منتجو الطماطم يحملون المسؤولية للوسطاء ووحدات التحويل عرفت أسعار الطماطم هذه الأيام وخاصة ذات النوعية الجيدة المعروفة بطماطم جيجل ارتفاعا فاحشا فاقت في بعض المناطق 120 دينارا إن وجدت، حيث اقتصر عرض تجار لطماطم ذات نوعية رديئة وبأسعار لم تنزل عن 80 دينار في أحسن الأحوال وهذا في عز موسم جني الطماطم وهو ما طرح الكثير من التساؤلات حول أسباب هذا الغلاء والندرة لهذا المنتوج الذي يزداد الطلب عليه في شهر رمضان. ولكن ولاية جيجل تعد إحدى الولايات المشهورة بإنتاج الطماطم ذات النوعية الجيدة حاول مراسلنا معرفة أسباب ذلك من خلال آراء التجار وممثلي المنتجين بهذه الولاية. فقد أرجع باعة التجزئة أسباب ندرة الطماطم ذات الجودة العالية من الأسواق إلى ممارسات الوسطاء الذين فرضوا منطقهم من خلال شراء المنتوج في الحقول قبل نضجه حتى يقومون بتموين السوق بالكميات التي تحافظ لهم على أسعار تضمن لهم أرباحا كبيرة، لكنهم عندما حان موعد الجني اصطدموا بطماطم صغيرة الحجم بسبب تعرضها للعوامل الطبيعية وبعض الأمراض التي جعلتها غير سليمة، فراحوا يخزنون ذات النوعية الجيدة بل سحبها من الأسواق بعدما كانوا قد عرضوا للبيع في بداية الموسم وبأسعار مرتفعة ليتم تعويضها في الأيام الأخيرة بذات النوعية العادية أن لم نقل الرديئة قصد التخلص منها من خلال وضع المستهلك أمام الأمر الواقع المتمثل في ندرة الطماطم من جهة وحاجة المستهلكين لها في أعداد موائد الإفطار في انتظار إخراج ماهو جيد وأجود وعرضه للبيع بعد نهاية موسم جني الطماطم، كل ذلك للحفاظ على هامش الربح المرتفع الذي يسعى إلى تحقيقه تجار الجملة حسب تصريحات باعة الطماطم بالتجزئة بالسوق اليومي الموجود وسط مدينة جيجل، وحتى بالأسواق الجوارية بأكبر أحياء المدينة الذين رفضوا شراء وتسويق ما يعرض عليهم من طرف الباعة بالجملة. انطلاقا من قناعتهم أن الاقبال على شرائها لن يكون كما جرت العادة لذلك فضلوا عدم جلبها لرداءتها وارتفاع سعرها. وبالمقابل يرى السيد شليغم معمر عضو المجلس الوطني للاتحاد العام للفلاحين الجزائريين عن ولاية جيجل، بأن مشكل ندرة الطماطم يعود إلى تراجع المزارعين على زراعتها بعدما تكبدوا في السنوات الأخيرة خسائر كبيرة لعدم وجودأسواق تستقبل منتوجهم، كما هو الحال على مستوى جيجل، حيث لم يتم في المواسم الفلاحية الثلاثة الأخيرة استغلال سوى ثلث المساحات التي كانت تخصص سنويا لزراعة الطماطم وذلك لعدم قدرة واحترام مركب صناعة وتحويل الطماطم بالطاهير للبنود المبرمة معه من طرف جمعية منتجي الطماطم. وفي ذات السياق أكد رئيس الغرفة الفلاحية بالولاية بأن هذه الأخيرة وبالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية وممثلي منتجي الطماطم قد عقدوا عدة لقاءات مع ادارة المركب من أجل التفاوض حول الأسعار مقابل تحويل منتوج المزارعين إلى المركب قبل انطلاق الموسم الفلاحي لكن ادارة المركب أخلت بهذا الالتزام بحيث لم تأخذ إلا نصف ما اتفق عليه وهو ما دفع منتجي الطماطم إلى التحول إلى زراعة الدلاع والفراولة بالاضافة إلى الكوارث الطبيعية التي خلفتها الأمطار التي تهاطلت على المنطقة نهاية ماي وبداية جوان، الأمر الذي أدى الى انخفاض منتوج الطماطم، وفي حالة استمرار هذه الوضعية فإن سعر الطماطم قد يصل إلى 200 دينار للكلغ. يضيف عضو المجلس الوطني لاتحاد الفلاحين. من جهته يرى رئيس جمعية منتجي الطماطم بأن التكاليف الكبيرة لزراعة الطماطم زائد الأسعار المقترحة على المزارعين من طرف مركبات تحويل وصناعة الطماطم الذي لا يتعدى 7.50 دينار في حين أن المزارعين يطالبون ب 12 دينارا للكلغ بالاضافة إلى الأمراض التي تصيب الطماطم خاصة حشرة حفارة الطماطم – لامينيوز- التي تتطلب مئات العلب ذي سعة 25سل للواحدة لمحاربة هذه الحشرة وحيث أن سعر العلبة يصل إلى 3000 دينار وأيضا عدم فعالية هذا الدواء في محاربة الحشرة دفع بالفلاحين إلى العدول عن زراعة الطماطم والتوجه إلى نشاطات أخرى يرونها أكثر ربحا على غرار الدلاع والفراولة.