جمع مبلغ 600 مليون لإجراء عملية جراحية في ألمانيا للطفلة مديحة توجهت أول أمس الطفلة مديحة، البالغة من العمر 12 سنة، إلى ألمانيا، بعد جمع تكاليف العملية الجراحية التي تحتاج إليها من أجل إنهاء معاناتها الطويلة من مرض على مستوى جهازها البولي و قدرها 600 مليون سنتيم، من تبرعات المحسنين ، و ذلك في الساعات الأخيرة قبل موعد الرحلة العلاجية. و من المنتظر أن تدخل ابنة جيجل إلى المستشفى، غدا الثلاثاء ، بناء على موعد مسبق مع البروفيسور الذي سيجري لها العملية الجراحية لكي تستطيع التحكم في حاجتها البيولوجية. عملية جمع تكاليف العملية تابعها مكتب النصر بولاية جيجل، بالتنسيق مع جمعيات، و عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، و قد تمت على مراحل، بعد أن كادت العائلة تفقد الأمل في بعض المحطات، إلا أن الإصرار و التحدي، على جمع التبرعات لإنقاذ الطفلة مديحة من جحيم المرض ، جعل المكتب، ينسق في كل مرة مع صفحات فايسبوكية، لإعادة نشر الإعلان، لتتوج العملية، بجمع المبلغ المالي الإجمالي بعد مرور شهرين و نصف تقريبا من السعي و الانتظار. و أوضح والد الطفلة مديحة، بأن الجميع بذلوا جهودا جبارة، و نسقوا يوميا، من أجل جمع تكاليف العلاج لفلذة كبده، مشيرا إلى أن كثرة الإعلانات حول الحالات التي تحتاج لإجراء عمليات استعجالية ، أخر العملية ، لكن شاء القدر أن يتم التبرع بالمبالغ المتبقية قبل ساعات من موعد السفر إلى ألمانيا . وذكر المتحدث بأنه كان سيلجأ لاقتراض المبلغ المالي، لو لم يتم جمعه، لأن إنقاذ ابنته من معاناتها الطويلة لكي تتمكن أن تعيش كباقي أقرانها، جعله يبذل قصارى جهده هو زوجته و عائلته، و الأشخاص الذين ساعدوه من أجل جمع تكاليف العملية. و يتوجه والد مديحة بالشكر لله عز وجل و الجمعيات و المحسنين الذين ساعدوه في جمع المبلغ المالي، مؤكدا بأن مكتب النصر بجيجل، بعد نشره لنداء الاستغاثة الذي وجهه للسلطات و المحسنين لم تنته مهمته، بل ظل يتابع عملية جمع التبرعات يوميا و ينسق مع صفحات فايسبوكية لنشر النداء ، و ذلك ساعده كثيرا. تجدر الإشارة إلى أن الطفلة مديحة التي تدرس في السنة الثانية متوسط، فقدت القدرة على التحكم في جهازها البولي، مند أن أجرت عملية في مستشفى باب الواد بالعاصمة سنة 2013 ، جراء إصابتها بمرض سبينا بيفيدا، و كانت العملية ناجحة، لكن هذا المرض يؤثر على الجهاز العصبي، فتسبب لها في إعاقة حركية جزئية بقدمها، و حالة مرضية مستعصية ، فقد أصبحت لا تستطيع التحكم في جهازها البولي، و أصبحت تصرف حاجتها البيولوجية دون تحكم، ما تطلب إجراء عملية أخرى لتثبيت جهاز قسطرة بولية، يبدو أنها لم تنجح. و بعد مدة قدم أحد أقارب العائلة و هو مقيم بألمانيا، ملف مديحة الطبي إلى مختصين بأحد المستشفيات الألمانية، فأكد أنه يستطيع إجراء عملية لها لتستطيع العودة إلى حالتها و قضاء حاجتها البيولوجية بشكل طبيعي، لكن قدر الطاقم مقابل العملية الجراحية مع تكاليف العلاج الأخرى بحوالي 600 مليون سنتيم، لم يستطع والدها المحدود الدخل توفيرها لولا تبرعات المحسنين.