عادت أسعار الخضر والفواكه، إلى الارتفاع مجددا في أسواق قسنطينة، حيث وصل سعر البطاطا على سبيل المثال إلى تسعين دينارا، فيما تتوقع فيدرالية تجار الجملة زيادات أكبر خلال الأيام المقبلة، بسبب الندرة التي يعرفها السوق، أمام تراجع مستوى الإنتاج بعد الخسائر التي تكبدها الفلاحون في الموسم الفارط. وسجلت بورصة أسعار الخضر والفواكه، منذ نهاية الأسبوع الفارط، ارتفاعا محسوسا، حيث أكد تجار التجزئة، أن نسبة الارتفاع تراوحت فيما بين 10 إلى 50 بالمئة في غالبية أنواع الخضر، مشيرين إلى أنها ستعرف ارتفاعا أكبر خلال الأيام التي تسبق المولد النبوي الشريف وهي ظاهرة تتكرر، بحسبهم، في كل عام، كما تبرأ غالبيتهم مما يحدث في السوق وأوعزوا الأمر إلى الزيادات المسجلة في أسواق الجملة المحلية. وبحسب ما رصدناه في جولة استطلاعية بأسواق في مدينتي علي منجلي و قسنطينة، فإن سعر البطاطا من النوعية المتوسطة يتراوح بين 75 و 90 دينارا للكيلوغرام، وهو نفس الثمن المسجل لدى الباعة الفوضويين، كما لامس ثمن الطماطم سقف 130 دينارا بالنسبة للنوعية الجديدة ووصل سعر الفلفل إلى 140 دينارا، و تجاوز في الكوسة سقف 100 دينار، فيما لا تزال أسعار الفاصولياء الخضراء «الزليقو» مرتفعة منذ دخولها إلى الأسواق حيث ظلت تتراوح فيما بين 200 و 220 دينارا أما سعر الجزر و الخس فقد ترواح ما بين 80 و 100 دينار للكيلوغرام، و بالنسبة للفواكه فقد تجاوز سعر الرمان حدود 200 دينار للنوعية الجيدة و وصلت أثمان الإجاص والتفاح والموز إلى سقف 300 دينار. وأوضح رئيس فيدرالية تجار سوق الجملة بقسنطينة، السيد بوحلايس عمار، في اتصال بالنصر، أن الارتفاع الذي عرفته أسعار البطاطا، يعود إلى الندرة والمرحلة الانتقالية التي يعرفها السوق خلال هذا الشهر، حيث أشار إلى أن المنتوجات قليلة جدا مقارنة بمستوى الطلب الحالي لاسيما في هذه المادة الأساسية، وهو ما جعل أسعارها تصل في سوق الجملة إلى 46 دينارا بالنسبة للبطاطا المخزنة في غرف التبريد، في حين تقدر أثمان الطازجة منها بين 63 و 68 دينارا، بحسب النوعية و الجودة، مشيرا إلى أن السلع المتداولة حاليا تقتنى من ولاية مستغانم في انتظار دخول منتجات الولايات الصحرواية كوادي سوف والجلفة. وتابع المتحدث، بأن منتوج الطماطم قليل جدا في الأسواق، بسبب المرض الذي مس هذه السلعة بسهول متيجة الكبرى، إذ تتراوح أسعارها بين 60 و 110 دنانير في سوق الجملة، في حين أن الفلفل الطبيعي نفد من الأسواق، التي أصبحت تعتمد حاليا على منتوجات البيوت البلاستيكية المعروفة بغلاء ثمنها، لكنه أكد وجود ما وصفه بالجشع لدى بعض تجاز التجزئة، الذين لم يتأثروا بواقع السوق باعتبار أنهم حافظوا على هوامش الربح. وذكر السيد بوحلايس، أنه من المتوقع أن ترتفع الأسعار أكثر خلال الأسبوعين المقبلين، باعتبار أن السلع المتداولة في الأسواق فضلا عن تلك الموجودة لدى الممونين في تراجع مستمر، كما أكد بأن العديد من الفلاحين تكبدوا خسائر فادحة خلال العام الماضي، وقدم مثالا بمنتجي البطاطا، والثوم الذي قال إنه يعرف كسادا كبيرا وتسبب في خسائر أولية تقدر بأزيد من ربع مليار سنتيم لفلاح واحد، كما أشار إلى أن مشكلة الزيادات أضحت تتكرر كل موسم بسبب نقص غرف التبريد عبر الوطن.