قررت وزارة الصحة والسكان الشروع في تطبيق الرزنامة الجديدة للتلقيح ابتداء من العام القادم، لتشمل كافة الأطفال البالغين ست سنوات، على أن تجري العملية داخل المؤسسات التربوية، لأجل ذلك تعتزم الوزارة إطلاق حملة تحسيسية وتوعوية لفائدة الأولياء شهر ديسمبر المقبل، لحثهم على ضرورة تحصين أطفالهم ضد البوحمرون والحصبة الألمانية والشلل. كشف نائب مدير الوقاية بوزارة الصحة الدكتور يوسف طرفاني في تصريح «للنصر» عن قرار جديد اتخذته الوزارة مؤخرا، والمتضمن تطبيق الرزنامة الجديدة للتلقيح الخاص بالأطفال، التي تلزم الأولياء بإخضاع أبنائهم البالغين ست سنوات من العمر للتلقيح ضد البوحمرون والحصبة الألمانية والدفتيريا والتيتانوس، على أن تجري العملية داخل المؤسسات التعليمية، بغرض تحصين هذه الفئة العمرية ضد الأمراض التي تسبب مضاعفات صحية، وتؤدي إلى عاهات تلازم الشخص باقي حياته، وتسعى وزارة الصحة من خلال الرزنامة الجديدة للتلقيحات، التي كانت تقتصر في السابق على مكافحة البوحمرون من خلال الحملات التي تتم سنويا، إلى الحفاظ على الصحة العمومية، ومكافحة الأمراض التي تهدد سلامة الأفراد. وقال السيد طرفاني إن وزارة الصحة تعتزم إطلاق حملة توعوية واسعة عبر الوسائل الإعلامية، لشرح المغزى من الرزنامة الجديدة للتلقيحات، وأنواع اللقاحات التي تتضمنها، على أن يتم الشروع بعدها في استيراد الكميات الكافية من اللقحات عن طريق معهد باستور، وبحسب السيد طرفاني فإن الأمر لا يتعلق بحملة عابرة او مؤقتة، على غرار التي نظمت سنة 2017، بل هي تتعلق برزنامة جديدة ستطبق سنويا على كافة الأطفال البالغين من العمر ست سنوات، أي تلاميذ السنة الأولى ابتدائي، بغرض محاربة الأمراض المنقرضة التي عادت إلى الظهور خلال السنوات الأخيرة لتهدد صحة الأفراد، خاصة منها البوحمرون الذي تسبب العام الماضي في وفاة 11 شخصا، وتسجيل أزيد من 3 آلاف إصابة بالمرض، بسبب تهاون الأولياء في تلقيح أبنائهم في الوقت المناسب. وبحسب ممثل وزارة الصحة، فإن الرزنامة الجديدة هدفها ضمان التغطية الصحية الشاملة للأطفال ضد الأمراض التي تصيب هذه الفئة العمرية وتعرض حياتها إلى الخطر، كما تهدف أيضا إلى استدراك التأخر أو التخلف عن إجراء التلقيح خلال السنة الأولى من عمر الطفل، وأوضح المصدر بأنه في الشهر الحادي عشر يتلقى الطفل تلقيحا ضد البوحمرون والحصبة الألمانية، وسيتم إعادة إجراء هذا التلقيح في سن السادسة بالمؤسسات التعليمية في إطار الرزنامة الجديدة، قصد تنظيم العملية والسهر على أن تخص كافة المعنيين بها. وتتخوف وزارة الصحة من أن تؤثر الإشاعات والمعلومات المغلوطة على نجاحها في إدخال البرنامج الجديد للتلقيح حيز التنفيذ، على غرار ما حدث مع الحملة التي أطلقتها ذات الهيئة سنة 2017 ، والتي تضمنت تلقيح الأطفال ضد الحصبة والحصبة الألمانية، وكانت تستهدف تلاميذ الطورين الابتدائي والمتوسط، غير أنها باءت بالفشل بسبب إحاطتها بإشاعات لا أساس لها من الصحة، لذلك قررت الوزارة التي تستعد لتطبيق الرزنامة الجديدة للتلقيح، استباقها بحملة تحسيسية وتوعوية واسعة، لدعوة الآباء إلى ضرورة احترام جدول التلقيح، الذي تخصص له الدولة ميزانية معتبرة لحماية الصحة العمومية، خاصة بعد أن تم تسجيل عودة الأمراض المنقرضة لتهدد صحة الأفراد من جديد، من بينها شلل الأطفال، علما أن اللقاح يشمل أيضا مكافحة مرضي الدفتيريا والتيتانوس. وتحسبا لهذه العملية، ستشرع وزارة الصحة خلال الأيام القادمة في تكوين التقنيين الذين سيسهرون على تنفيذ الرزنامة، فضلا عن إعداد الوسائل الطبية والأطقم التي سترافق العملية، بغرض توفير كافة الظروف المادية والبشرية لإنجاح الانطلاق الرسمي في تطبيق الرزنامة.