جدد وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي نفي الجزائر لاتهامات ومزاعم المعارضة الليبية والتي كانت قد صرحت سابقا بأن قواتها أسرت وقتلت أزيد من عشرة جزائريين في مدينة أجدابيا أسمتهم ب "المرتزقة"، في محاولة منها إلى إقحام وتوريط الجزائر في تقديم المساعدات إلى معمر القذافي، مشيرا إلى أن القضية قد تجاوزت حاليا نفي الاتهامات عن الجزائر التي أبدت وفي العديد من المرات رفضها للتدخل في شؤون الغير، ووصف تلك الاتهامات الخطيرة بالمؤامرة الدسيسة التي تسعى من ورائها جهات معينة إلى ضرب الجزائر ومحاولة توريطها بشكل أ وبآخر وتغيير مساعيها السلمية. وردا على تصريح الثوار قال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني "إن دوافع أولئك الذين يروجون لهذه الإدعاءات العارية من الصحة هي المساس بسمعة الجزائر تمليها عليهم رغبتهم في دفع بلادنا إلى اختيار ودعم جهة ضد أخرى في الأزمة بين الإخوة التي تهز ليبيا الشقيقة ." وأضاف بأن الجزائر ستواصل "دون هوادة" الدعوة إلى جانب الاتحاد الإفريقي إلى الوقف الفوري لكل أعمال العنف والقتال وإلى الدخول في حوار جامع بين الأطراف الليبية المتصارعة بغية التوصل إلى اتفاق حول كيفية الخروج من الأزمة، مؤكدا أن "الحكومة الجزائرية التي كانت دائما ضد ظاهرة الاستعانة بالمرتزقة في إفريقيا نظرا لانعكاساتها السلبية على الأمن والاستقرار في القارة، قد باشرت منذ مطلع السنة الجارية بمحاربة هذه ظاهرة بقوة . وأمام ما يدعيه النظام الانتقالي الليبي الرامي إلى توريط الجزائريين في القضية الليبية فقد نظم الليبيون احتجاجا مرددين "يا جزائر نظامك يساعد في قتل إخوتكم الليبيين". كما اتهم المحتجون السلطات الجزائرية بمساعدة معمر القذافي خاصة بعد التصريح الذي نقله شمس الدين عبد المولى الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي والذي يشير فيه على إلقاء الثوار القبض على ما أسماهم بالمرتزقة الجزائريين، غير أن هذا الأخير ذكر أن المرتزقة الذين تم القبض عليهم لا يحملون وثائق تثبت هويتهم، إلا أنهم قالوا بأنهم جزائريون ولديهم لهجة جزائرية لتبقى الحجة ضعيفة لدى المجلس الانتقالي . وأضاف في البيان "الموقوفون قالوا بأنهم يبيعون الحشيش (...) وكان بحوزتهم المخدرات، ورد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل على تكذيب الجزائر لتلك المزاعم باتهامات جديدة وخلال اجتماعه الأخير مع وفد الاتحاد الإفريقي في بنغازي أثار عبد الجليل قضية المرتزقة القادمين من الدول العربية والإفريقية وقال بصريح العبارة "حين أقول الدول العربية، يعني أقصد هنا الجزائر بصفة خاصة ". وأضاف مصطفى عبد الجليل هذا شيء مؤسف . وحول هذه الاتهامات، قال مصدر عسكري أن القذافي دأب طيلة أربعة عقود على تجنيد أشخاص غير ليبيين في إطار مشروعه لبناء جيش المليون إفريقي، ووفق هذا المنطق قد يكون هناك جزائريون كغيرهم من الأفارقة قد انضموا إلى نظام القذافي، وأضاف ذات المصدر "هؤلاء وحتى إن وجدوا وهذا أمر مستبعد فهم لا يمثلون الجزائر وإنما يمثلون أنفسهم.