تنزانيا (1) الجزائر (1) ظهور محتشم ونتيجة مخيبة والخضر بحاجة إلى دماء جديدة خرج أمس المنتخب الوطني من سباق التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا 2012 المقرر إقامتها بالغابون وغينيا الاستوائية، بعد أن اكتفى في مباراته الخامسة أمام منتخب تنزانيا بنتيجة التعادل (1/1) التي أبقته في الصف الأخير مناصفة مع مضيفه. كتيبة الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش التي قصدت دار السلام بنية تحقيق فوز يبقيها على قيد الحياة ويدعم بصيص الأمل في التأهل، لم تقدر على فرض نفسها و حتى على مجاراة نسق المباراة، فبدت في أسوأ حالاتها من جميع النواحي، حيث عجز منتخبنا عن استعادة نشوة الانتصار، رغم أن اللقاء جرى في ظروف مناخية معتدلة وفي ملعب جميل وأمام جمهور رياضي ومنافس متوسط المستوى، جانب الفوز في عديد المحاولات الجادة التي لحسن الحظ وجدت الحارس مبولحي في يومه. كوتشينغ حليلوزيتش وفعالية بوعزة مباراة ورغم طابعها الرسمي سيستغلها الناخب الوطني الجديد لأخذ فكرة أوضح عن مستوى كل لاعب، على اعتبار أن التقني الفرانكو بوسني لا يتحمل مسؤولية الإقصاء ولا حتى الظهور الباهت للخضر الذين استهلكوا حظوظهم قبل اليوم بتعادل في عقر الدار وهزيمتين خارجها، وما يحسب "للكوتش فاهيد" حسن قراءته المباراة على مدار المرحلة الأولى، حيث أن التعديلات التي أجراها مع مطلع الشوط الثاني من خلال انتهاج أسلوب هجومي والاعتماد على الثلاثي بوعزة ويبدة وغزال أعطت ثمارها، حيث نجح في عملية "الكوتشينغ" فلم يتأخر بوعزة في إثبات جاهزيته وفعاليته فعدل عقارب الساعة وأعاد الخضر إلى أجواء المباراة، بهدف جميل يؤكد إمكانات وقدرات هذا اللاعب الذي يتذكره جيدا حليلوزيتش كونه صاحب هدف خروج كوت ديفوار من "كان 2010"، كما أن حسان يبدة ورغم عدم جاهزيته من الناحية البدنية وفق في إعادة التوازن لوسط الميدان ، في الوقت الذي حاول غزال إنعاش القاطرة الأمامية فاسترجع كرات ومنح مطمور كرة كانت كفيلة بتغيير النتيجة النهائية، ولو أنه تألق بصيامه عن مهمته الأساسية (التهديف) في آخر ثانية من اللقاء بعد استفادته من كرة في ظهر المدافعين لم يحسن استغلالها وتجسيدها. دفاع و وسط بعيدا عن الفورمة وهجوم خارج نطاق الخدمة وبعيدا عن النتيجة الفنية التي أتت على حظوظ الخضر في التأهل، أثار الظهور المحتشم لدوليينا الاستغراب خاصة في المرحلة الأولى، أين تاهت عناصرنا الوطنية فوق المستطيل الأخضر وتركت المبادرة لمنتخب تنزانيا المتواضع، الذي شجعه ضعف مستوى لاعبينا وافتقادهم إلى الفعالية والحيوية للاستحواذ على الكرة وتسييرها بشكل جيد قبل نقل الخطر إلى معسكر مبولحي الذي تلقى هدفا مبكرا (د22) بعد عمل على الجهة اليسرى ختمه مهاجم تنزاني بفتحة في القائم الثاني لم يحسن العيفاوي قطعها لسوء تمركزه ، ما سمح للمهاجم مبوانا ساماتا من إحراز هدف التقدم وتحرير زملائه الذين تحكموا في الكرة وضربوا حصارا على منطقة الخضر، وكادوا يقتلون اللقاء بهدف ثان في الدقيقة 34 بعد عمل هجومي رائع انطلاقا من المواقع الخلفية ختموه بعد سلسلة من المراوغات والتمريرات بقذفة من على بعد حوالي عشرين مترا اضطرت مبولحي إلى استعمال كامل براعته لتحويل مسار كرة كانت في طريقها إلى الزاوية اليسرى من مرماه. لتنتهي المرحلة الأولى على تقدم مستحق للمنتخب التنزاني الذي اعتمد على بناء هجوماته من