتتاح الصالون الدولي لتجهيزات وتكنولوجيات وخدمات الماء في طبعته ال 14 بقصر المعارض بالصنوبر البحري شرق العاصمة العديد من المعطيات عن قطاع الموارد المائية الذي يحظى برعاية خاصة من طرف رئيس الجمهورية منذ بداية الألفية الحالية. وقال نسيب في لقاء صحفي عقب افتتاح الصالون أن الدولة استثمرت منذ سنة 2000 إلى اليوم قرابة 50 مليار دولار بعدما أدرك رئيس الجمهورية التحديات الكبرى التي تواجهها البلاد في هذا المجال والدور الحيوي للمياه في التنمية الوطنية، وقد ترجمت هذه الاستثمارات في إنجاز 40 سدا كبيرا، و تحويلات كبرى فضلا عن عمليات الربط بين السدود والصرف الصحي وغيره. كما تم إنجاز 40 محطة لمعالجة المياه المستعملة تتحكم الكوادر العاملة بها اليوم في التكنولوجيات المستعملة بها بنسبة 100 من المائة، وكشف بالمناسبة عن رفع التجميد عن 30 محطة أخرى، ليصل العدد الإجمالي لمحطات معالجة المياه المستعلمة في آفاق 2020 إلى 230 محطة وهو رقم قياسي، هذه المحطات سوف توفر أكثر من 600 مليون متر مكعب من المياه الموجهة للسقي، الشيء الذي سيؤدي لاقتصاد المياه الجوفية والطبيعية. أما بالنسبة لمحطات تحلية مياه البحر فقد تم إنجاز 11 محطة توفر اليوم أكثر 2 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب يوميا، وهناك مشروع لانجاز محطتين في الطارف وزرالدة بالعاصمة، فضلا عن مشروع وافقت عليه الحكومة مؤخرا لإنجاز محطة أخرى بولاية بجاية، ليرتفع بذلك معدل استهلاك المياه المحلاة من 17 إلى 30 من المائة. وبشأن مستوى التساقط هذا الموسم أوضح الوزير أنه قد وصل إلى المعدل السنوي، حيث بلغ في الشمال 700 ملم، وفي الهضاب العليا بين 530 و 400 ملم، و أقل من 100 ملم في الجنوب. أما مستوى امتلاء السدود فقد بلغ 56 من المائة على المستوى الوطني، منها 50 من المائة في الغرب الوسط، و 67 من المائة في الشرق، وقال أن كمية المياه المستهلكة سنويا في الجزائر تبلغ 10.5 مليار متر مكعب نسبة 70 بالمائة منها تذهب للفلاحة وعليه هناك عمل تحسيسي كبير في أوساط الفلاحين من أجل ترشيد استهلاك المياه. وفي نفس السياق كشف نسيب عن إنشاء مجمعات لمكاتب الدراسات الجزائرية الخاصة بالتحويلات الكبرى التي تفوق 1200 كلم، وقال إن الدراسات الخاصة بالتحويلات كانت تقوم بها مكاتب دراسات أجنبية وبكلفة مرتفعة، واليوم تم تجميع مكاتب دراسات وطنية للقيام بهذه المهمة لأول مرة، فضلا عن عقد شراكة مع وزارة الدفاع الوطني في مجال التصوير الخاص بتحديد مسالك التحويلات الكبرى. وبشأن التزود بالماء الشروب في فصل الصيف طمأن الوزير بأن الانقطاع والتذبذب في التزود بهذه المادة الحيوية لن يكون مثل الصيف الماضي، و بأنه تم اتخاذ إجراءات لضمان تزويد منتظم للمواطنين بالماء.