فيضانات غمرت المستشفى والمركز الوطني للسّجل التجاري وسكنات بأم البواقي عرف إقليم ولاية أم البواقي ليلة السبت إلى الأحد الماضيين تهاطلا لكميّات معتبرة من الأمطار تحوّلت في دقائق معدودات إلى فيضانات طوفانيّة أتت على الأخضر واليابس وتسببت في خسائر ماديّة ومعنويّة معتبرة بعد غمرها لمؤسسات عمومية وخاصة وكذا إتلافها لعديد الممتلكات داخل سكنات المواطنين الأمر الذي دفع العديد من أرباب الأسر والعائلات المتضررة إلى الاحتجاج بغلق طرقات وطنية وفرعيّة بفعل غياب دور السلطات المحلية وتجاهلها المطلق لأحياء شعبية عتيقة. على مستوى طريقي الوزن الثقيل والطريق الفرعي المؤدي لقرية المدفون جنوب مدينة أم البواقي تجمهر العشرات من سكان 5 أحياء شعبية غالقين بذلك حركة المرور في وجه مستعملي الطريقين باستعمالهم الحجارة والمتاريس الترابية ومضرمين النار في عدد معتبر من العجلات المطاطية المستعملة تعبيرا منهم حسبهم على استيائهم وتذمرهم من الوضع الذي هم فيه وعدم استجابة السلطات المحلية لمطالبهم التي رفعوها ويرفعوها منذ سنوات الثمانينات، السكان المحتجون وفي لقائهم ب"النصر" كشفوا بأن أحياءهم وشوارعهم لا تتم زيارتها إلا تزامنا والحملات الانتخابية على اختلافها وهي الأحياء التي شيّدت منتصف الثمانيات ويتعلق الأمر بأحياء السعادة 1 والصباح والمالكي ويوغرطة وحي 100 سكن، قاطنو الأحياء المعنية أشاروا بأن الأمطار التي تهاطلت خلال الساعات القليلة المنقضية تسببت في أضرار مادية كبيرة وحتى عديد البالوعات انفجرت من قوة تدفق المياه ومن جهة أخرى أتلفت الأمطار عدد معتبر من الأغراض والأجهزة الالكترونية والأفرشة وغير ذلك ففي حي السعادة 1 تضررت أزيد من 25 عائلة ومحلات أغلبها أتلفت فيها كميات معتبرة من السلع والبضائع، السكان تحدثوا على السياسة التي تنتهجها السلطات المحلية من "حقرة" و"تهميش" وغير ذلك وأحياؤهم حسب تصريحاتهم تعاني في غياب التهيئة ومساحات اللعب والترفيه والمساحات الخضراء، هذا ناهيك على اهتراء شبكة الصرف الصحي وقدم قنواتها ما جعل المياه القذرة تطفو عبر الطرقات وتحولها في كل مرة إلى برك وأوحال تنبعث منها الروائح الكريهة وباتت مصدرا للحشرات الضارة كل هذا في غياب حاويات لوضع القمامة هاته الأخيرة التي لا ترفع بفترات طويلة ووصلت المساحة التي غطتها قرابة الهكتار، الأحياء المتواجدة في منحدرات المدينة غابت عنها الإنارة العمومية برغم توفرها على الأعمدة المخصصة لذلك وباتت مهملة من طرف السلطات المعنية، السلطات على اختلافها بحسب السكان هي على علم بانشغالاتهم ومدونة في مذكراتهم لكن دون جوى بالنظر لسياسة التماطل والتسويف وتبين ذلك جليا بعد غلقهم للطريق السنة الماضية بعد استنفاذهم كافة الطرق السلمية أين وعدوا بالانطلاق في مشاريع لتغيير الوجه الشاحب لأحيائهم وظلت تلك الوعود تراوح أدراج المسؤولين، والوعود التي تلقوها تقضي بالانطلاق في تعبيد الطرقات وتهيئة الحي وكان من الواجب برمجة تجديد القنوات الشروب وقنوات الصرف أولا حتى لا تعيد الحفريات الوضع إلى ما هو عليه اليوم، الأمطار الطوفانية عزلت من ناحية أخرى مشاتي ومداشر بإقليم مدينة عين الزيتون أين عرفت مشتة الرقراق سقوط كوابل كهربائية وغمر المياه لعديد السكنات خاصة منها مستودعات تربية الدواجن، وبعاصمة الولاية تجند رجال الحماية المدنية لانتشال مؤسسات عمومية وسكنات مختلفة من رحم الطوفان، حيث تم تسجيل تدخلات عديدة على مستوى المؤسسة الاستشفائية محمد بوضياف والمركز الوطني للسجل التجاري والحي العسكري للطيارين إضافة إلى سكنات وظيفية تابعة لمركز التكوين المهني والتمهين للإناث غوقال عائشة مع تسربها لعديد العمارات وأقبيتها إلى جانب محلات تجارية بحي 1500 سكن مصطفى بن بولعيد، من جهة أخرى كشفت الأمطار المتهاطلة على مناطق متفرقة بالولاية الوجه الآخر للتهيئة بمدن أم البواقي وعين ببوش وقصر الصبيحي ففي عاصمة الولاية تحولت الطرقات المعبدة إلى أوحال متناثرة في منظر أعاد المدينة إلى سنوات غابرة وهي الأوحال التي دخلت محلات تجارية وغمرت سكنات عائلية وشكّلت ديكورا أمام مختلف النقاط وخاصة منها المتواجدة في منحدرات المدينة على غرار حي مصطفى بن بولعيد غير بعيد عن مكتب جريدة "النصر" أين تجند سكان الحي حتى ساعات متأخرة من الليل ووقفوا حائلا أمام السيول الجارفة مانعينها من التدفق، من جهة أخرى تدخل رجال الدرك الوطني على مستوى كتيبة عاصمة الولاية لتنظيم حركة المرور على طول الطريق الوطني رقم 32 الرابط بولاية خنشلة بعد غلق كان الأحياء السابقة للطرقات في المقابل عرف وسط مدينة أم البواقي تعرقل حركة المرور بعد أن اضطرت مركبات الوزن الثقيل إلى المرور عبر وسط المدينة وهو ما خلف ازدحاما كبيرا لشتى أصناف المركبات.