عمال يفضلون العطلة في رمضان تجنبا لاستنشاق رائحة التبغ كثيرا ما نسمع عن العطلة الإجبارية في شهر رمضان لا سيما في فصل الحر، و التي تخص عادة الوظائف الشاقة التي يستحيل معها الصيام أو تلك المرتبطة بالمنتجات المصنفة ضمن مبطلات الصيام و على رأسها التبغ، حيث يعتقد الكثيرون أن عمال هذه الشركات لا يستفيدون من عطلتهم السنوية سوى في الشهر المبارك حتى لا يستنشقون روائح التبغ القوية. و عن صحة خبر العطل الإجبارية في رمضان و مدى تجاوب و قبول عمال مثل هذه الشركات للعطلة المحددة التي تحرمهم دون شك من قضاء عطل ممتعة باقي أيام السنة، اتصلنا بشركة التبغ ببلدية ابن باديس بقسنطينة فأخبرنا أحد رجال الأمن أن لا أحد يوجد بالمؤسسة سوى المكلفين بحراسة المكان أو بعض المختصين في توزيع المنتوج، فيما يوجد باقي العمال في عطلة ، أكد أنها لا علاقة لها بشهر رمضان و إنما تعوّد العمال على الخروج في عطلة سنوية كل شهر أوت باعتبار هذا الشهر من أفضل شهور فصل الصيف من حيث موسم الاصطياف، موضحا أن تصادف مناسبة رمضان مع شهر أوت لم يغيّر من عادة الكثير من العمال بشأن الاستفادة من العطلة السنوية في نفس الفترة المعتادة كباقي السنوات. و علق محدثنا قائلا:»رائحة التبغ لا تفطر فنحن لا نستهلكه بإرادتنا». و في اتصال بإحدى نقاط بيع التبغ التابعة لذات الشركة أخبرنا أحد الموظفين أنهم يعملون طوال شهر رمضان مؤكدا أن ما يروّج بشأن غلق ورشات الإنتاج في هذا الشهر المبارك، مجرّد إشاعة. و قال آخر أن «رائحة التبغ كباقي روائح المنتوجات القوية كالأدوية بما فيها الكحول الطبي التي لا يمكن اعتبار المنتجين لها غير صائمين و إلا واجهوا البطالة». و هناك من العمال ممن تحدثتنا إليهم من أكد أنه يفضل الخروج في عطلة في شهر الصيام لتجنب الوقوع في شك حول مدى صحة صيامهم باعتبار التبغ من المواد التي تم تحريمها مؤخرا. و إذا كانت العطلة السنوية لعمال شركات إنتاج التبغ صادفت شهر الصيام سنتين على التوالي لتمسك الموظفين بموعدهم المعتاد، فإن قرارهم هذا ترك المجال للبعض لنسج حكايات و تخمينات متنوعة بخصوص العمل في هذا المجال الذي راح البعض لحد اعتباره حراما و مبطلا للصيام، ووجدوا في قرار العاملين في الخروج في عطلة في شهر أوت أنسب و أضمن لهم لتجنب الوقوع في كابوس الشك على حد تعبير أحد المواطنين الذي أخبرنا أنه كان يعتقد بأن موظفي شركات التبغ و الكبريت يجبرون على الاستفادة من عطلتهم السنوية في فترة محددة و هي شهر رمضان. و علّق آخر بدا عليه أنه مدمن سجائر» لا يمكن أن يتوقف عمال شركة التبغ عن الإنتاج و إلا ماذا سيكون مصيرنا نحن الذين نفطر عليها(يضحك)».