بوتفليقة: كل شعب سيد في صنع تجربته والجزائر اختارت طريقها رد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس على المتسائلين عن دور الجزائر فيما يحدث في العالم العربي بالقول بأن "الجزائر طرف فاعل في التحولات التي تشهدها المجموعة الدولية بما فيها الأمة العربية". واغتنم بوتفليقة فرصة مناقشة قوانين الإصلاح السياسي في مجلس الوزراء لتوضيح موقف الجزائر مما يحدث في العالم العربي بقوله: "إن كل شعب سيد في صنع تجربته الوطنية الخاصة"، موضحا بأن الشعب الجزائري وفق في إقامة نظام سياسي تعددي خاص به واستطاع صيانته رغم المأساة الوطنية الوخيمة"، مسجلا أن "الجزائر استطاعت بعد ذلك استعادة السلم وتحريك التنمية التي لا يستطيع أحد نكرانها"، حتى وإن عبر بوتفليقة عن عدم رضاه التام عن مسار التنمية الذي سجل فيه بعض النقائص. وأبرز رئيس الجمهورية أن معركة الجزائر داخلية حيث ستواصل معركتها "من أجل التنمية، في مجال التشغيل، تشغيل شبابها على الخصوص، وفي مجالي العدالة الاجتماعية والتضامن الوطني، مشيرا أن مسار التنمية سيعزز بالإصلاحات السياسية التي ستتجسد خلال الأشهر القادمة مشددا على أن الأمر يتعلق بتعهد شخصي. ورفض بوتفليقة الأطروحات التي تقول بأن اللجوء إلى الإصلاحات جاء تحت الضغط مؤكدا أن الجزائر اختارت هذا التوجه بكل سيادة. تصريح بوتفليقة يوضح موقف الجزائر مما يعيشه العالم العربي لا سيما ما يحدث في ليبيا، حيث رفضت من البداية التدخل في النزاع ، رغم الاتهامات والحملات الإعلامية التي حاولت دفع الجزائر إلى الانضمام إلى التحالف الدولي الذي قاد الحرب في ليبيا. ولم يقتصر انتقاد الجزائر على متمردي ليبيا وبعض الفضائيات العربية بل امتد إلى أطراف إعلامية وسياسية داخلية بدت متحمسة لأن تكون الجزائر في صف الحلف الأطلسي والمتمردين. كما يفسر التصريح الأداء الديبلوماسي طيلة الأزمة الليبية والذي التزم بالتقاليد المعروفة للسياسة الخارجية الجزائرية والذي رأى فيه المنتقدون صمتا أو ضعفا، وهو ما رد عليه بوتفليقة بالقول أن الجزائر "طرف فاعل في التحولات".