الخلف مع لجوئه إلى رفع الريتم في الوقت المناسب، في حين لعب منتخبنا بأسلوب ساذج يفتقد إلى الذكاء والإبداع ، كما غاب الانسجام بين اللاعبين والخطوط سيما على مستوى الدائرة المركزية ، أين لم يوفق الخماسي لحسن ومجاني وبلحاج ومطمور وزياني في التحكم في الكرة وصناعة اللعب ولا حتى إمداد المهاجم "المعزول" بن يمينة بكرات قابلة للتجسيد. العيفاوي ومطمور محطة عبور وضع وقف عليه الكوتش فاهيد الذي يبدو أنه وجد الكلمات المناسبة لإعادة شحن بطاريات عناصره بين الشوطين، مع توفيقه في اختيار اللاعبين البدلاء بداية بعامر بوعزة الذي أنعش الرواق الأيسر وفك الحصار المضروب على رأس الحربة بن يمينة بدليل توصله إلى هز شباك المنافس في وقت جد حساس من المباراة (د55) بعد عمل ثلاثي بدأه زياني بكرة في العمق تجاه بن يمينة ليحولها هذا الأخير برأسية نحو بوعزة الذي أسكنها شباك تنزانيا بلوب جميل( كرة ساقطة)، ومن جهته عرف يبدة بدخوله في الدقيقة 56 كيف يعيد التوازن والاستقرار لخط الوسط، حيث بدا أكثر تفاهما وانسجاما مع مهدي لحسن ما قلص المساحات وغلق عديد الممرات والمنافذ أمام اللاعبين التنزانيين الذين جاءت كل كراتهم الخطيرة والساخنة عبر الرواق الأيمن، أين كان مطمور والعيفاوي بعيدا جدا عن الفورمة ، فباستثناء محاولة لمطمور (د64) ذكرتنا بالفورمة التي كان عليها عام 2009 وتحديدا هدف مصر في البليدة ، لم يقدم هذا اللاعب الموهوب ما كان منتظرا منه، خاصة في ظل تراجع لياقته البدنية ، كما أن العيفاوي ورغم اقتصار دوره على الشق الدفاعي لم يتمكن من تامين منطقته التي كانت محطة عبور لمهاجمي المنافس. وفي الجهة الأمامية حاول غزال بعد دخوله مكان زياني (د77) من إعطاء الدفع اللازم خاصة بفضل لياقته الجيدة وقدرته على خلق التفوق في منطقة المنافس، إلا أن افتقاره إلى الفعالية في مثل هذه المقابلات يبقى النقطة السوداء في مشوار اللاعب الذي فوت على الخضر فرصة العودة بالزاد كاملا في الدقيقة 90+3 بعد استفادته من كرة في ظهر الدفاع لم يتمكن من تحويلها إلى هدف الانتصار. وإجمالا ما يمكن الاحتفاظ به من مباراة البارحة، أن المنتخب بحاجة إلى انتصارات تعيد له الروح وليس لوعود وتصريحات لا مكان لها فوق الميدان، لأن كرة القدم لا تعترف إلا بالنتائج ، كما أن كتيبة حليلوزيتش بحاجة إلى ثورة في التعداد ، من خلال ضخ دماء جديدة وإبعاد لاعبين أثبتوا محدودية مستواهم وآخرين انتهت مدة صلاحياتهم، لأن قادم المحطات لا يسمح بمزيد من الهزائم والنكسات. نورالدين - ت البطاقة الفنية ملعب "تنزانيا ناسيونال ماين ساتاديوم" – أرضية جيدة، طقس جميل، جمهور غفير تحكيم : المياغري علي بمساعدة الحسان بية والشيخ مامادو من موريتانيا (الحكم الرابع) مامادو محمد (موريتانيا). الأهداف : تنزانيا مدوانا ساماتا (22) - الجزائر: عامر بوعزة (56). تشكيلتا الفريقين: تازانيا : جوما كاسيجا، شاتراتك لاساجيوا، أمير مفتاح، جومانيوسو، أغري موريس، شاباني نديتي (محمد رجيو 70)، نيزار خلفان، هنري جوزيف، ندوانا ساماتا، عبدي(كاسيم، دان ميرواندا (ناغاسا 67) المدرب: جون بولسن الجزائر: وهاب رايس مبولحي، جمال الدين مصباح، ندير بلحاج (عامر بوعزة 45) اسماعيل بوزيد، عبد القادر العيفاوي، مجيد بوقرة، كارل مجاني (حسان يبدة 57) مدحي لحسن، كريم زياني (عبد القادر غزال 78) كريم بن يمينة ، كريم مطمور. المدرب: وحيد حليلوزيتش