ممثلو مصر يجسدون دور الضحية لامتصاص غضب الشارع صورة أخرى ليست بالجديدة على الإعلام المصري تم رسمها بعد لقاء السودان، و التي انتهج من خلالها المصريون سياسة بعض الدول في استغلال نجوم العالم لاستمالة و كسب استعطاف الجماهير خلال الحروب الوسخة..هذا على الأقل ما شعر به كل متفرج جزائري تابع الفضائيات المصرية في اليومين الأخيرين الذي تفاجأ من رد فعل الفضائيات العمومية والتي كشفت في وقت قياسي وجها أقبح من القنوات الخاصة التي انتقدتها و اتهمتها هي نفسها بإثارة الفتنة ، لكن ما حدث أمس الأول و طيلة نهار أمس أكد مدى حبكة و براعة المصريين في أداء دور الضحية باستغلال ماسحي و ملمعي أحذية السلطة الذي انضم إليهم نجوم كان لهم مكانة كبيرة في قلوب الجزائريين، بدافع استعطاف قلوب المشاهدين و امتصاص غضب الشارع المصري بعد هزيمة منتخبه. صورة مماثلة لتلك التي عايشناها خلال حرب العراق و التي استغلت فيه أمريكا نجومها الأكثر تأثيرا في المعجبين لتمرير رسائل لتغليط الرأي العالمي تابعناها للأسف أمس بكل الفضائيات المصرية لتي نقلت تسجيلات لا تخلو من عبارات التجريح في حق الشعب و الجمهور الجزائري على لسان فنانين كان الكثير من الجزائريين منخدعين فيهم و يثقون فيهم، و يعتقدون بأنهم أصحاب مواقف، لكن هذه الصورة تحطمت أمس بعد عودة الفنانين الذين تم اختيارهم لإتمام المسرحية التي انطلقت بالقاهرة و نقلوا في طائرة خاصة في خطة لتمويه الرأي العام و محاولة تلميع صورة المناصرين المصريين و إظهارهم في صورة الجمهور المتحضر و النخبوي في تمثيلية عرف الكثير من الجزائريين و العرب نهايتها حتى قبل أن تنتهي و كانت قراءتهم في محلها، حيث ظهر الممثلون بارعون كعادتهم في تقمص الأدوار المسندة إليهم كلا حسب السيناريو المعد مسبقا لكن ليس من قبل مؤلفين سينمائيين هذه المرة و إنما من قبل مؤلفين سياسيين يحاولون قدر الإمكان استغلال كل الظروف لفائدة ولي العهد. واقع مخزي و مسرحية دنيئة شارك فيها فنانون بوزن فردوس عبد الحميد التي كانت إلى وقت قريب بطلة في عيون الكثير من الجزائريين قبل أن تسقط القناع عن وجهها و تتهجم على الجزائريين و تصفهم بأفظع الألفاظ أمام كاميرات القنوات المصرية التي أعادت بث شهادتها عند عودتها من السودان و التركيز على اتهامها للمناصرين الجزائريين بالتعدي على المناصرين المصريين بالكلام البذيء و الألفاظ النابية بدافع استمالة عطف الجماهير التي تصدق كل ما يرد من النجوم حتى لو كذبوا و هو ما يدركه تماما المسؤولون الذين بعثوا الفنانين بدل المشجعين العاديين حتى يكون كلامهم أكثر وقعا و تأثيرا على شعبهم، و ظهر الممثلات نهال عنبر و فردوس عبد الحميد و مروه و غادة إبراهيم و الفنانين محمد فؤاد و هيثم شاكر و زوج الراحلة سعاد نصر الاول أحمد عبد الوارث و غيرهم من الفنانين الذين نسوا أن أدوارهم انتهت في الاستديو فأكملوها في السودان و عند عودتهم إلى بلادهم و هم في صحة جيدة و لا خدش واحد على أجسامهم و مع هذا لم يستحوا من الظهور أمام التلفزيون و الإصرار على أنهم تعرضوا للاعتداء و الضرب من قبل مناصرين جزائريين و كأن الجمهور العربي أبله لدرجة السذاجة كي يصدق بأن ثمة من يضرب دون أن يجرح أو "يعور" على حد تعبيرهم. و في الأخير لا يمكننا إلا الاعتراف بالريادة المصرية في مجال السينما لبراعتها في تجسيد دور البطولة التي نجحت لأول مرة في التاريخ في أن تكون مطلقة و جماعية في آن واحد، جسد فيها المصريون دور الضحية الذي يضرب و يبكي و يسبق و يشكي على حد مثلهم الشعبي المشهور .