باكستاني يطوع حجر«الأونيكس» ليصمم تحفا فنية يطوع الحجر رغم صلابته بلمسة فنية رائعة، ليحوله إلى تحف فنية غاية في الجمال، يحقق من خلالها التميز في كل مكان يرتحل إليه ، فخطف جناحه الأنظار في معرض المهرجان الثقافي الوطني للفنون و الإبداع بقسنطينة، مزينا بهو قصر الثقافة محمد آل الخليفة بتحفه الفنية المتنوعة المصنوعة من مواد طبيعية كالأونيكس و حطب الورد و كذا النحاس، إنه الحرفي الباكستاني أنجم خان، الذي اختار الجزائر لتفجير موهبته و الحفاظ على حرفة أجداده، معتمدا على بلده في جلب المادة الخام . تحف فنية مصنوعة بأياد ذهبية مهرجان الفنون و الإبداع و الذي يطلق عليه مهرجان اليد الذهبية الذي تحتضن قسنطينة فعالياته هذه الأيام، استطاع أن يستقطب حرفيين مبدعين و فنانين ، من بينهم الحرفي الباكستاني أنجم خان الذي استطاع أن يجذب الزوار إلى جناحه منذ افتتاح المهرجان، بفضل ما أبدعته أنامله الذهبية، فعرض قطعا متنوعة مصنوعة من مادة ال» أونيكس» ، و هي تشبه مادة الرخام، إلا أنها تفوقها جودة، حسب الحرفي، و اختلفت القطع بين تصاميم الحيوانات و المزهريات و الأواني و الفواكه و كذا الأشكال الهندسية المختلفة للديكورات المنزلية. في حديثه للنصر، قال المبدع أنجم خان، بأن حرفة النحت على أحجار الأونيكس متجذرة فيه، فهي فن ورثه عن والده و يسعى إلى مواصلة دربه، للحفاظ على هذه الصناعة و تطويرها، و قد اختار الجزائر العاصمة لتفجير موهبته و تطوير حرفته التي حولها إلى مصدر لضمان قوت يومه. و أوضح المتحدث بأن قدومه إلى الجزائر بدأ من خلال المشاركة في معارض دولية، بعد أن اشتهر في بلده بتطويع أحجار الأونيكس و تحويلها إلى تحف غاية في الجمال، و قد لقي إقبالا كبيرا على ما تنتجه أنامله في كل مكان يحط فيه بالجزائر، ليطور بذلك حرفته التي كانت تقتصر على صناعة تحف في باكستان و ترويجها في الجزائر ، إلى مشروع استثماري ناجح ، حيث تمكن من فتح شركة مختصة في صناعة قطع الديكور المستخلصة من أحجار الاونيكس في الجزائر العاصمة. من حرفة إلى مشروع استثماري ناجح بالجزائر محدثنا قال بأنه استغل ما تزخر به بلاده من كنوز طبيعية ، في مقدمتها أحجار الأونيكس الكريمة التي تتميز بها جبال باكستان ، فهي جميلة الشكل و تحمل عديد الألوان الطبيعية المتناسقة و المنسجمة، كالأبيض و الأصفر و البني و الأخضر الفاتحين، فاستغلها لنحت تحف فنية، فهي عبارة عن قطع مستطيلة الشكل، كان يقطعها بواسطة آلة ، حسب الشكل المراد نحته، ثم يقوم بتشكيلها باليد،حسب الرغبة، مستعملا أداة حادة أخرى، ثم يضعها في الماء لتصبح ملساء ذات بريق مميز. بخصوص سعرها أوضح الحرفي بأن أصغر قطعة ، لا يتجاوز طولها 5 سنتيم، يقدر سعرها ب500 دينار، و يزيد السعر كلما كان الحجم أكبر ، فتصل إلى 4 آلاف دينار إذا تعلق الأمر بتجسيد الحيوانات الصغيرة ، كالسلحفاة التي يعرضها بالإضافة إلى المزهريات صغيرة الحجم . الحرفي أنجم خان أكد بأنه يحرص على الحفاظ على هذه الحرفة، التي تشتهر بها بلاده، و يسعى جاهدا للتعريف بها في عديد البلدان، من بينها الجزائر التي فتحت له المجال لتوسيع نشاطه و تحويل حرفته من هواية إلى مشروع استثماري كبير، أطلق عليه تسمية «سان بانوراما»، و هو عبرة عن شركة مقرها بالجزائر العاصمة، و يشتغل فيها بالشراكة مع جزائريين ، كما يعتمد على مختصين في تطوير أشكال التحف و قطع الديكور التي يعرضها، مؤكدا بأنه يسعى دائما لتقديم الجديد للحفاظ على زبائنه و استقطاب آخرين جدد . نشاط الحرفي الباكستاني في الجزائر، لم يعد مقتصرا على صناعة تحف الأونيكس، بل تعداها إلى صنع قطع الديكور و الطاولات المصنوعة من خشب الورد الذي يعد من أجود أنواع الخشب ، و يتميز بكونه داكنا و مائلا للاحمرار ، و هو من الأخشاب الجميلة الشكل و الراقية الاستخدام و باهظة الثمن ، كما يتميز بكون أليافه مموجة ، تزداد جمالا بعد دهانها وطلائها. و أضاف المتحدث بأن هذا النوع يستخدم في الأعمال الفنية المنحوتة وفي تصميم الأثاث الفاخر ، بأسعار باهظة، فيقدر سعر طاولة صغيرة معروضة بجناح الحرفي الباكستاني في المهرجان ،بمليوني (02 )سنتيم، و يقدر سعر أثاث صالون عادي، ب 16 مليون سنتيم، فيما تتجاوز قطع الديكور الخشبية الصغيرة جدا ألفي (02) دينار .