اتهامات الثوار هدفها إجبار الجزائر على تغيير موقفها من الأزمة الليبية نفت الخارجية الجزائرية، مجددا الاتهامات الصادرة عن قادة الثوار الليبيين، بشأن الدعم المزعوم الذي تمنحه الجزائر لنظام القذافي، وقال عمار بلاني، الناطق باسم وزارة الخارجية، بأن هذه الاتهامات تكشف بوضوح وجود نية لاستهداف الجزائر ومواقفها بشأن ضرورة إيجاد تسوية سياسية للأزمة الليبية، مشيرا بأن هذه المزاعم التي يرددها الثوار الهدف منها، إرغام الجزائر على تغيير موقفها حول القضية، مشيرا بأن استمرار هذه الأكاذيب سيكون له أثر سلبي على مصداقية الثوار الليبيين. ردت الخارجية الجزائرية على قائد جيش الثوار الليبيين اللواء عبد الفتاح يونس بشأن اتهاماته الأخيرة بتورطها في دعم العقيد معمر القذافي، ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية، عمار بلاني، تصريحات قائد الثوار الليبيين بأنها "مخادعة وتكشف عن حملة عدائية غير مبررة تجاه الجزائر"، وأضاف بلاني في تصريح لموقع "كل شيء عن الجزائر" بأن الجزائر قررت عدم الرد مجددا عن الاتهامات والأكاذيب التي تصدر عن الثوار الليبيين، خاصة وأنها تحمل مؤشرات عدائية للجزائر. رد وزارة الخارجية، جاء لتكذيب المزاعم التي أطلقها قائد الثوار الليبيين، عبد الفتاح يونس، في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، والذي زعم استقبال الجزائر، شحنة أسلحة موجهة إلى قوات القذافي، بل ذهب إلى حد الحديث عن امتلاك أدلة تثبت التهمة، وأنه سيكشف عنها بعد تحرير ليبيا وإسقاط حكم القذافي، وقال"الباخرة التي اكتشفناها تضم حمولة من الأسلحة وصلت للجزائر في طريقها إلى ليبيا". وبحسب مسؤول وزارة الخارجية، فإن الغرض من هذه الاتهامات التي يطلقها المجلس الانتقالي الليبي، هو حمل الجزائر على تغيير موقفها بشأن الحلول المقترحة لتسوية الأزمة الليبية، وقال "من الواضح بأن هذه الأكاذيب والمزاعم تدخل في إطار حملة للضغط على الجزائر" لحملها على مراجعة موقفها بشأن ضرورة إيجاد حل سياسي للازمة الليبية، في إطار الجهود التي تقوم بها الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي، مشيرا بأن هذه المزاعم ستكون لها آثار عكسية، وقد تنقلب على المجلس الانتقالي وتقوض مصداقيته أمام المجموعة الدولية.وكانت الجزائر من بين الدول القليلة التى دعت منذ البداية إلى تفضيل الحل السياسي على الخيار العسكري، ودعمت بذلك جهود الاتحاد الإفريقي، وأظهرت التطورات الميدانية أن الموقف الجزائري هو الأصلح، بعدما أصبح الحل العسكري في مآزق بسبب فشل الناتو في تحقيق الأهداف التي رسمها، وهي إطاحة النظام الليبي بالقوة. وأشار المتحدث باسم الخارجية، إلى وجود إجماع دولي على ضرورة إيجاد تسوية سياسية للأزمة الليبية، بعدما فشل الخيار العسكري، موضحا بأنه حتى الثوار الليبيون يعترفون بأن الحل السياسي هو الوحيد القادر على تسوية الأزمة لتفادي إراقة مزيد من الدماء.وذكّر المتحدث بالجهود التي تبذلها الجزائر في المنطقة لدعم الحل السياسي، مضيفا "خصوصا، وجميع الفاعلين يتفقون على أنه ليس هناك الآن أي بديل خارج الحل سياسي وأن الحملة العسكرية قد توقفت، حتى في رأي كبار الضباط العسكريين من بعض البلدان الأعضاء في مجموعة الاتصال حول ليبيا". وجدّد المتحدث باسم الخارجية الجزائرية: "الجزائر ومنذ بداية الأزمة الليبية دخلت بقوة في الجهود من أجل السلام من خلال المشاركة الفعالة في تطوير خريطة الطريق الأفريقية ذات الصلة و هي لا تزال قائمة وصالحة وبلدنا مواصلة الانخراط في بهذه الطريقة فقط لإيجاد حل سياسي قادر على السماح لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب الليبي والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ". أنيس نواري