أعلنت السلطات بولاية قالمة، الجمعة، حالة استنفار قصوى، وجنّدت كل الوسائل المادية والبشرية اللازمة، لتطهير سد مجاز بقر المتواجد ببلدية عين مخلوف، بالجهة الجنوبية لإقليم الولاية، من آثار التلوث الذي طاله، وتسبب في نفوق كميات جد معتبرة من سمك الشبوط. حيث باشرت مختلف المصالح المعنية ممثلة في بلدية عين مخلوف، ومديريتي البيئة والصيد البحري، وكذا مديرية الموارد المائية، والحماية المدنية عملية واسعة لتطهير مياه السد، من التلوث ومختلف الشوائب التي من شأنها التسبب في نفوق الأسماك، حيث جندت مصالح مديرية الحماية المدنية بقالمة لهذه العملية طاقما بشريا من أعوانها وضباطها، مدعمين بزورق للوصول إلى وسط مياه السد ورفع عينات منها، وإزالة الأسماك النافقة والتي طفت إلى سطح المياه منذ عشية عيد الأضحى المبارك. وفي الوقت الذي كانت فيه مصادر بيطرية قد أرجعت سبب نفوق كميات الأسماك وقتها إلى تسرب بعض المواد الكميائية التي يستخدمها الفلاحون لمعالجة مزروعاتهم في الحقول القريبة من محيط السد، والتي جرفتها سيول الأمطار التي شهدتها المنطقة بداية الأسبوع الماضي، إلى عمق مياه السد، ما تسبب في نفوق تلك الكميات من سمك " الشبّوط"، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحاليل المخبرية لعينات المياه المأخوذة من السد وكذا عينات الأسماك النافقة. وبحسب ما ذكرت مصادرنا، فإن كميات الأسماك النافقة تم تجميعها في أكياس بغرض دفنها في أمكان بعيدة أو حرقها لتفادي أكلها من بعض الحيوانات البرية، خوفا من انتشار بعض الأمراض وانتقالها إلى الإنسان، وكذا تفادي تأثيرها على الوسط البيئي بعد تحللها في الطبيعة. وكانت المصالح المعنية قد أطلقت حملة تحسيس في أوساط فلاحي المنطقة، تحثّهم على ضرورة تفادي غسل عتادهم الفلاحي في مياه السد، لاحتمال احتوائها على بعض المواد الكميائية خاصة منها بقايا أسمدة تخصيب التربة التي تؤثر على نوعية المياه وتتسبب في نفوق الأسماك، خاصة أن الأسماك النافقة كلها من الحجم الكبير ما يؤكد وصول التلوث إلى عمق السد. كما منعت مديرية الصيد البحري الصيادين من ممارسة هوايتهم في صيد الأسماك على مستوى سد مجاز بقر إلى حين التخلص نهائيا من التلوّث. وفي انتظار ظهور نتائج التحاليل الفيزيو كميائية لعينات المياه تبقى السدود والمسطحات المائية بقالمة في حاجة إلى عناية أكبر لحمايتها من خطر التلوث الذي يهددها ويهدد الثروة السمكية فيها.