إجراءات وقائية بالإقامات الجامعية خشية انتقال العدوى تشهد هذه الأيام الاقامات الجامعية على مستوى الولايات الوسطى المعنية بتسجيل حالات الإصابة بالكوليرا حالة تأهب قصوى استعدادا لاستقبال الطلبة المقيمين ابتداء من يوم الأحد المقبل، عن طريق ضمان الحد الأقصى للنظافة على مستوى هذه المراكز وكذا المطاعم الجامعية ومختلف المرافق لتفادي انتشار العدوى. ووجه مؤخرا الديوان الوطني للخدمات الجامعية مؤخرا مراسلة إلى الاقامات الجامعية الكائنة بالولايات الوسطى التي سجلت بعض حالات الكوليرا، وهي العاصمة وتيبازة والبليدة، دعا من خلالها مدراء هذه المراكز إلى الالتزام بمجموعة من الإجراءات الاحترازية الصارمة والرامية إلى التحكم في انتشار الداء بين الطلبة المقيمين الذين يستعدون للالتحاق بمقاعد الجامعة منتصف شهر سبتمبر المقبل، ووفق ما أفاد به «للنصر» مدير تعميم الإعلام الآلي والإحصاء بالديوان الوطني للخدمات الجامعية مولود شريف، فإن كافة التدابير وضعت للحفاظ على صحة الطلبة و الموظفين على حد سواء، وذلك تزامنا مع شروع قطاع التربية في تنفيذ استراتيجية محكمة بالتنسيق مع هيئات مختلفة تحسبا للدخول المدرسي المقبل الذي سيكون يوم 5 سبتمبر المقبل، بهدف ضمان نظافة المؤسسات التعليمية وصلاحية المياه المستعملة. ويتم حاليا على مستوى الاقامات الجامعية الواقعة بولايات العاصمة وتيبازة والبليدة تحليل عينات من مياه الخزانات للتأكد من صلاحيتها وعدم احتوائها على شوائب أو جراثيم يمكنها أن تؤثر على صحة المستهلكين، أو أن تؤدي إلى الإصابة بالكوليرا و انتشار هذا المرض على نطاق واسع، وذلك تزامنا مع انطلاق الموسم الجامعي الجديد مع نهاية الشهر المقبل، كما يتم مراقبة معايير النظافة على مستوى المطاعم الجامعية التي ستفتح أبوابها خلال الأسابيع المقبلة، فضلا عن التحقق من نوعية المياه المستعملة في إعداد الوجبات بالتنسيق مع مصالح الصحة الولائية ومكاتب الوقاية للمجالس الشعبية البلدية، كما يتم أيضا طلاء وتغيير الأفرشة الخاصة بعديد الإقامات، وهي عملية دورية تتم وفق المصدر خلال كل عطلة صيفية، التي تستغل عادة للقيام بأعمال الصيانة والترميم والتنظيف. وبغرض التكفل الصحي الجيد بنزلاء الاقامات الجامعية البالغ عددهم الإجمالي حوالي 500 ألف طالب على المستوى الوطني، تم تجنيد كافة الوحدات الصحية الموجودة بمراكز الإيواء، لضمان متابعة الوضع الصحي للطلبة المقيمين، والسيطرة على الوضع في حال ظهور حالات الإصابة بالكوليرا، ومنع انتشارها ما بين المقيمين، الذين يأتون من ولايات مختلفة بحثا عن التخصصات التي يرغبون فيها، والتي تتناسب مع المعدلات المحققة في شهادة البكالوريا. كما أوصى الديوان مدراء الخدمات الجامعية كإجراء احترازي بضرورة التحكم في وتيرة الحركة داخل الاقامات، وتقليص الزيارات العائلية لفائدة الطلبة المقيمين بها، خاصة على مستوى الولايات الثلاث التي سجلت حالات الإصابة بالكوليرا، خشية انتقال المرض عن طريق الاحتكاك، واتساع رقعة العدوى بطريقة قد تؤثر على الانطلاق العادي للموسم الجامعي الجديد، علما أن الحل الأمثل لمحاربة داء الكوليرا هو الالتزام بقواعد النظافة وعزل المصابين إلى غاية تماثلهم للشفاء. ويضاف إلى هذه التدابير تم تدعيم الإقامات بأزيد من 45 ألف سرير إضافي للتكفل بالطلبة الذين يحولون إلى المراكز الجامعية الواقعة خارج الولايات المقيمين بها، علما أن نسبة الطلبة المقيمين تقدر بحوالي 42 في المائة، أي حوالي نصف مليون طالب، موزعين على 426 مركز إيواء، وتعد العاصمة من بين الولايات الكبرى التي تشهد إقبالا من الطلبة القادمين من مناطق عدة، بسبب توفرها على مختلف المعاهد والمدارس العليا التي تضمن تخصصات مختلفة، غير أن الضغط الذي كانت تعيشه قبل ثلاث سنوات تراجع هذا الموسم وفق المصدر، بعد أن تقلص عدد الطبلة الجدد خلال هذا العام، إلى جانب فتح مراكز جامعية بمناطق عدة، مما ساعد القطاع على التحكم في الوضع والتغلب على إشكالية الاكتظاظ.