ماتت آلاف الأسماك بسد مجاز بقر الواقع ببلدية عين مخلوف جنوبقالمة في واحدة من أسوأ الكوارث التي تعرفها المسطحات المائية بالمنطقة حتى الآن. و قالت مصادر من المنطقة للنصر أمس الأربعاء بأن الأسماك النافقة قد صعدت إلى السطح، و بقيت مكدسة على الشاطيء، مهددة بكارثة بيئية أكبر قد يتعرض لها السد الصغير خلال الأيام القادمة. و أضافت نفس المصادر بأن نفوق الأسماك بدأ عقب الفيضانات التي عرفتها المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية، و لا يستبعد دخول مواد سامة إلى السد الذي تبلغ طاقته نحو 3 ملايين متر مكعب من المياه الموجهة لسقي محيط زراعي صغير، لا تتجاوز مساحته 300 هكتار تعد من أجود الأراضي المسقية بالمنطقة. و لم تكشف التحقيقات الجارية حاليا عن أسباب هذه الكارثة الإيكولجية التي دمرت سد مجاز بقر، و حولت مياهه إلى مستنقع قاتل لآلاف الأسماك التي تعيش فيه منذ سنوات طويلة. و عبر الصيادون و الفلاحون العاملون بالمنطقة عن دهشتهم عندما شاهدوا هذه الاعداد المهولة من الأسماك الكبيرة، و الصغيرة ملقاة على الشاطئ، في منظر يبعث على القلق بخصوص مستقبل المسطحات المائية بالولاية، في ظل ارتفاع مؤشرات التلوث، و التوحل و الاعتداءات المتكررة على هذه الثروة الاستراتيجية. و يعتقد بعض المهتمين بشؤون المياه و البيئة بأنه لا يستبعد ان تكون بعض المواد الكيماوية عالية التركيز قد دخلت السد قادمة من الحقول الزراعية الواقعة بحوض المصب، أين يستعمل الفلاحون مبيدات و أسمدة مركزة لتكثيف المحاصيل الزراعية المختلفة. و يعرف سد مجاز بقر عمليات زرع مستمرة للملايين من أسماك المياه العذبة التي تحولت إلى مصدر عيش للكثير من الصيادين، و رفعت من المكونات العضوية المفيدة للزراعة. و يعاني السد الصغير، الواقع وسط سهول زراعية واسعة، من مشاكل كبيرة، حيث أتت الانهيارت الأرضية على الحاجز قبل عدة سنوات، و مازالت شبكة السقي هناك معطلة، و أصبحت عرضة للنهب من قبل عصابات مجهولة. و بالرغم من كل هذا مازال بعض الفلاحين يعملون هناك، معتمدين على السقي المباشر من حوض التخزين، في انتظار إيجاد حل لمحيط السقي المعطل و الجهة التي تتولى مهمة التسيير و حماية السد.