رحيل الكاتب والمجاهد حفناوي زاغز توفي أوّل أمس الجمعة، المجاهد والكاتب الجزائري حفناوي زاغز، عن عمر ناهز ال91 عاما. الراحل من مواليد 1927 بالمخادمة ولاية بسكرة. وفي سنة 1945 انتقل إلى مدينة بسكرة لتعلم اللّغة والأدب والفقه، بعدها اتخذ وجهة أخرى، إذ رغب في التعلم في الزيتونة بتونس، حيث التحق بها سنة 1946، وسجل مباشرة بعد امتحان تجريبي في السنة الثانية تكميلي، وتخرج منها بشهادة التحصيل عام1951. ثمّ تابع الدراسة في مراحل لاحقة فتحصل على الديبلوم في علم النفس ثمّ ليسانس في القانون. كانت للراحل منذ الطفولة اهتمامات أدبية، جعلته يحفظ الكثير من نصوص الشٍّعر الفصيح ويغرق في قراءة الروايات والقصص. كما كان يقتني كلّ ما تيسر له من كُتب حتى تجمع لديه ما يفوق 2600 كِتاب، وقد تبرع منها بحوالي 2400 كتاب لإدارة السجون بالحراش في 15 مارس 2011. بدأ بنظم الشّعر أولا فألف مجموعة من القصائد، ثمّ شرع في كتابة القصة القصيرة والرواية، وألف أوّل رواية سنة 1952 بعنوان «إبراهيم» ثمّ تبعها بمجموعات كثيرة من القصص القصيرة والروايات قبل الثورة وبعدها، ومن بين المجموعات القصصية القصيرة نجد، «أشواق»، «أشجان»، «فتضحك الأقدار»، «صلاة في الجحيم» و»حكاية قدسية». أيضا في رصيده العديد من الروايات من بينها: «الزائر»، «ضياع في عرض البحر»، «الفجوة»، «المكنونة»، «نشيج في الجراح»، «عندما يختفي القمر»، «الشخص الآخر»، «خطوات في اتجاه آخر»، «الإبحار نحو المجهول». وكانت بعض رواياته محل دراسات تخرج لطلبة الجامعات. اشتغل حفناوي زاغز في بداياته في حقل التعليم سنة 1953، إذ تمّ تعيينه في إحدى مدارس جمعية العلماء، وكانت له وقتها نشاطات خلال الثورة، إذ كان من أعضاء اللجنة المسؤولة عن منطقة سطيف ونواحيها منذ جانفي 1955، كان مكلفا فيها بعدة مهام من بينها الإعلام، الاستعلامات، جمع الاشتراكات، تحرير المناشير، والاتصالات بين القيادة قي الجزائر ومنطقة سطيف. تمّ اعتقاله في مارس 1957 بالعاصمة أثناء قيامه بعملية اتصال، نُقل بعدها بشهر إلى معتقل «قصر الطير» بسطيف حتى شهر سبتمبر من نفس السنة. وفي سنة 1958، انضم إلى منظمة جبهة التحرير من تونس، حيث تولى مهمة الإشراف على مجلة الشباب الجزائري إلى غاية عودته من تونس شهر جوان 1962، التحق حينها بالمنطقة المستقلة، الجزائر العاصمة حتى أكتوبر 1962. بعد الاستقلال، شغل العديد من الوظائف، منها مراقب خارجي في ثانوية بن عكنون، ثمّ أستاذا بثانوية في بوفاريك ثمّ مستشارا تربويا بولاية المدية طيلة (1962-1966). وفي سنة 1970 التحق بالأمن الوطني برتبة محافظ رئيسي (عميد) كمسؤول عن التعريب على المستوى الوطني. قام حينذاك بتأليف كتابين لتعليم أصول اللّغة وقواعدها طبقا لأحدث الأساليب «لسان الشرطي ج1–ج2». وفي سنة 1975 تولى مهمة الإشراف على مجلة الشرطة التي ساهم فيها بالعديد من المقالات والدراسات، وفي نفس السنة أُسندت له مهمة رئاسة شعبة اتصال المنظمة العربية للدفاع الاجتماعي ضدّ الجريمة، ثمّ كعضو في مجلس وزراء الداخلية العرب من 1982 حتى 1989، وفي فبراير1982، عُين على رأس مصلحة جديدة (العلاقات العامة) التي تشتمل مهامها: الصحافة والتوجيه والعلاقات العربية الدولية. كما كان مراسلا للهيئة الأممية لمنع الجريمة، وفي عام 1984 تمت ترقيته إلى رتبة عميد أوّل شرطة. نال الراحل الّذي قضى عمره في خدمة الوطن والأمن الوطني وفي الكتابة، العديد من التكريمات والجوائز، منها شهادة تكريم من الشاذلي بن جديد سنة 1987، جائزة الجزائر الكبرى للأدب سنة 1987، جائزة إتحاد الكتاب 2001، وتكريم وزارة الثقافة 2003. نوّارة/ ل