ارتفاع أسعار الحجوزات لليلة رأس السنة سجلت وكالات سياحة و أسفار بولاية قسنطينة تراجعا ملفتا في عدد الراغبين في الاحتفال برأس السنة الجديدة خارج الوطن، مقارنة بالسنوات الماضية، و أرجع بعض أصحاب هذه الوكالات ذلك، إلى انخفاض قيمة الدينار، موضحين بأن الأقلية التي قصدتهم للحجز، اختارت تونس، فيما أصبحت تركيا و مصر بعيدتي المنال، و تحول الجنوب الجزائري إلى وجهة مفضلة لعديد الشباب. في روبورتاج أعدته النصر، حول الوجهة الأكثر استقطابا للمواطنين للاحتفال بحلول السنة الميلادية الجديدة ، تحدثنا لعدد من أصحاب وكالات السياحة و الأسفار بولاية قسنطينة، الذين قالوا بأن هناك تراجعا ملفتا في عدد الراغبين في قضاء عطلة نهاية السنة خارج الوطن، مؤكدين بأنها لم تعد محل اهتمام المعتادين على الاحتفال ب» الريفيون» كما كانت في وقت سابق، و ذلك بسبب انخفاض قيمة الدينار و ضعف القدرة الشرائية ، حيث لم يعد باستطاعة الأولياء ادخار مبالغ مالية لهذه المناسبة، و أغلب الذين برمجوا رحلات، هم شباب أو أزواج جدد، كما أكد عبد الرحمن ممثل وكالة «رمال الأطلس» بقسنطينة. الشباب و المتزوجون حديثا الأكثر إقبالا على السفر و أكد المتحدث بأن تونس لا تزال الوجهة الأولى لدى القسنطينيين، و لو أن الإقبال على الحجز للاحتفال بالخارج جد محدود هذا الموسم ، نظرا لارتفاع أسعار الحجوزات بالفنادق بسبب انخفاض قيمة الدينار التونسي، و هو ما أكده أيضا ممثل عن وكالة «أفريكا تور» بوسط المدينة ، مضيفا بأن الضريبة التي فرضتها هذه الفنادق و المقدرة ب 3 دينار تونسي مقابل الليلة الواحدة، من بين العوامل التي ساهمت في ارتفاع الأسعار، ما دفع بالعديد من المواطنين إلى الاكتفاء بقضاء ليلة رأس السنة فقط بالفندق، ثم استئجار شقة لقضاء بقية أيام العطلة . و أشار المتحدث إلى أن الوكالة سطرت برنامجا خاصا بنهاية السنة نحو الحمامات بتونس، بالتعاون مع وكالة في العاصمة، و ذلك مقابل 27 ألف و 500 دينار جزائري، لمدة 5 أيام و 4 ليال، مع توفير خدمة النقل و الرحلات الترفيهية. و أضاف ا بأن الوكالة أصبحت تنظم رحلاتها المناسباتية، بالتعاون مع وكالة «قاس بالعاصمة»، نظرا للتراجع الكبير في عدد الراغبين في السفر لقضاء مثل هاته المناسبات بولاية قسنطينة، في المقابل تشهد وكالات العاصمة و وهران على حد قوله، إقبالا كبيرا للراغبين في الحجز نحو الخارج، خاصة نحو تركيا، فيما قالت كوثر ممثلة عن وكالة «ماجيلان» ، بأنه و بمناسبة رأس السنة تم تنظيم برنامج رحلات نحو مصر مقابل 28 مليون سنتيم لقضاء 7 أيام تتخللها خرجات سياحية استكشافية ، غير أنها لم تلق إقبالا رغم ما قدمته من عروض مغرية . سحر تيكجدة و جمال تاغيت يستقطب الشباب للاحتفال التقينا بوكالة ماجيلان، بشابين كانا بصدد الاستفسار عن البرنامج الذي تسطره الوكالة بمناسبة رأس السنة، فسألناهما عن وجهتهما المفضلة ، فردا بأنهما تعودا على قضاء حفل رأس بتونس و أرادا هذه السنة التوجه إلى تركيا، غير أن غلاء الحجوزات جعلهما يتراجعان ، و حاولا البحث عن وجهة أخرى أقل تكلفة، إلا أن العروض المقدمة غير مشجعة، حسبهما، لهذا قررا اختيار إحدى مناطق الجنوب الجزائري كتاغيت أو تيميمون، لأنها غير مكلفة، مقارنة بوجهات أخرى،حسبهما ، و يعتزمان تنظيم رحلة رفقة عدد من أصدقائهما ، للاحتفال وسط الكثبان الرملية و سحر الصحراء . فيما قال زوجان التقينا بهما بإحدى الوكالات التي زرناها ، بأنهما حجزا لقضاء ليلة رأس السنة بمدينة سوسةالتونسية، مشيرين إلى أنهما تزوجا حديثا، و يريدان الاحتفال ببداية سنة جديدة خارج الوطن، فاختارا تونس، و عن سبب اختيارهما لهذه الوجهة، قالا بأنهما قضيا شهر العسل بتركيا ، و يرغبان في زيارة مدينة سوسة. إقبال على الفنادق لقضاء سهرة رأس السنة في المقابل فضلت عديد السيدات و كذا العائلات، قضاء سهرة رأس السنة، في إحدى فنادق قسنطينة، من بينهم السيدة آمنة و هي موظفة في إحدى المؤسسات العمومية ، حيث قالت للنصر، بأنها متعودة على الاحتفال خارج الوطن، حيث قضتها السنة الماضية بتركيا ، غير أنها ستحتفل بها هذه السنة بقسنطينة، لأنها لم تدخر المبلغ الكافي للسفر. و أضافت بأنها ستكتفي بشراء تذكرة من فندق بوسط المدينة لقضاء السهرة في أجواء جميلة، فيما قالت إيناس المكلفة بالاتصال على مستوى فندق بروتيا، بأنها سجلت إقبالا كبيرا على اقتناء تذاكر سهرة ليلة رأس السنة ، التي ستكون مليئة بالمفاجآت، حسبها ، و في مقدمتها تخصيص طومبولا للحاضرين مع مأدبة عشاء و عديد العروض التي وصفتها بالمغرية . و قد استغل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المناسبة لتنظيم رحلات جماعية نحو الجنوب الجزائري و بعض المناطق الشمالية، من أجل الترويج للسياحة الداخلية، حيث تنوعت البرامج المعلن عنها من قبل رواد الفضاء الأزرق، على غرار العام الفارط، و منهم من اختار واحات تيمومون و حدائق الساورة و جمال تاغيت لقضاء رأس السنة، في جو صحراوي تقليدي، و منهم من اختار أعالي تيكجدة و الشريعة للاحتفال.