الوضع في ليبيا يخيم على أشغال الندوة الدولية لمكافحة الإرهاب بالجزائر تنطلق اليوم بالعاصمة أشغال الندوة الدولية لمكافحة الإرهاب التي تنعقد على مدى يومين في سياق عالمي و إقليمي تتزايد فيه التهديدات الإرهابية على نحو يجعل من التنسيق الدولي ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى. و يأتي انعقاد هذه الندوة في الوقت الذي مازالت فيه الأزمة الليبية تلقي بإفرازاتها السلبية على دول الجوار و عموم منطقة الساحل بفعل انتشار و تنقل الأسلحة و العودة المكثفة للأشخاص نحو بلدانهم الأصلية، ما يطرح تحديات حقيقية لهذه البلدان. و تكتسي هذه الندوة، الأولى من نوعها أهمية خاصة و طابعا استثنائيا بالنظر إلى حجم و نوعية المشاركة فعلاوة على دول الميدان الأربع(الجزائر و مالي و موريتانيا والنيجر)، يشارك في أشغال الندوة 38 وفدا يمثلون منظمة الأممالمتحدة و الشركاء الثنائيين لا سيما البلدان الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن(الولاياتالمتحدة، بريطانيا روسيا، فرنسا و الصين ) و كذا وفود كل من كندا، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، استراليا، تركيا و سويسرا، و السويد، هولندا، النرويج و اليابان، و المنظمات الإقليمية و الأطراف المانحة. و أكدت كل الدول و الهيئات المدعوة مشاركتها، ما يشكل دليلا واضحا على الإهتمام الكبير الذي يوليه شركاء الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب لهذا الاجتماع". و كان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل، قد أوضح بخصوص هذا الاجتماع الأحد الماضي بأنه "يندرج في سياق اللقاءات بين دول الميدان المنعقدة في مارس 2010 بالجزائر و في ماي 2011 بباماكو "و التي سمحت بإرساء قواعد تعاون على الصعيد السياسي و العسكري و الاستخباراتي و التنموي الإقليمي"، مشيرا في ذات السياق إلى أن ندوة الجزائر الدولية ترمي إلى تنظيم الشراكة من خلال خلق تفاعلات بين الشركاء من دول المنطقة. للإشارة، فإن دول الميدان كانت تلتقي بانتظام في إطار شبه إقليمي مصغر و قد سمحت اللقاءات التي تم تنظيمها بعد لقاء الجزائر في مارس 2010، بتنسيق مواقف الدول الأربع من خلال تحديد نفس المراجع فيما يتعلق بالتحليل و تبني نفس الإرادة في العمل على الصعيدين الوطني و شبه الإقليمي. و خلال اللقاءات السابقة، اتفقت دول الميدان على ضرورة توسيع الحوار و التشاور إلى دول أخرى و منظمات غير افريقية بشأن الإرهاب و الجريمة المنظمة العابرة للحدود و التنمية و مثلما بين مساهل، فإن الإستراتيجية التي تبنتها دول الساحل الإفريقي، أثبتت فعاليتها، حيث أنها تجعل الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم "القاعدة في بلدان المغرب الإسلامي" تواجه صعوبات للانتشار في المنطقة، بعد أن تعززت قدرات بلدان منطقة الساحل في مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة بفضل التعاون الإقليمي، الذي لعبت فيه الجزائر دورا أساسيا. و ظلت الجزائر تضطلع بدور محوري في مكافحة الإرهاب بالمنطقة التي تشهد تهديدات مستمرة، و من البديهي، بحسب تعبير مساهل أن يبدي شركاء الجزائر اهتماما بتجربتها الطويلة في مكافحة الإرهاب، ويسعون إلى تقاسمها مع الجزائر التي وجدوا فيها شريكا جادا في هذا المجال. و في سياق التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، كان مساهل قد أعلن أن منتدى عالميا لمكافحة الإرهاب بصدد التأسيس موضحا أن هذا المنتدى يضم 35 بلدا من بينها الجزائر و تتوفر هذه البلدان على قدرات و خبرات في هذا المجال، على أن يعقد أول اجتماع للمنتدى في 21 سبتمبر بنيويورك. يذكر، أن أشغال هذه الندوة ستجري في جلستين عامتين، واحدة مفتوحة و أخرى مغلقة، و ثلاث ورشات تناقش المسائل المرتبطة بمكافحة الإرهاب.