تضع مباريات الجولة السادسة والأخيرة، من التصفيات المؤهلة إلى النسخة 32 من نهائيات كاس أمم إفريقيا، المزمع إقامتها بمصر خلال الصائفة القادمة 10 تأشيرات في المزاد، بعدما كانت المحطات الخمس السابقة من المرحلة التصفوية قد سمحت ل 14 منتخبا، بحجز تذاكر المشاركة في العرس الكروي القاري، من بينها ضيفان جديدان وهما مدغشقر وموريتانيا، القائمة مرشحة للإرتفاع بتواجد البورندي على مشارف التأهل. وشاءت الصدف أن يضع قرار الكاف، القاضي بسحب تنظيم هذه الطبعة من الكاميرون حامل اللقب، أمام حتمية انتظار جولة إسدال الستار على التصفيات، للتعرف على مصيره في رحلة الدفاع عن تاجه، لأن المنتخب الكاميروني سيستقبل جزر القمر ويبقى مطالبا بتفادي الهزيمة لضمان التأهل، وقطع الطريق أمام المنافس لتحقيق انجاز تاريخي وغير مسبوق، رغم أن منتخب جرز القمر أبهر المتتبعين بالأداء الراقي، الذي ظهر به في هذه التصفيات. قمة هذه الجولة، سيكون ملعب صفاقس بتونس مسرحا لها، أين سيتنافس منتخب ليبيا على تأشيرة التأهل مع ضيفه منتخب جنوب إفريقيا، في مقابلة لا يملك فيها المنتخب الليبي أي خيار، سوى الانتصار لخطف التذكرة الثانية عن المجموعة الخامسة كمرافق لنيجيريا، بينما يمر تأهل «البافانا بافانا» عبر تفادي الهزيمة، وعليه فإن شبح الاقصاء يبقى يتربص بكتيبة «الأولاد»، حالهم حال الجار منتخب الغابون، الذي يتواجد في وضعية من الصعب عليه الخروج منها بتذكرة المرور إلى «الكان»، فالرحلة إلى العاصمة البورندية بوجمبورة، تبقى من أجل الانتصار لاقتطاع تأشيرة التأهل، في حين يبقى مسعى أهل الدار إحراز نقطة التعادل، لضمان أول مشاركة في العرس القاري، كمرافق لمنتخب مالي عن الفوج الثاني. إلى ذلك، فإن منتخب بوركينافاسو الذي سجل حضوره بانتظام في النسخ الخمس الأخيرة من «الكان»، مهدد بالغياب عن موعد مصر خلال الصائفة القادمة، على اعتبار أن مصير «الخيول» لم يعد بأرجلهم، لأن موريتانيا حجزت أولى التأشيرات عن المجموعة التاسعة، وفوز بوركينافاسو لا يكفي للإطمئنان على التذكرة المؤهلة إلى دورة 2019، مادام منتخب أنغولا يتقدم بخطوتين، وهو مطالب بالفوز في بوتسوانا لحسم مصير التأهل، والفرصة مواتية أمام منتخب لم يحصد سوى نقطة واحدة طيلة التصفيات. على صعيد آخر، فإن الصراع سيكون ثلاثيا من أجل الظفر بتأشيرة واحدة في المجموعتين الرابعة والثانية عشرة، بعد تأهل الجزائروأوغندا، حيث أن التنافس في الفوج الرابع، يبقى بين منتخبات البنين، غامبيا والطوغو، مع تواجد «سناجب» كوتونو في رواق أفضل لكسب الرهان، وتحقيق رابع مشاركة في العرس القاري، في الوقت الذي تسعى فيه منتخبات تانزانيا، الرأس الأخضر واللوزوطو للتأهل رفقة متصدر الفوج منتخب أوغندا، مع حيازة المنتخب التانزاني على أفضلية كبيرة، لأن الفوز داخل الديار يكفيه للتواجد في مصر. من جهة أخرى، لم تتضح الرؤية على مستوى المجموعتين السابعة والحادية عشرة، ومصير التذكرتين عن كل فوج يتحدد على ضوء هذه الجولة، حيث أن الزبونين التقليديين على دورات «الكان»، منتخب الكونغو الديمقراطية وجاره الكونغولي (الكونغو برازافيل)، مطالبان بالفوز لضمان التأهل، ومأمورية «فهود» كينشاسا تبدو أسهل، مادام الفوز على ليبيريا يكفي لقطع الطريق أمام واحدة من المفاجآت المدوية، في حين أن منتخب الكونغو يبقى مهددا بالغياب عن النسخة القادمة، على اعتبار أنه سينزل في ضيافة متصدر المجموعة منتخب زيمبابوي، الذي يكفيه التعادل لترسيم التأهل. وفي سياق ذي صلة، فإن الحسابات على مستوى الفوج الحادي عشر تبقى معقدة، بعد التأكد من إقصاء منتخب زامبيا، الذي كان مرشحا لكسب الرهان دون عناء، لكنه ودع التصفيات مبكرا، حيث أن منتخب ناميبيا يبحث عن التعادل في الأراضي الزامبية لحسم تأهله، وتجنب الدخول في متاهة الحسابات المقترنة بنتيجة القمة بين غينيا بيساو والموزمبيق، ولو أن فوز أو تعادل أصحاب الضيافة، يمنح الأفضلية للناميبيين للتأهل حتى في حال الانهزام.